بعد عام من الغزو الروسي.. مقترح صيني من 12 بنداً للسلام في أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
شعاع رمزي فوق أعلام أوكرانية قرب مقبرة لجنود أوكرانيين قضوا في الحرب مع روسيا عشية ذكرى الغزو، مقبرة ليشاكيف، لفيف- 23 فبراير 2023 - AFP
شعاع رمزي فوق أعلام أوكرانية قرب مقبرة لجنود أوكرانيين قضوا في الحرب مع روسيا عشية ذكرى الغزو، مقبرة ليشاكيف، لفيف- 23 فبراير 2023 - AFP
بكين/دبي-أ ف بالشرق

نشرت الحكومة الصينية الجمعة، مقترحاً من 12 بنداً دعت فيه كلاً من موسكو وكييف إلى استئناف مفاوضات السلام، بمناسبة مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما اعتبر القائم بأعمال السفارة الأوكرانية ببكين الخطة "علامة جيدة" قائلاً إن بلاده تود أن ترى الصين أكثر انخراطاً وأن تفعل المزيد لإنهاء الحرب.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في الوثيقة إنّه "ينبغي على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرّك في نفس الاتّجاه واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن"، مشدّدة على أنه "ينبغي عدم استخدام الأسلحة النووية وينبغي عدم خوض حروب نووية".

كما شدّدت الوزارة على أنّه "ينبغي على أطراف النزاع الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وتجنّب مهاجمة المدنيين أو منشآت مدنية".

وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هو تشون ينج، النقاط الرئيسية التي نصت عليها الوثيقة وتضمنت على تويتر وتضمنت: "احترام سيادة جميع البلدان، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، ووقف الأعمال العدائية، واستئناف محادثات السلام، وحل الأزمة الإنسانية، وحماية المدنيين وأسرى الحرب، والحفاظ على أمان محطات الطاقة النووية، والحد من المخاطر الاستراتيجية، وتيسير تصدير الحبوب، ووقف العقوبات الأحادية الجانب، والحفاظ على استقرار سلاسل التوريد الصناعية، وتعزيز التعمير بعد انتهاء الصراع".

ترحيب أوكراني

واعتبر القائم بأعمال السفارة الأوكرانية في بكين، نشر الوثيقة الصينية "علامة جيدة" ودليل على أن بكين تريد أن تكون منخرطة في الجهود الدولية لوقف الحرب بأوكرانيا.

وأَضاف: "لدينا خطتنا للسلام، ونأمل أن تدعم بكين ذلك". وقال إن بلاده تتوقع أن تلعب الصين دوراً أكثر فعالية في دعم أوكرانيا.

وأضاف: "نأمل أن تحض الصين روسيا على وقف الحرب وسحب قواتها".

وتابع: "نود أن نرى الصين أكثر انخراطاً وأن تفعل المزيد لإنهاء الحرب".

لكن رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى بكين، خوخي توليدو، قال إن المقترح الصيني ليس "عرضاً للسلام"، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز".

وذكر توليدو في خطاب أمام حشد من الدبلوماسيين ببكين، الجمعة، في ذكرى الغزو الروسي لأوكرانيا، إن على الصين الوفاء بمسؤوليتها للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة في وجه "العدوان الروسي".

ووضعت الأزمة الأوكرانية بكين في موقف حرج، فالصين الحليفة الوثيقة لروسيا لم تدعم أو تنتقد علناً الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنّها أعربت مراراً عن دعمها لموسكو في مواجهة العقوبات الغربية، وشدّدت على وجوب مراعاة المخاوف الأمنية الروسية، ودعت بالمقابل مرّات عدة إلى احترام وحدة أراضي أوكرانيا.

وقالت الولايات المتّحدة هذا الأسبوع إنّ الصين تعتزم إمداد روسيا بالأسلحة لدعم هجومها في أوكرانيا، في تهمة سارعت بكين إلى نفيها.

والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الصيني تشين جانج، أنّ بلاده "قلقة للغاية" من النزاع الدائر في أوكرانيا والذي "يتفاقم بل يخرج عن السيطرة".

