يتوجه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى الصين، الثلاثاء، بعد إرجاء زيارته إثر إصابته بالتهاب رئوي، لإظهار أن بلاده يمكنها العودة إلى الساحة الدولية لأداء دور رائد، ولا سيما بشأن النزاع في أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، في بيان، إن لولا البالغ من العمر (77 عاماً)، سيلتقي، الجمعة، بنظيره الصيني شي جين بينج لـ"تبادل وجهات النظر بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل خاص".
وكان مقرراً أن تتم هذه الزيارة الرسمية إلى أكبر شريك تجاري للبرازيل في الفترة بين 25 و31 مارس الماضي، لكن الأطباء أوصوا بتأجيلها بسبب إصابة لولا بالتهاب رئوي خفيف" شُفي منه الآن.
وأكد الرئيس البرازيلي، الخميس، أن روسيا "لا تستطيع الاستيلاء على أراض من أوكرانيا"، إلا أنه أعلن كذلك أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "لا يمكن أن يحصل على كل شيء"، مقترحاً أن تتنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم لروسيا بهدف إنهاء الحرب.
وهذه الزيارة الرسمية للصين تعد الرابعة للرئيس البرازيلي، الذي بدأ ولايته الثالثة في يناير، بعد أن كان رئيساً بين عاميْ 2003 و2010.
ووعد أيقونة اليسار البرازيلي بإعادة بلاده "إلى قلب الجغرافيا السياسية العالمية الجديدة"، بعد العزلة التي عاشتها خلال حكم سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو.
جدول لولا دا سيلفا
وقبل لقائه مع شي جين بينج، الجمعة، في بكين، سيتوجه لولا إلى شنغهاي، الخميس، لحضور تنصيب الرئيسة اليسارية السابقة للبرازيل ديلما روسيف (2011-2016) رئيسة لمصرف التنمية الجديد المعروف أيضاً بـ"بنك بريكس".
وستتناول زيارة لولا إلى الصين بشكل أساسي القضايا السياسية الدولية، فقد تم التعامل مع الجانب الاقتصادي قبل أسبوع، خلال التاريخ الذي حدد سابقاً للزيارة عندما سافر أكثر من 500 رئيس شركة برازيلي، من أغلب قطاع الزراعات الصناعية، إلى الدولة الآسيوية.
وتم توقيع أكثر من 20 اتفاقية تعاون، يتيح أحدها إجراء صفقاتهما التجارية مباشرة واستبدال اليوان بالريال والعكس بالعكس بدلاً من الاعتماد على الدولار.
كما بلغ حجم التجارة الثنائية 150 مليار دولار العام الماضي، مع 89.7 مليار دولار من الصادرات البرازيلية إلى الصين، وفي طريق عودته إلى البلاد، سيتوجه لولا إلى الإمارات، السبت، في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً.
دور الوسيط
وفي بكين أيضاً، يأمل لولا أن يؤدي من جديد دور الوسيط الذي ساهم في التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة خلال فترة ولايته الثانية (2007-2010).
والبرازيل التي رفضت، مثل الصين، فرض عقوبات على موسكو، كانت قد وضعت نهاية يناير، اقتراحاً ما زال غامض المعالم، بشأن وساطة دول عدة في النزاع في أوكرانيا.
وفي 25 مارس، اجتمع سيلسو أموريم، كبير مستشاري الرئيس البرازيلي للشؤون الدولية، في الكرملين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرجي لافروف، الذي يزور البرازيل في 17 أبريل الجاري.
وصرّح أموريم لشبكة CNN Brazil، الاثنين، عندما سئل عن نتيجة اللقاء مع بوتين: "القول إن الأبواب مشرّعة أمام محادثات السلام سيكون مبالغة، لكن القول بأنها موصده ليس صحيحاً أيضاً".
لكن الكرملين استبعد، الخميس، "أي أفق لحصول تسوية سياسية" بوساطة صينية، رغم التوافق الذي عبر عنه بوتين ونظيره شي خلال زيارة الأخير لموسكو في نهاية مارس.
وفي 2006، وخلال فترة ولايته الأولى، أُنشئت مجموعة "بريكس" للاقتصادات الناشئة التي تضم البرازيل والهند والصين، وروسيا وجنوب إفريقيا.