قال مسؤولون في الجيش الأميركي، الجمعة، إن الولايات المتحدة قررت تمديد مهمة حاملة الطائرات "جورج إتش دبليو بوش"، ومجموعة السفن المرافقة لها، لتوفير خيارات لصانعي السياسات بعد هجمات دموية شنتها قوات مدعومة من إيران في سوريا، الأسبوع الماضي.
ومن المرجح أن يعني القرار عدم عودة الحاملة والمجموعة المرافقة التي تضم أكثر من 5 آلاف جندي أميركي والمتواجدة حالياً في منطقة العمليات التابعة للقيادة الأوروبية إلى مينائها الرئيسي في الولايات المتحدة، حسب الجدول المقرر.
وأكد الكولونيل جو بوتشينو المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي، تمديد مهمة الحاملة.
وأعلن، في بيان، أن تمديد مهمة حاملات الطائرات "جورج إتش دبليو بوش"، والمجموعة الهجومية المرافقة لحاملة الطائرات وتتضمن سفن "يو إس إس ليتي جولف"، و"يو إس إس ديلبرت دي بلاك"، وسفينة الدعم القتالية السريعة "USNS Arctic (T-AOE-8)"، يسمح بخيارات لتعزيز محتمل لقدرات القيادة المركزية الأميركية في الاستجابة لمجموعة من حالات الطوارئ في الشرق الأوسط، مشيراً إلى نشر مقرر ومستعجل لسرب طائرات هجومية من طراز A-10 في المنطقة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم كشف هويته أن مجموعة بوش الضاربة من المتوقع أن تظل في منطقة مسؤولية القيادة الأوروبية.
"ضربات انتقامية"
أنباء الانتشار الأميركي جاءت بعد يوم من ارتفاع عدد الجنود المصابين جراء هجمات وقعت الأسبوع الماضي، في سوريا إلى 12 جندياً، وذلك بعد تشخيص إصابة 6 عسكريين بإصابات بالرأس.
وفي 24 مارس، لقي متعاقد أميركي مصرعه، وجُرح 6 آخرون، في هجوم بطائرة مسيّرة "إيرانية الصنع"، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون".
وفي اليوم التالي نفذ الجيش الأميركي ضربات جوية "دقيقة" شرق سوريا باستخدام مقاتلتين من طراز "F-15e"، أسفرت عن مصرع 14 عنصراً تابعين لجماعة موالية لإيران، ما دفع بالميليشيات المدعومة من إيران، إلى شن هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة، الجمعة، أدت إلى إصابة أميركي آخر.
وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة "نيويورك تايمز". إن الطائرات الحربية الأميركية كانت تستعد لشن جولة ثانية من الضربات الانتقامية في وقت متأخر من الجمعة، ولكن البيت الأبيض أوقف العملية.
وخلال نهاية الأسبوع، لم تسجل أي هجمات جديدة من جانب الجماعات المسلحة، فيما كانت الأحوال الجوية في شرق سوريا سيئة وتصعب على القوات الأميركية استهداف المسلحين المدعومين من إيران.
وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن، إيران، الأسبوع الماضي، من أن الولايات المتحدة ستتصرف بقوة وحزم لحماية الأميركيين.
وقدر "البنتاجون" أن 8 مسلحين لقوا مصرعهم خلال ضربات جوية أميركية ضد منشأتين مرتبطتين بإيران في سوريا.
وكان قد وقع هجوم في 23 مارس على قاعدة أميركية قرب مدينة الحسكة السورية.
وفي وقت سابق الاثنين، قال البيت الأبيض إن الحوادث لن تؤدي إلى انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، حيث تستمر قواتها في الانتشار هناك منذ نحو 8 سنوات، حيث تقوم بمشاركة حلفاءمحليين بملاحقة ما تبقى من تنظيم "داعش".
ومع ذلك، منحت الولايات المتحدة الأولوية في استراتيجيتها الخارجية المتعلقة بسياسة للأمن القومي لروسيا وأوكرانيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، على حساب الشرق الأوسط، وذلك بعد عقدين من التدخل الأميركي في المنطقة خلال الاسترانيجية المعروفة باسم "الحرب على الإرهاب".
وقد أدى تراجع اهتمام الإدارة الأميركية بالشرق الأوسط إلى انخفاض عام في عدد الأفراد العسكريين الأميركيين بالمنطقة.
اقرأ أيضاً: