قال رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، الأحد، إنه أجرى مباحثات "إيجابية وبناءة" مع الرئيس السوري بشار الأسد "لدعم العلاقات الأخوية"، فيما ذكر الأسد أن دور الإمارات لضمان علاقات قوية بين الدول العربية يتقاطع مع رؤية دمشق في ضرورة تمتين العلاقات الثنائية بين الدول العربية.
ووصل الرئيس السوري إلى الإمارات، الأحد، في زيارة رسمية ترافقه خلالها قرينته أسماء الأسد. وكان رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد في مقدمة مستقبليه لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام).
وأضاف رئيس الإمارات على "تويتر" أن المباحثات مع الرئيس السوري استهدفت "تعزيز التعاون والتنسيق في القضايا التي تخدم الاستقرار والتنمية في سوريا والمنطقة".
"تطورات إيجابية في المنطقة"
وبيّنت الرئاسة السورية أن المحادثات "تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تعزيزها بما يعكس عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين السوري والإماراتي"، مشيرة إلى أنها "تطرقت إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين".
ولفتت الرئاسة السورية، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن المباحثات تناولت "التطورات الإيجابية الحاصلة في المنطقة، وأهمية البناء على تلك التطورات لتحقيق الاستقرار لدولها وشعوبها التي تتطلع إلى المزيد من الأمان والازدهار.
"العمل العربي المشترك"
وقال الرئيس السوري، بحسب البيان، إن "مواقف الإمارات دائماً كانت عقلانية وأخلاقية"، مضيفاً أن "دورها في الشرق الأوسط إيجابي وفعال لضمان علاقات قوية بين الدول العربية".
وذكر الأسد أن هذا الدور الإماراتي "يتقاطع مع رؤية سوريا في ضرورة تمتين العلاقات الثنائية بين الدول العربية وصولاً الى العمل العربي المشترك والذي يشكل الانعكاس المنطقي لما يجمع بين هذه الدول وشعوبها ويحقق مصالحها".
وأضاف الرئيس السوري أن "التنافر وقطع العلاقات هو مبدأ غير صحيح في السياسة، وأن الطبيعي أن تكون العلاقات بين الدول العربية سليمة وأخوية".
من جانبه، شدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على "أهمية عودة سوريا لمحيطها العربي وبناء الجسور وتمتين العلاقات بين كل الدول العربية لفائدة وصالح شعوبها"، بحسب بيان الرئاسة السورية.
"عودة سوريا"
بدوره، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش إن موقف أبو ظبي "واضح" بشأن ضرورة عودة سوريا إلى محيطها عبر تفعيل الدور العربي.
وأضاف عبر حسابه على تويتر: "يكفي عقد ونصف من الحرب والعنف والدمار، وحان الوقت لتعزيز تعاون وتعاضد دولنا العربية لضمان استقرار وازدهار المنطقة".
وأكد قرقاش أن نهج بلاده نحو سوريا يعتبر جزءاً من "رؤية أعمق ومقاربة أوسع" هدفها تعزيز الاستقرار العربي والإقليمي.
وإثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، قطعت دول عربية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق وأغلقت سفاراتها، كما علقت جامعة الدول العربية عضويتها.
استقبال رسمي
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن طائرات حربية إماراتية رافقت طائرة الرئيس السوري لدى دخولها أجواء دولة الإمارات ترحيباً بزيارته.
وأضافت الوكالة أن مراسم استقبال رسمية جرت للرئيس بشار الأسد لدى وصول موكبه قصر الوطن، ورافقه الشيخ محمد بن زايد إلى منصة الشرف، مشيرة إلى عزف السلام الوطني لسوريا، وإطلاق المدفعية 21 طلقة، ولفتت إلى أن "ثلة من حرس الشرف اصطفت تحية لفخامته".
وأوضحت الوكالة أن الوفد المرافق للرئيس السوري بشار الأسد يضم كلاً من: وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر الخليل، ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، ووزير الإعلام بطرس حلاق، ومعاون وزير الخارجية أيمن سوسان، والقائم بأعمال سفارة سوريا لدى الإمارات غسان عباس.
وبحسب الوكالة، كان في استقبال الأسد وفد يضم كلاً من مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة الشيخ منصور بن زايد، فضلاً عن الشيخ حمدان بن محمد بن زايد، ومستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة الشيخ محمد بن حمد بن طحنون.
كما حضر الاستقبال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي الشامسي، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة أنور قرقاش، ووزير الطاقة والبنية التحتية سهيل المزروعي، ووزير الاقتصاد عبد الله المري، ووزير العدل عبد الله النعيمي، ووزير الدولة خليفة شاهين المرر.
العلاقات الثنائية
وفي مطلع يناير الماضي، استقبل الرئيس السوري وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد في دمشق، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما قال الأسد إن "من الطبيعي أن تعود العلاقات بين البلدين إلى عمقها الذي اتسمت به لعقود طويلة".
وأفادت الرئاسة السورية، في بيان، بأن الأسد أكد أهمية الإمارات ودورها "الإيجابي" في المنطقة العربية، مشيراً إلى أن عودة العلاقات لعمقها "تصب في صالح قضايا المنطقة، وإرساء الاستقرار فيها".
من جهته، أكد الشيخ عبدالله بن زايد، حينها، التزام وحرص بلاده على "دعم الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، يعيد أمن واستقرار ووحدة سوريا"، و"يلبي تطلعات الشعب السوري في التنمية والتطور والرخاء"، بحسب وكالة أنباء الإمارات "وام".
وسبق لوزير الخارجية الإماراتي زيارة دمشق في نوفمبر 2021، وبحث الطرفان حينها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وسوريا، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، بحسب "وام".
كما زار الرئيس السوري، في مارس من العام الماضي، العاصمة الإمارتية أبو ظبي للمرة الأولى منذ عام 2011، حيث استقبله الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد عندما كان يشغل حينها منصب ولي عهد أبو ظبي.
وذكرت "وام" حينها أن الزيارة جاءت "في إطار الحرص المشترك على مواصلة التشاور والتنسيق الأخوي بين البلدين بشأن مختلف القضايا"، فيما أكد الشيخ محمد بن زايد أن "سوريا الشقيقة تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي"، وأن دولة الإمارات "حريصة على تعزيز التعاون معها بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية".
اقرأ أيضاً: