وزير الخارجية السعودي: الصين "شريك مهم".. وبوادر إيجابية بمحادثات جدة

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش" بالرياض. 8 يونيو 2023 - AFP
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش" بالرياض. 8 يونيو 2023 - AFP
دبي- الشرق

وصف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، العلاقات السعودية الأميركية بالـ"متينة"، معتبراً الصين "شريك مهم للمملكة وأغلب دول المنطقة"، ولفت إلى أن هناك "بوادر إيجابية" في محادثات جدة بشأن الصراع في السودان.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بين الوزير السعودي ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش" في الرياض.

وشدد وزير الخارجية السعودي على "متانة العلاقات السعودية الأميركية التاريخية"، مشيراً إلى أن لقاءه مع بلينكن والاجتماع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شهد "التشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".

وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن اللقاءات "استعرضت ملفات عدّة في المنطقة، وأطر التعاون بين البلدين، وهناك مجال واسع في هذا الشأن وسنستمر في بحث سبل هذا التعاون".

وعن تطوير السعودية لـ"برنامج نووي سلمي"، قال الوزير السعودي إنه "ليس سراً أننا نسعى لتطوير برنامج نووي مدني ونفضل جداً أن تكون الولايات المتحدة بين مقدمي العروض للبرنامج وهذا يتطلب عدداً من الاتفاقات" في حين أن "لدينا اختلافات في الرأي لكننا نعمل على إيجاد آلية تمكننا من العمل معاً على هذه التقنيات وسنمضي قدماً في هذا البرنامج".

بدوره، قال بلينكن إن "الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تركزان على تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار بما في ذلك دعم الميليشيات الإرهابية، والهجمات على الناقلات النفطية في المياه الدولية بالإضافة إلى برنامج التسليح النووي".

وأشار إلى أن بلاده "تدعم الجهود السعودية لنزع فتيل الصراع في هذه المنطقة"، معرباً عن تأييد واشنطن "للمسار الدبلوماسي في حل الخلافات مع طهران".

"لا نستجيب للضغوط"

ورداً على سؤال عن ملف حقوق الإنسان، قال الأمير فيصل بن فرحان إن المملكة أجرت "عملية إصلاح كبيرة" لكن "احتياجات الشعب السعودي ورغباته هي التي دفعت الحكومة إلى ذلك وليس الضغط من دول أخرى".

وأضاف: "نحن منفتحون دائماً على إجراء حوار مع أصدقائنا، لكننا لا نستجيب للضغط. عندما نفعل أي شيء،‭‭ ‬‬نفعله من أجل مصلحتنا الخاصة".

الصين والمنطقة

وبشأن تطور العلاقات بين السعودية والصين، قال وزير الخارجية السعودي إن "بكين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وشريك لوجيستي، لذلك من الطبيعي أن يكون بيننا الكثير من الشراكات والتعاملات"، مؤكداً أن الصين "شريك مهم للمملكة وأغلب دول المنطقة".

وذكر أن هذه العلاقات "تمنح الرياض وبكين فائدة كبيرة، كما أن هذا التعاون من المرجح أن يزيد بسبب نمو نفوذ الاقتصاد الصيني في المنطقة"، فيما ذكر أن "الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة لا تزال قوية، إذ أن لدينا مناورات عسكرية مستمرة، إلى جانب مشاركة المعلومات الاستخباراتية".

وفي المقابل، أكد الوزير الأميركي أن شراكة بلاده مع دول المنطقة "لا ترتكز على مواجهة دولة معينة"، لافتاً إلى أن "واشنطن كانت واضحة فهي لا تطلب الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، لكنها توضح مزايا الشراكة معنا".

وذكر أن "كل ما سمعته خلال الثلاث الأيام الماضية، من دول المنطقة أن الولايات المتحدة ستبقى الشريك رقم واحد لكل دول المنطقة كما أعتقد".

سوريا والدول العربية

وعن تأثير تطبيع العلاقات العربية مع سوريا، شدد الوزير السعودي على "أهمية أن نفهم سياق ما يجري على أرض الواقع الذي سبب المزيد من الأعباء على دول المنطقة والشعب السوري".

واعتبر أن "المسار الوحيد لمعالجة التحديات الإنسانية في دمشق، إيجاد طريقة للتأكد من أن عودة اللاجئين إلى بلادهم ستكون آمنة، إضافة إلى قضايا المصالحة السياسية وتهريب المخدرات"، مشيراً إلى أن ذلك "تطلب حواراً مع سوريا التي أعطت التزامات واضحة لمعالجة هذه القضايا".