قرار أممي

وطالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار مساء الخميس بانسحاب "فوري" للقوات الروسية من أوكرانيا، ودعت إلى سلام "عادل ودائم" عشية الذكرى السنوية الأولى للغزو. 

وحصل القرار على تأييد 141 صوتاً مقابل اعتراض 7 أصوات، فيما امتنعت 32 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند.

ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على "عزل موسكو"، إذ دعت في الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا إلى "سلام شامل وعادل ودائم" مع مطالبة روسيا مجدداً بـ"سحب قواتها ووقف القتال".

وبعد يوم واحد من زيارة كبير الدبلوماسيين الصينين وانج يي إلى موسكو، وتعهده تعميق الشراكة معها، امتنعت بكين عن التصويت.

وهي المرة الرابعة التي تمتنع فيها عن المشاركة في مثل هذا التصويت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.

"الصين لم تستشر أوكرانيا"

والخميس، قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى إن بكين لم تتشاور مع كييف أثناء إعداد خطتها المقترحة للسلام، فيما قالت موسكو، الأربعاء، إن بكين أطلعتها على رؤيتها لتسوية النزاع سياسياً.

وأضاف المسؤول الأوكراني لعدد من وسائل الإعلام، طالباً عدم نشر اسمه، أنّ "الصين لم تستشرنا".

ورغم تصريحات المسؤول الأوكراني، كشف وزير خارجية كييف دميترو كوليبا الذي التقى كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانج يي في ألمانيا، الثلاثاء، أن الأخير "أبلغه بعناصر أساسية لخطة السلام الصينية".

ولاحقاً، أعلن كوليبا في الأمم المتّحدة أن خطّة السلام التي اقترحتها كييف والمؤلفة من 10 نقاط تبقى "الأولوية الأولى" بالنسبة لبلاده.

وأضاف: "نحن مستعدّون للتباحث مع من لديهم أفكار أخرى يمكن أن تساعدنا في تحقيق هذا الهدف".

فيما قالت وزارة الخارجية الروسية، مساء الأربعاء، إن الصين أطلعت موسكو من خلال وانج يي على رؤيتها بشأن "تسوية سياسية" للنزاع.

وقالت الوزارة، في بيان، إن "الشركاء الصينيين أطلعونا على آرائهم بشأن الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، إضافة إلى مقارباتهم لتسويتها سياسياً". 

مباحثات صينية في موسكو

وأجرى وانج يي، الأربعاء، محادثات في موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف.

وقال بوتين إن العلاقات الروسية الصينية تتطور بشكل جيد، وإنها تصل إلى مستويات جديدة من التعاون، فيما شدد وانج يي على أن علاقات بكين مع موسكو "لن ترضخ لضغوط دول أخرى".

وأشار إلى أن "الأزمة" تؤثر على العلاقات لكن "الأزمات قد تكون فرصاً"، وأعرب عن استعداد الصين لـ"تعميق التعاون والشراكة الاستراتيجية مع روسيا".

وجاء لقاء بوتين ووانج يي، وسط مخاوف أميركية من تعميق التعاون بين موسكو وبكين، إذ قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في كلمتها بمؤتمر ميونيخ للأمن، السبت، إن الولايات المتحدة قلقة من تعميق الصين علاقاتها مع روسيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، محذرة الصين من تقديم أي مساعدات "فتاكة" إلى روسيا.

والخميس، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تدرس نشر معلومات استخباراتية، تعتقد أنها تدل على أن الصين تنظر في إمكانية "تزويد روسيا بأسلحة" لدعم حربها في أوكرانيا.

وذكر مسؤولون أميركيون للصحيفة، أن المناقشات المتعلقة بالكشف عن تلك التقارير تأتي بعد عدة مناشدات إلى الصين خلال اجتماعات مغلقة، بالتنسيق بين حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، انتهت بتحذير رسمي وجهه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤولون غربيون، هذا الأسبوع، في ميونيخ إلى وانج يي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات