أعلنت وزارة الخارجية السعودية، السبت، وصول الفريق الفني السعودي المعني بمناقشة آليات إعادة افتتاح ممثليات المملكة في إيران إلى العاصمة طهران، وذلك في إطار "الاتفاق الثلاثي المشترك" الذي تم بين السعودية وإيران والصين في مارس.
وذكرت الخارجية السعودية في بيان على "تويتر" أن وصول الفريق جاء "استكمالاً لما اتفق عليه الجانبان خلال جلسة المباحثات بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والتي جرت في بكين الخميس الماضي".
ولفت البيان إلى أن "الفريق الفني السعودي برئاسة ناصر بن عوض آل غنوم التقى برئيس المراسم في وزارة الخارجية الإيرانية السفير هوناردوست، وذلك في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة طهران".
وعبر رئيس الفريق السعودي عن "شكره لهوناردوست على ما لقيه الفريق من حفاوة الاستقبال وتسهيل إجراءات وصول الفريق"، وفقاً لبيان الخارجية السعودية الذي أشار إلى أن هوناردوست "أعرب عن استعداد بلاده وجاهزيتهم لتقديم كافة التسهيلات والدعم لتسهيل مهمة الفريق السعودي".
وأوضحت الخارجية السعودية أن الفريق ناقش "آليات إعادة افتتاح سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد" الواقعة شرقي البلاد.
الأول منذ 7 سنوات
وجاء وصول الوفد بعد أيام من اتفاق السعودية وإيران على بدء ترتيبات إعادة فتح البعثات الدبلوماسية وتبادل زيارات المسؤولين، بحسب بيان مشترك وقعه وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإيراني في أول اجتماع رسمي من نوعه منذ 7 سنوات في بكين.
واتفق الجانبان على إعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية خلال المدة المتفق عليها، والمضي قدماً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سفارتي البلدين في الرياض وطهران، وقنصليتيهما العامتين في جدة ومشهد.
كما دعا الطرفان إلى مواصلة التنسيق بين الفرق الفنية في الجانبين بهدف بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية، والزيارات المتبادلة للوفود الرسمية والقطاع الخاص، وتسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين بما في ذلك تأشيرات العمرة.
وأكد الجانبان خلال المباحثات حرصهما على بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين، والموقعة بتاريخ 17 أبريل 2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة في 27 مايو 1998.
و جدد الأمير فيصل بن فرحان الدعوة الموجهة لنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لزيارة السعودية وعقد اجتماع ثنائي في العاصمة الرياض، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وفي ختام الاجتماع، عبر الجانبان السعودي والإيراني عن شكرهما وتقديرهما للجانب الصيني على استضافة هذا الاجتماع، كما عبّرا عن شكرهما للحكومة السويسرية لمساعيها وجهودها المقدرة لرعاية المصالح السعودية والإيرانية.
وأجرت السعودية وإيران مباحثات عدة، استمرت على مدار عامين، في بغداد ومسقط، توّجت باتفاق أبرم في العاصمة الصينية بكين في 10 مارس، على عودة العلاقات بين البلدين، وتبادل البعثات الدبلوماسية خلال شهرين من توقيع الاتفاق.
واعتبر وزير الخارجية السعودي، في أعقاب توقيع الاتفاق بين البلدين، أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران "يأتي انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار"، فيما أشار نظيره الإيراني إلى أن عودة العلاقات "توفر إمكانات هائلة للبلدين والمنطقة".
وحظي الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية، بترحيب دولي واسع، باعتبارها "خطوة تدفع باتجاه الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط".