انتخابات الرئاسة في تركيا.. سنان أوغان يعلن دعم أردوغان بالجولة الثانية

أعلن القومي المتشدد سنان أوغان، الاثنين، أنه سيدعم الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، الأحد.

وقال أوغان الذي حاز 5,2% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات: "أطلب من الناخبين الذين صوتوا لنا في الجولة الأولى أن يصوتوا لأردوغان في الجولة الثانية".

وأضاف: "لقد جعلنا الكمالية (مذهب مصطفى كمال أتاتورك) والقومية التركية أحد البنود الرئيسة في جدول أعمال البلاد، ووضعنا الناخب التركي القومي في قلب السياسة".

وتابع: "لم نطلب من أحد مصلحة شخصية أو منصباً، بل تحدثنا مع الأطراف وفقاً للمبادئ".

وبرر سنان أوغان قراره بدعم أردوغان قائلاً إن "تحالف الأمة المعارض لم يستطع هزيمة التحالف الحاكم، ولم يستطع أن يقنعنا بمشاريعه".

وأوغان (55 عاماً) أكاديمي سابق كان مرشحاً في الجولة الأولى للرئاسة عن تحالف من الأحزاب اليمينية بقيادة "حزب النصر" المعروف بموقفه المناهض للمهاجرين في تركيا، التي تستضيف أكبر مجموعة من اللاجئين في العالم.
              
وفي مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي، قال أوغان إن هدفه هو إزاحة حزبين كرديين عن "المعادلة السياسية" التركية ودعم القوميين والعلمانيين الأتراك.

وجاء قرار أوغان تأكيداً لتقارير سابقة بأنه سيتجه لدعم الرئيس التركي في النهاية.

ومنذ الإعلان عن اتجاه الانتخابات الرئاسية التركية إلى جولة إعادة بين أردوغان (69 عاماً) وكمال كيليجدار أوغلو (74 عاماً)، اتجهت الأنظار إلى سنان أوغان الذي حل ثالثاً، وتساءل كثيرون عن مصير كتلته التصويتية في جولة الإعادة.

وشكّل التقدّم الواضح لأوغان، صاحب الخطاب القومي المتشدد والمناهض للاجئين والأجانب في البلاد، مفاجأة غير متوقعة، بحصده أكثر من 5% من الأصوات، خصوصاً وأن استطلاعات الرأي لم تعطه أكثر من 2% من الأصوات.

توقعات نعمان كورتولموش مسبقة

وكان نائب رئيس "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا نعمان كورتولموش قال، في وقت سابق، إن أوغان سيدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة.

وفي مقابلة مع إحدى القنوات التركية الخاصة، أوضح كورتولموش أن كتلة سنان أوغان الانتخابية، تعارض تقسيم تركيا، وأن لدى سنان مواقف سياسية تشبه مواقف التحالف الحاكم، كـ"مكافحة الإرهاب"، واعتباره حزب الشعوب الديمقراطي (الموالي للأكراد)، "امتداداً سياسياً لتنظيم إرهابي" في إشارة إلى "حزب العمال الكردستاني".

بالإضافة إلى "اعتراضه على خطط لحزب الشعب الجمهوري، بشأن الإفراج عن شخصيات لها صلة بالإرهاب"، في إشارة إلى صلاح الدين دميرطاش، الرئيس السابق لـ"حزب الشعوب الديمقراطي".

وشهدت تركيا انتخابات برلمانية ورئاسية، تنافس فيها كل من مرشح تحالف "الجمهور/الشعب" الحاكم، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو، ومرشح "تحالف أتا" (الأجداد) سنان أوغان. 

وحقق "تحالف الجمهور" بقيادة "حزب العدالة والتنمية" الحاكم أغلبية برلمانية، فيما تأجل الحسم في الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية المقررة في 28 مايو داخل البلاد، ويتنافس فيها أردوغان وكيليجدار أوغلو.

"النصر" و"العدالة والتنمية"

من ناحية أخرى، التقى نائب رئيس "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا نعمان كورتولموش، الاثنين، زعيم حزب "النصر" المعارض، أوميت أوزداغ، حليف "سنان أوغان".

وقالت قناة "تي آر تي" التركية إن الاجتماع جرى في مقر حزب "النصر" بالعاصمة أنقرة، وناقش الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 مايو الجاري. 

وفي تصريح للصحفيين، قال كورتولموش إنهما عقدا اجتماعاً "مثمراً للغاية"، متمنياً أن يدعم "حزب النصر" الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان. 

وأوضح أن قضية اللاجئين كانت على رأس أجندتهم، مؤكداً أن ضمان السلام والهدوء في سوريا وإرسال اللاجئين بأمان على جدول أعمال حكومتهم.

ولفت كورتولموش إلى بناء منازل ومساكن في المناطق التي وصفها بـ "الآمنة" في شمال سوريا، مبيناً أن 550 ألف لاجئ سوري عادوا بشكل طوعي إلى بلادهم.  

وكشف أيضاً أنه ناقش مع أوزداغ قضايا الأمن القومي ووحدة تركيا "غير القابلة للتجزئة"، ومحاربة المنظمات الإرهابية، سواء في البلاد أو في سوريا والعراق. 

من جهته، قال أوزداغ إن الاجتماع كان "مفيداً"، وإنه قدم من خلاله الحلول بخصوص قضية اللاجئين.

وأشار إلى أن هناك اختلافات بين الحزبين بشأن هذه القضية، إذ تعتمد سياسة "حزب العدالة والتنمية" على عودتهم بشكل شريف وطوعي، فيما يؤكد "حزب النصر" على ضرورة ممارسة الدولة حقها السيادي وإعادة اللاجئين إلى بلادهم قسراً وبالقوة إذا لزم الأمر، بحسب قوله.

وتقف تركيا أمام استحقاق قد يشكّل منعطفاً في مسارها، إذ إن نتائج الاقتراع ستؤثر على سياسات الداخل، ذلك أنها أنها لن تقرر فقط من سيقود تركيا -التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة- وإنما ستحدد أيضاً كيفية حكمها والاتجاه الذي سيمضي إليه الاقتصاد وسط أزمة محتدمة لغلاء المعيشة.

اقرأ أيضاً: