السعودية وإيران: اتفاق على استئناف العلاقات وإعادة فتح السفارات بمبادرة صينية

time reading iconدقائق القراءة - 6
مساعد العيبان وزير الدولة مستشار الأمن الوطني في السعودية يصافح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني وبينهما المسؤول الصيني وانج يي عقب توقيع الاتفاق السعودي الإيراني في بكين. 10 مارس 2023 - REUTERS
مساعد العيبان وزير الدولة مستشار الأمن الوطني في السعودية يصافح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني وبينهما المسؤول الصيني وانج يي عقب توقيع الاتفاق السعودي الإيراني في بكين. 10 مارس 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلنت السعودية وإيران والصين، الجمعة، في بيان ثلاثي، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

وذكر البيان أنه "جرت مباحثات في بكين، خلال الفترة من 6 إلى 10 مارس الجاري، بين وفدي السعودية وإيران برئاسة الدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، مستشار الأمن الوطني في السعودية، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران".

مبادرة من الرئيس الصيني

وذكر البيان أن تلك الخطوات جاءت: "استجابةً لمبادرة من الرئيس شي جين بينج رئيس الصين الشعبية، بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران، وبناءً على الاتفاق بين الرئيس شي جين بينج وكل من قيادتي السعودية وإيران، بأن تقوم الصين باستضافة ورعاية المباحثات بين السعودية، وإيران، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية".

وأعرب الجانبان السعودي والإيراني عن "تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022". كما أعربا أيضاً عن "تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة الصين على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها".

احترام سيادة الدول

وأعلنت الدول الثلاث أن الرياض وطهران توصلتا إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.

وتضمن الاتفاق تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.

واتفق الطرفان على تفعيل "اتفاقية التعاون الأمني" الموقعة بينهما في عام 2001، و"الاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب"، الموقعة في عام 1998.

وانقطعت العلاقات بين الرياض وطهران في العام 2016، عندما هاجم متظاهرون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.

وذكر البيان الموقّع من عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وانج يي، والعيبان، وشمخاني، أن الدول الثلاث أعربت عن "حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي".

بكين: المحادثات "نصر للسلام"

من جانبه، وصف كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي، المحادثات التي جرت بين السعودية وإيران في بكين بأنها "نصر للسلام"، مشيراً إلى أن الحوار بين الطرفين قدّم "أنباء جيدة" للغاية للعالم المضطرب حالياً.

وأضاف في اختتام الحوار بين السعودية وإيران أن "المحادثات مضت على أساس توافق آراء زعماء الصين والسعودية وإيران"، لافتاً إلى أن "الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل بشكل ملائم مع الموضوعات الشائكة في العالم وفقاً لرغبات كل الدول".

الرياض: نهج المملكة "ثابت"

وقال مساعد بن محمد العيبان، خلال الجلسة الختامية للمُباحثات التي سبقت توقيع الاتفاق، إن ترحيب الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بمبادرة الرئيس الصيني لتطوير علاقات حسن الجوار "يأتي انطلاقاً من نهج المملكة الثابت والمستمر منذ تأسيسها في التمسك بمبادئ حسن الجوار، والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وانتهاج مبدأ الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات".

ونقل العيبان، شكر الملك سلمان، وولي العهد، للرئيس الصيني على مبادرته، وأن تكون بكين جسراً للحوار بين الرياض وطهران، حسبما ذكرت "واس".

تتويج لمباحثات متعمقة

وتابع العيبان: "من دواعي سرورنا توصلنا هذا اليوم إلى الاتفاق الذي يأتي تتويجاً للمباحثات المتعمقة التي أجريناها خلال هذا الأسبوع، والتي حظيت بدعم قيادات دولنا الثلاث، وتم خلالها مراجعة مستفيضة لمسببات الخلافات والسبل الكفيلة لمعالجتها".

وأضاف أن المملكة "حرصت على أن يكون ذلك في إطار ما يجمع البلدين من روابط أخوية، وفتح صفحة جديدة تقوم على الالتزام بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية".

وواصل العيبان كلمته: "ما تم التوصل إليه من تأكيد على مبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها يُعد ركيزة أساسية لتطور العلاقات بين الدول وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقتنا، وبما يعود بالخير والنفع على البلدين والمنطقة بشكل عام، وبما يعزز السلم والأمن الإقليمي والدولي".

وأضاف: "إننا إذ نثمن ما توصلنا إليه، ليحدونا الأمل أن نستمر في مواصلة الحوار البناء، وفقاً للمرتكزات والأسس التي تضمنها الاتفاق، معربين عن تثميننا وتقديرنا لمواصلة جمهورية الصين دورها الإيجابي في هذا الصدد".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات