يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بنظيره الأذربيجاني إلهام علييف، الاثنين، في إقليم ناختشيفان الحدودي في أذربيجان، في وقت بدأ فيه الآلاف من عرقية الأرمن نزوحاً جماعياً من إقليم ناجورنو قره باغ، عقب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، بعد العملية العسكرية التي أطلقاتها أذربيجان، الأسبوع الماضي في الإقليم الانفصالي.
وقالت الرئاسة التركية، إن الزيارة تستغرق يوماً واحداً، إلى المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي في أذربيجان، لبحث الوضع في قره باغ مع علييف.
ووفقاً لما أوردته "بلومبرغ" نقلاً عن الرئاسة التركية، فإن أردوغان سيفتتح منشأة عسكرية أذربيجانية حديثة، ويحضر مراسم وضع حجر الأساس لخط أنابيب ينقل الغاز الطبيعي إلى ناختشيفان (قطاع يقع بين أرمينيا وإيران وتركيا)، إذ يساعد خط الأنابيب في تنويع واردات ناختشيفان من الغاز بعيداً عن إيران.
ومن المقرر أن يناقش أردوغان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الشؤون الثنائية والإقليمية وكذلك آخر التطورات في قره باغ، في حين من المتوقع أن يلتقي علييف، برئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، في غرناطة بإسبانيا في 5 أكتوبر المقبل، وفقاً لوكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء.
وسيتوجه أرمين جريجوريان، أمين مجلس الأمن الأرميني، إلى بروكسل، الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي بمستشاري قادة الاتحاد الأوروبي، وألمانيا، وفرنسا، وأذربيجان، للتحضير للاجتماع المقرر الشهر المقبل.
يأتي ذلك في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في ناجورنو قره باغ، بوساطة روسية، إذ أطلقت أذربيجان، عملية عسكرية واسعة، الأسبوع الماضي، في الإقليم المتنازع عليه، إذ قال أردوغان، الذي ساعد أذربيجان بالأسلحة في القتال الذي دار عام 2020، الأسبوع الماضي، إنه يدعم أهداف العملية، لكنه لم يقم بأي دور فيها.
وقالت قيادة ناجورنو قره باغ، لـ"رويترز"، الأحد، إن الأرمن في الإقليم، والبالغ عددهم 120 ألفاً، سيغادرون إلى أرمينيا لأنهم "لا يريدون العيش تحت سيادة أذربيجان"، و"يخشون الاضطهاد والتطهير العرقي وبدأوا في الفرار من المنطقة".
وقالت حكومة أرمينيا في بيان، إنه بحلول الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي (0100 بتوقيت جرينتش)، الاثنين، عبر أكثر من 2900 شخص إلى أرمينيا، قادمين من ناجورنو قره باغ.
ونقلت وكالات إعلام روسية، في وقت مبكر من صباح الاثنين، عن بيان لحكومة أرمينيا قوله، إن أكثر من 1500 عبروا إلى أرمينيا من ناجورنو قره باغ حتى منتصف الليل (2000 بتوقيت جرينتش).
وذكر مراسل من "رويترز" في عاصمة قره باغ، أن من توفر لديهم وقود بدأوا القيادة لعبور ممر لاتشين صوب الحدود مع أرمينيا، فيما أظهرت صور التقطتها "رويترز"، عشرات السيارات وهي تخرج من عاصمة الإقليم صوب الممر الذي يقع في منطقة جبلية.
وأوضحت يريفان أن أكثر من 200 شخص، لقوا مصرعهم، وأصيب 400 آخرون، في عملية أذربيجان العسكرية، وسط إدانات من قبل الولايات المتحدة وحلفاء أرمينيا.
وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان، الأحد، إنها صادرت المزيد من الأسلحة والعتاد العسكري من انفصاليين أرمن بما شمل صواريخ وقذائف مدفعية وألغاماً وذخائر.
ولا يقبل الأرمن في قره باغ، بتعهدات أذربيجان بضمان حقوقهم مع دمج المنطقة في باقي البلاد، إذ دعت أرمينيا إلى نشر فوري لبعثة من الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان والأمن في المنطقة.
تطلعات تركية
"بلومبرغ" أشارت إلى أن زيارة الرئيس التركي إلى الإقليم الحدودي، تنطوي على مكاسب، إذ تعتبر تركيا ممر "زانجيزور" التجاري "مفتاحاً لتطلعاتها" إلى أن تصبح طريقاً تجارياً يربط بريطانيا والصين بالسكك الحديدية والطرق السريعة، ومع ذلك، تشعر إيران بالقلق من أن "أذربيجان قد تستخدم القوة العسكرية للاستيلاء على منطقة سيونيك الجنوبية في أرمينيا للربط مع ناختشيفان، ما قد يؤدي إلى قطع طريق نقل حيوي في الشمال عبر أرمينيا لطهران.
وفي الوقت ذاته، تتطلع تركيا إلى اغتنام لحظة حرجة في واحدة من أكثر النزاعات الإقليمية استعصاءً في العالم، للحصول على المزيد من التنازلات من أرمينيا وكسب السيطرة الأذربيجانية على شريط يربط حدود أرمينيا مع إيران، وسيربط هذا الشريط ناختشيفان بأذربيجان عبر ما يسمى بممر "زانجيزور".
وتدهورت العلاقات بين باكو وطهران بعد حرب أذربيجان مع أرمينيا المجاورة قبل 3 سنوات، إذ استعادت القوات الأذربيجانية السيطرة على مساحات شاسعة من أراضيها التي تحتلها أرمينيا منذ أوائل تسعينيات القرن الـ 20 قبل أن تتوسط روسيا في وقف إطلاق النار في نوفمبر 2020.
وكان من المفترض أن تسمح تلك الهدنة بحركة الأشخاص والمركبات عبر الأراضي الأرمينية الجنوبية بين أذربيجان وجيب ناختشيفان التابع لها، على الحدود مع أرمينيا وإيران وتركيا، كجزء من اتفاق أوسع بين الدولتين لفتح جميع خطوط النقل، ومع ذلك، لم يكن هناك أي تقدم أو اتفاق سلام كامل، رغم الجهود الدولية لتعزيز المحادثات.