من جهته، اعتبر بلينكن أن بلاده "لا تعتقد أن سوريا تستحق العودة للجامعة العربية"، مؤكداً أن "وجهة نظر بلاده واضحة بأن العلاقات لن تطبع مع نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد".

وأضاف: "بما أن أهدافنا واحدة فلنرى إذا كان هناك إمكانية لتحقيق تقدم.. جميعنا يريد الوصول إلى حل في سوريا بناء على القرار الأممي 2245".

محادثات جدة

وفي سؤاله عن آخر التطورات بشأن "محادثات جدة" القائمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قال الأمير فيصل بن فرحان، إن "المحادثات حققت بعض النجاح.. ولم يكن نجاحاً كاملاً لأن الأطراف لم تلتزم بشكل كامل".

وأكد على "استمرار الرياض وواشنطن في العمل لبحث سبل رفع المعاناة عن الشعب السوداني، وذلك عن طريق الوصول إلى تفاهمات معينة مع الأطراف"، داعياً السودانيين لـ"العمل جميعاً على معالجة هذه الأزمة بالحوار بعيداً عن استخدام السلاح".

كما أعرب الوزير السعودي عن "وجود بوادر إيجابية في المحادثات"، متوقعاً الوصول إلى "هدنة أخرى مع آلية مراقبة أكثر تشدداً تساعدنا في تحديد مواطن الخلل والمخالفة".

التطبيع مع إسرائيل

ورهن وزير الخارجية السعودي، مسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل بـ"إيجاد مسار للسلام مع الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن "تطبيع العلاقات يصب في مصلحة المنطقة، وسيكون له مزايا كبيرة للجميع، لكنها ستكون محدودة دون إيجاد مسار للسلام مع الفلسطينيين يُفضي إلى معالجة هذه التحديات".

وشدد الأمير فيصل بن فرحان على ضرورة "التركيز على إيجاد مسار لحل الدولتين، ومنح الفلسطينيين الكرامة والعدالة"، لافتاً إلى أن بلاده "تعتقد أن الولايات المتحدة لديها وجهة النظر نفسها". 

في المقابل، أعرب بلينكن عن "دعم واشنطن الكامل لدمج تل أبيب في الشرق الأوسط منذ اليوم الأول" للإدارة الأميركية الحالية، إضافة إلى "تعميق عدد من الاتفاقات الحالية وتوسيع دائرتها لتضم دول أخرى".

واعتبر أن دمج إسرائيل خطوة "جيدة للمنطقة وسنستمر في متابعة هذا الهدف"، لافتاً إلى أن "واشنطن ستواصل لعب دور أساسي في تعزيز التطبيع بين إسرائيل والمملكة والتوسع فيه".

نتائج الاجتماع

وعن مخرجات الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش"، قال الأمير فيصل بن فرحان، إن المشاركين "اتفقوا على الالتزام والاستمرار في مواجهة مصادر تمويل الإرهاب"، مشيراً إلى أن الاجتماع "بحث الإجراءات التي يمكن اتباعها لمجابهة الإرهاب والميليشيات المسلحة في غرب إفريقيا ودول الساحل، ووسط وجنوب إفريقيا، والتي بدورها تعزيز الأمن والاستقرار".

وأكد الوزير السعودي "أهمية مواجهة التنظيمات الإرهابية في أفغانستان لضمان ألا تصبح مجدداً ملاذاً أماناً لهذه التنظيمات"، مشدداً على ضرورة "التزام التحالف الدولي واضطلاعه بأدواره في مواجهة التحديدات المشتركة وأبرزها الإرهاب".

ودعا أيضاً إلى "العمل على توفير بيئة ملائمة لعودة النازحين في سوريا والعراق، وإجراء الإصلاحات القضائية بمحاسبة الإرهابيين"، مؤكداً على "أهمية اضطلاع الدول الغنية بمسؤولياتها تجاه عودة مواطنيها من مناطق النزاع".

كما أعرب عن أسفه بأن "هناك دولاً غنية ومتقدمة ترفض استعادة مواطنيها وترمي بهذا العبء على الدول الأكثر تأثراً بالإرهاب"، لافتاً إلى أن "السعودية تستعيد كافة مواطنيها من مواقع الصراع.. ونحن مستعدون أن نساعد من يحتاج فيما يتعلق بإعادة التأهيل والانخراط في المجتمع".

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات