دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الخميس، خلال مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى وقف إجراءات "أحادية الجانب" تقوّض الوصول إلى حل الدولتين، وحض إسرائيل على اتخاذ خطوات "فورية" لتهدئة العنف.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" إن أوستن أكد أهمية " الالتزام بالتعهدات التي قدمتها فلسطين وإسرائيل في لقاء العقبة الأخير".
وأعرب أوستن عن قلق واشنطن من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، أنه أجرى مناقشة صريحة مع زعماء وقادة إسرائيل بشأن الحاجة إلى خفض التوتر مع الفلسطينيين.
وقال أوستن: "نجتمع اليوم في فترة توترات، لذلك أجرينا مناقشة صريحة وصريحة جداً بين أصدقاء حول الحاجة إلى تهدئة وتخفيف التوترات واستعادة الهدوء خاصة قبل عيد الفصح ورمضان".
وأضاف: "كما فعلنا دائماً، ندعو القيادة الفلسطينية إلى محاربة الإرهاب واستئناف التعاون الأمني وإدانة التحريض".
وأكد أنه كان "واضحا جداً" بشأن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب"، معرباً عن "تعازيه لأسر الإسرائيليين الذين قتلوا وجرحوا خلال الهجمات الإرهابية الأخيرة".
ومع ذلك، قال إن الولايات المتحدة "تعارض بشدة أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن بما في ذلك التوسع الاستيطاني والخطاب التحريضي". وأضاف: "سنواصل معارضة الإجراءات التي قد تدفع بحل الدولتين بعيداً عن متناول اليد".
وقال وزير الدفاع الأميركي إنه يشعر بقلق بالغ من التطور الذي تحرزه إيران في تخصيب اليورانيوم بينما قال نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت إن من الضروري اتخاذ كل الإجراءات لمنع طهران من حيازة أسلحة نووية.
العلاقات بين إسرائيل وأميركا
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده ملتزمة بأمن إسرائيل "بشكل قوي"، مؤكداً أن المساعدات العسكرية المقدمة لتل أبيب ستبقى عند مستواها، لافتاً إلى أن إيران تعد "المحرك الرئيسي" لعدم الاستقرار بالمنطقة.
وأضاف: "أنا هنا لنقل رسالة واضحة مفادها أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل صلب ولن يهتز، وكما قال الرئيس جو بايدن خلال زيارته العام الماضي، فإن الرابط بين شعبينا هو ارتباط عميق".
وتابع: "عملت الدولتان لتوطيد العلاقات، خصوصاً الأمنية منها والمساعدات التي نقدمها لتل أبيب.. إن مذكرة التفاهم التاريخية الخاصة بنا تقدم 3.3 مليار دولار سنوياً لإسرائيل بشكل مساعدات عسكرية وتمويل إضافي في مجال التعاون الدفاعي الصاروخي".
وذكر أوستن مجدداً بتصريحات سابقة لبايدن، قال فيها إن "عبقرية الديمقراطية بكلا البلدين تتمثل بأنهما مؤسستان تعتمدان على تحقيق التوازن ووجود سلطة قضائية مستقلة"، مشيراً إلى أن العلاقات بين الطرفين "لا تعتمد فقط على المصالح المشتركة، بل هي متينة بقيم الحرية والديموقراطية وسيادة القانون".
وفي 26 فبراير الماضي، أصدر اجتماع العقبة، الذي شارك فيه مسؤولون من الأردن ومصر وإسرائيل وفلسطين والولايات المتحدة، بياناً أكد أن وقف الإجراءات الأحادية يشمل التزاماً إسرائيلياً بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة أربعة أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لستة 6 أشهر.
من جهة أخرى، أشار البنتاجون إلى أن وزير الدفاع الأميركي أكد لنتنياهو التزام بلاده بعدم السماح بامتلاك إيران لسلاح نووي مطلقاً.
ومنذ بداية العام، قتلت إسرائيل 77 فلسطينياً بينهم مدنيون بالغون وأطفال وسيدة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وكان مقرراً وصول أوستن إلى إسرائيل، الأربعاء، في إطار جولته بالمنطقة، ولكنه أجّل موعد وصوله إلى الخميس، وغيّر مكان لقائه مع نتنياهو إلى مكان قريب من مطار بن جوريون بفعل مخاوف من صعوبة الوصول إلى وزارة الدفاع في تل أبيب بسبب مظاهرات احتجاجية على خطة الحكومة لإصلاح القضاء.
وتدفق محتجون معارضون للإصلاحات القضائية إلى المطار الرئيسي في إسرائيل، الخميس، في محاولة لتعطيل زيارة أوستن، فضلاً عن رحلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى روما تستغرق يومين.
"ضرورة التهدئة"
بدأ أوستن جولة إقليمية شملت الأردن والعراق ومصر وإسرائيل، بهدف تعزيز العلاقات الاستراتيجية الأميركية مع دول المنطقة.
ودعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال لقاء أوستن الأحد، إلى ضرورة "التهدئة" و"خفض التصعيد" في الأراضي الفلسطينية، مطالباً بـ"خلق أفق سياسي يمهّد الطريق إلى إعادة إطلاق مفاوضات السلام".
وفي مصر حرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال مباحثات مع أوستن، على تأكيد أهمية تكثيف الجهود الدولية لتحقيق التهدئة في الأراضي الفلسطينية، ووقف الإجراءات الأحادية والتصعيد، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وأكد السيسي خلال اللقاء أن حل الدولتين، وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة، يعبّد الطريق نحو تحقيق السلام العادل والشامل لصالح جميع شعوب المنطقة.
اقرأ أيضاً: