روسيا تكذب المزاعم الأميركية: لن نهاجم السفن المدنية بالبحر الأسود

سفنية تحمل الحبوب وترفع العلم التركي تعبر مضيق البوسفور في إسطنبول. 18 يوليو 2023 - REUTERS
سفنية تحمل الحبوب وترفع العلم التركي تعبر مضيق البوسفور في إسطنبول. 18 يوليو 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

نفى السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، الخميس، عزم بلاده مهاجمة سفن مدنية في البحر الأسود رغم المزاعم الأميركية التي أشارت إلى استعداد الجيش الروسي لمهاجمة سفنٍ مدنية، وذلك في أعقاب انتهاء اتفاق حبوب البحر الأسود ومحاولة أوكرانيا إنشاء طريق ملاحي مؤقت للتصدير.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض آدم هودج توقع، الأربعاء أن توسع روسيا استهدافها لمنشآت الحبوب الأوكرانية ليتضمن هجمات على سفن الشحن المدنية في البحر الأسود.

ورد أنتونوف على التصريح الأميركي بالقول: "أؤكد أن هذا مخالف تماماً لنهجنا، على عكس السلطات الأميركية، التي تواصل غض الطرف عن الهجمات الإرهابية لأتباعها في كييف، وكنا دائماً في طليعة الكفاح ضد مثل هذه الجرائم".

ووصف السفير الروسي الادّعاء بشأن استعداد روسيا لشن هجمات على السفن المدنية بـ"الافتراء"، مشيراً إلى أنه "لا يخفى على أحد أن إدارة الأميركية لا تتورع عن الاستفزازات الإعلامية الخبيثة المعادية لروسيا".

وذكر أن "الولايات المتحدة، من خلال تصريحاتها، تحاول إخفاء أنشطتها  التي تهدف إلى التخريب الفعلي لتنفيذ اتفاقيات إسطنبول ومحاولة تقويض الثقة في روسيا". 

أهداف مشروعة

من جهتها، حذرت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان على "التليجرام" من أنها ستعتبر "السفن المبحرة نحو موانئ روسيا على البحر الأسود أهدافاً مشروعة لها"، مشيرةً إلى "انتهاك روسيا الحق العالمي في حرية الملاحة في جميع أنحاء العالم".

جاء ذلك بعدما أعلنت روسيا، الاثنين الماضي، تعليق مشاركتها في الاتفاق الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا ويمنح بموجبه السفن الناقلة للحبوب الأوكرانية ممرا آمناً على الرغم من الحرب.

فيما هددت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، بأنها ستعتبر جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية ناقلات محتملة للشحنات العسكرية، والدول التي ترفع هذه السفن أعلامها أطرافاً في الصراع مع الجانب الأوكراني.

من جهتها، نقلت قناة "TRT" التركية عن مصادر في وزارة الدفاع التركية قولها، الخميس، إن "أنقرة تقود جهوداً لعودة المسار الرباعي (روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة)"، مشيرةً إلى أن "تركيا ستحافظ على بقاء مركز التنسيق المشترك الخاص بالمبادرة قائماً".

وفيما يتعلق بأوضاع الموظفين الروس في المركز، قالت المصادر التركية إن "الروس انسحبوا منه"، بحسب "TRT".

وتأمل أوكرانيا في استئناف تصدير الحبوب دون مشاركة روسيا، بحسب وكالة "رويترز" التي قالت إنه لم تبحر أي سفينة من الموانئ الأوكرانية منذ تعليق موسكو مشاركتها في الاتفاق.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش "بشدة" بالهجمات الروسية على مدينة أوديسا وموانىء أوكرانية أخرى في البحر الأسود، محذراً من أن "تدمير البنية التحتية المدنية قد يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي".

واعتبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن "الهجمات تتعارض مع التزامات روسيا بموجب مذكرة التفاهم مع الأمم المتحدة"، التي تنص على أن "روسيا ستسهل تصدير الأغذية وزيت عباد الشمس والأسمدة دون عوائق من موانئ البحر الأسود الخاضعة لسيطرة أوكرانيا".          

وذكر المتحدث أن "هذه الهجمات لها تأثير يتجاوز حدود أوكرانيا. فنحن نشهد بالفعل التأثير السلبي على أسعار القمح والذرة العالمية وهو ما يلحق الضرر بالجميع، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر في جنوب العالم".        

وأشار إلى أن الأمين العام من جانبه "لن يدخر جهداً لضمان توافر الأغذية والأسمدة الأوكرانية والروسية في الأسواق الدولية في إطار جهوده المستمرة لمكافحة الجوع العالمي وضمان استقرار أسعار المواد الغذائية للمستهلكين في كل مكان".

تطورات ميدانية

يأتي هذا فيما قال مسؤولون أوكرانيون إن 3 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم، ولحقت أضرار بمبنى قنصلية صينية، الخميس، في قصف روسي لموانئ جنوب أوكرانيا لثالث ليلة على التوالي.

ونشر حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر صورة تظهر فيها نافذة واحدة على الأقل مهشمة في القنصلية الصينية بالمدينة التي تحمل الاسم نفسه والواقعة على البحر الأسود، لكن لم تظهر علامات أخرى على أضرار.

ولم تعلّق بكين بعد على الحادث الذي وقع غداة قول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن 60 ألف طن من المنتجات الزراعية التي كانت متجهة إلى الصين أتلفها هجوم على مدينة ساحلية أوكرانية أخرى.

وقالت موسكو إنها نفذت "ضربات انتقامية" بعد أيام من انسحابها من اتفاق يسمح بشحن الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، واتهمت كييف بالضلوع في تفجير جسر يُستخدم لنقل الإمدادات العسكرية الروسية.

وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية أطلقت 19 صاروخاً، واستخدمت 19 طائرة مسيرة ليلاً، وإنه أسقط 5 من هذه الصواريخ و13 طائرة مسيرة.

وقال كيبر، حاكم أوديسا، إن أحد حراس الأمن لقي حتفه وأصيب 8 آخرون على الأقل في المدينة، بينهم طفل، في حين ذكر رئيس بلدية ميكولايف أولكسندر سينكيفيتش أن زوجين سقطا في المدينة.

وذكر حاكم منطقة ميكولايف فيتالي كيم أن 19 شخصاً أصيبوا في المدينة التي تحمل نفس الاسم، ولحقت أضرار بعدد من المباني السكنية.

جنود أوكرانيون يطلقون النار على مواقع روسية. 20 يوليو 2023 - REUTERS
جنود أوكرانيون يطلقون النار على مواقع روسية. 20 يوليو 2023 - REUTERS

وتصدى رجال الإطفاء في ميكولايف لحريق هائل خلال الليل أتى على الطابق العلوي لمبنى سكني يتألف من ثلاثة طوابق والتهمت النيران مجموعة من المباني المجاورة.

ودمر هجوم روسي على ميناء تشورنومورسك، الأربعاء، البنية التحتية لتصدير الحبوب وأضر بالمنتجات الزراعية التي قال زيلينسكي إنها كانت متجهة إلى الصين.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن الضربات الجوية هي هجوم على الأمن الغذائي العالمي لأن كييف مصدر رئيسي للحبوب. 

وحث ميخايلو بودولياك، كبير مستشاري زيلينسكي، المجتمع الدولي على بذل مزيد من الجهود للتصدي لما يحدث، وكتب على تويتر: "هل سنرى دعوة إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأمن الغذائي العالمي؟ المجتمع الدولي يؤثر... أن يقف متفرجاً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات