كشفت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن تفاصيل سقوط الزعيم المفترض لتنظيم "داعش" في سوريا أبو الحسين القرشي، مشيرة إلى أن الأخير فجَّر نفسه بحزام ناسف خشية القبض عليه، فيما امتنعت الولايات المتحدة حتى الآن عن تأكيد سقوط القيادي الداعشي.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، أنَّ "الزعيم المفترض" للتنظيم تم "تحييده" في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية.
وأفادت "الأناضول" في تقرير، الاثنين، نقلاً عن مصادر أمنية أنَّ الاستخبارات التركية توصلت لمعلومات تفيد بأنَّ أبو الحسين القرشي يوجد في منطقة جنديرس التابعة لعفرين شمالي سوريا، وأنه سيغير مقر إقامته قريباً.
وأشارت إلى أنَّ فريقاً خاصاً من الاستخبارات التركية نفذ عملية سرية، السبت الماضي، على المنزل الذي كان يتواجد فيه القرشي.
وأوضحت الوكالة أن المنزل كان يضم مخبأ مموهاً تحت الأرض، وأنه تم توجيه نداء للقرشي لتسليم نفسه، لكن لم يتم تلقي أي رد.
ولفتت إلى أنَّ فريق العملية الخاصة قام على إثر ذلك بتفجير جدران حديقة المنزل، ثم فجر الأبواب الخلفية والجدران الجانبية ودخل البناء.
"حزام ناسف"
وكشفت "الأناضول"أنَّ القرشي فجر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه بعدما أدرك أنه سُيلقى القبض عليه، منوهة إلى عدم تضرر أي من عناصر الفريق الخاص أو المدنيين خلال العملية التي استغرقت 4 ساعات.
يذكر أنَّ القرشي انضم إلى صفوف تنظيم "داعش" عام 2013، وترقى إلى مناصب عليا خلال فترة وجيزة.
وتم إعلانه قائداً للتنظيم في 30 نوفمبر 2022 إثر سقوط سلفه زعيم التنظيم السابق أبو الحسن القرشي، ليصبح بذلك الرابع الزعيم الرابع للتنظيم منذ تأسيسه.
وفي فبراير الماضي، تحدثت وسائل إعلام عراقية عن سقوط أبو الحسين في عملية للجيش العراقي بصحراء الأنبار، لكن لم يتم تأكيد هذه التقارير من قبل المسؤولين العسكريين العراقيين.
صمت أميركي
وامتنعت الولايات المتحدة حتى الآن عن دعم تصريحات تركيا بأنَّ قواتها استهدفت الزعيم الحالي لتنظيم داعش، وذلك بحسب ما ذكرته إذاعة "صوت أميركا".
وقال مسؤول أميركي تحدث إلى الإذاعة شريطة عدم الكشف عن هويته، إنَّ واشنطن لم تر حتى الآن ما يشير إلى استهداف زعيم تنظيم داعش بالفعل.
وأضاف المسؤول "لا نستطيع تأكيد ذلك. علاوة على ذلك، ليس لدينا أي معلومات تدعم هذا الادعاء".
وبحسب "صوت أميركا"، تشير المعلومات الاستخباراتية التي كشفتها الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الأمم المتحدة في سلسلة من التقارير العامة خلال العام الماضي إلى أنَّ قادة داعش، مثل أبو الحسين، كانوا يحاولون إبقاء أنفسهم بعيداً عن الأضواء للهروب من عمليات مكافحة الإرهاب التي أدت منذ أوائل عام 2022 إلى الإيقاع بما لا يقل عن 13 من كبار مسؤولي التنظيم بين استهداف وأسر.
عملية استخباراتية
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن، الأحد، خلال لقاء تليفزيوني مباشر، تحييد القرشي، مضيفاً أنَّ: "الاستخبارات التركية كانت تتعقب منذ زمن طويل المدعو أبو الحسين القرشي زعيم ما يسمى داعش، وتم تحييده السبت في عملية بسوريا".
وأشاد الرئيس التركي بنشاط جهاز الاستخبارات التركية قائلاً: "استخباراتنا تقوم حالياً بأعمال مهمة للغاية في مجال مكافحة الإرهاب، حتى إن هذا الجهاز بات يشرف على عقد لقاءات بين الاستخبارات الروسية والأميركية"، على حد تعبيره.
وفي سبتمبر الماضي، أعلن أردوغان إلقاء القبض على قيادي كبير في تنظيم داعش يدعى بشار الصميدعي، بمدينة إسطنبول، موضحاً أنه يعد أبرز القياديين المهمين ضمن صفوف داعش عقب سقوط زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي والزعيم الذي خلفه عبد الله قرداش.
وكانت تركيا صنفت في عام 2013 "داعش" تنظيماً إرهابياً. وتعرضت البلاد منذ ذلك الحين لهجمات تبنَّاها التنظيم، وأسفرت عن سقوط أكثر من 300 شخص وإصابة مئات آخرين في ما لا يقل عن 10 تفجيرات، و7 هجمات بالقنابل و4 هجمات مسلحة. ورداً على ذلك، شنّت أنقرة عمليات ضد التنظيم داخل تركيا وخارجها.
تراجع التنظيم
والاثنين الماضي، قال التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، إن "هجمات التنظيم بالعراق وسوريا تراجعت، خلال الأشهر الأولى من عام 2023، حيث لا يزال ينشط التنظيم".
وأضاف الجنرال ماثيو ماكفارلين قائد التحالف الدولي: "منذ بداية العام في العراق، وحتى الأسبوع الأول من أبريل، سجّلنا انخفاضاً بنسبة 68% في عدد الهجمات، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي"، بحسب "فرانس برس".
وبحسب تقديرات نشرت في تقرير لمجلس الأمن الدولي في فبراير، لدى التنظيم "ما بين 5000 إلى 7000 عضو ومؤيد ينتشرون بين العراق وسوريا، نحو نصفهم من المقاتلين".