اتفقت المجر وتركيا على مواصلة تنسيق سياستهما، وإجراء مشاورات بشأن جهود انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" هذا الخريف (من سبتمبر إلى نهاية نوفمبر).
يأتي ذلك على خلفية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى العاصمة بودابست، بحث خلالها مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، مسار العلاقات الثنائية وجهود انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقضايا إقليمية وعالمية.
وقال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، الأحد، إن المجر وتركيا ستواصلان تنسيق سياستهما بشأن مطالب السويد بالانضمام إلى الناتو، وفق ما أوردت "بلومبرغ".
وأضاف: "نظراً لأن المجلسين التشريعيين الوطنيين في بودابست وأنقرة في عطلة، فإن مسألة موعد التصديق ستجري مناقشتها خلال الخريف".
وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان في الحلف الدولي، اللتان لم تصادقا على ضم السويد إلى الناتو، وهي الخطوة التي حفزتها مخاوف أمنية في الدولة الاسكندنافية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي.
وظل التحاق ستوكهولم بالحلف، يواجه عراقيل رغم سحب تركيا اعتراضاتها، الشهر الماضي، بعد أن تعهدت باتباع خطة جديدة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الجماعات الانفصالية الكردية هناك.
من جانبها، قالت المجر إنها تتبع خطى تركيا في عملية التصديق، دون أن توضح الأسباب.
تعزيز التجارة والعلاقات
والأحد، أشاد أردوغان في بيان، عبر منصة "إكس" تويتر سابقاً، بالتطوّرات التي حققتها تركيا والمجر في جميع مجالات علاقاتهما الثنائية.
وأوضح أنه التقى على هامش الزيارة نظيرته المجرية كاتالين نوفاك، ورئيس وزراء البلاد فيكتور أوربان، والقادة الآخرين المدعوين، أبرزهم نظرائه الأوزبكي شوكت ميرضيائيف، والصربي ألكسندر فوتشيتش، والأذربيجاني إلهام علييف، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وشدّد أردوغان على أن تركيا والمجر تمتلكان "علاقات شاملة" تقوم على روابط صداقة "عميقة الجذور ومتينة"، لافتاً إلى أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغ 3.5 مليار دولار في عام 2022، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق.
وأعرب أردوغان عن ثقته في أن البلدين سيصلان إلى هدفهما المتمثل في رفع حجم التجارة إلى 6 مليارات دولار خلال وقت قصير عبر الجهود المشتركة.
وذكر أنه بحث مع القادة المجريين خلال الزيارة جميع جوانب العلاقات الثنائية والخطوات التي ستتخذ لضمان الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى متقدم أكثر.
وقال زيجارتو، إن أوربان وأردوغان اتفقا أيضاً على أن المجر ستشتري 275 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي من تركيا، العام المقبل، لافتاً إلى أن الزعيمين سيلتقيان مجدداً في بودابست يوم 18 ديسمبر المقبل.
وأصبح خط أنابيب الغاز الطبيعي، الذي يمر عبر تركيا والبلقان البوابة الرئيسية لواردات المجر من الغاز الطبيعي من الشرق، ومعظمها من روسيا.
قبل الغزو، كان الغاز يأتي من أوكرانيا المجاورة، لكن موسكو اضطرت إلى توجيه معظم شحناتها بعيداً عن هناك، حيث رفضت معظم دول الاتحاد الأوروبي الإمدادات الروسية من الوقود.
اقرأ أيضاً: