زاد عزل رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي من حالة عدم اليقين في الكونجرس بشأن المساعدات المقدمة إلى أوكرانيا، التي تواصل هجومها المضاد في مواجهة الغزو الروسي المستمر للبلاد.
يأتي ذلك بعد أيام من عدم تخصيص المشرعين أموالاً جديدة لحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مشروع قانون الإنفاق المؤقت لتمويل لحكومة الفيدرالية، والذي جنب الولايات المتحدة إغلاقاً حكومياً في اللحظات الأخيرة قبل أن يوقعه الرئيس جو بايدن مساء السبت.
كم من الأموال الأميركية لا تزال متوفرة؟
وافق الكونجرس على 113 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية والإنسانية لأوكرانيا منذ الغزو الروسي في فبراير 2022، وفقاً لخدمة أبحاث الكونجرس.
وقال مسؤول أميركي، هذا الأسبوع، إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) لديها 1.6 مليار دولار متبقية، لتعويض الأسلحة التي أُرسلت إلى أوكرانيا، ولا توجد أموال متبقية في إطار مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، كما يتبقى 5.4 مليار دولار من سلطة السحب الرئاسية، التي تسمح للرئيس جو بايدن، بالسحب من مخزونات الدفاع الأميركية لتزويد أوكرانيا بالأسلحة.
وتسمح مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا لإدارة بايدن بشراء الأسلحة من مصانع الأسلحة بدلاً من السحب من مخزونات الأسلحة الأميركية.
لماذا يناقش الكونجرس ملف المساعدات لأوكرانيا؟
في حين تظهر استطلاعات الرأي العام، أن معظم الأميركيين ما زالوا يؤيدون المساعدات لأوكرانيا، فإن هذا الدعم يضعف.
وانتقدت مجموعة صغيرة نسبياً، لكنها مؤثرة من الجمهوريين مساعدات أوكرانيا منذ البداية متهمة الحكومة في كييف بـ"الفشل في مكافحة الفساد"، بشكل كافٍ، وهو ما ينفيه مسؤولون أوكرانيون وأميركيون.
وتقول المجموعة، إنه في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة عجزاً حاداً في الموازنة، يتوجب على الحكومة الفيدرالية إنفاق الأموال في الداخل، أو تعزيز قدرتها على التنافس مع الصين.
ويرتبط العديد من هؤلاء الجمهوريين ارتباطاً وثيقاً بالرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الأوفر حظاً، ليكون مرشح الحزب في انتخابات 2024.
وقال ترمب إنه سينهي الحرب في غضون 24 ساعة إذا فاز، معتبراً أن المعركة أكثر أهمية لأوروبا من الولايات المتحدة.
ما احتمالات استمرار الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا؟
الصورة غير واضحة في مجلس النواب، خاصة بعد عزل مكارثي، الثلاثاء، لأسباب من بينها استعداده للتوصل إلى تسوية مع الديمقراطيين بشأن بعض التشريعات.
ولا توجد أية مؤشرات فورية بشأن من الذي ربما يخلف مكارثي، لكن الرئيس التالي للمجلس قد يلغي المزيد من المساعدات لأوكرانيا، قبل أن يصل الاقتراح إلى مجلس النواب إذا عارض هذا الشخص الفكرة.
وعارض بعض المرشحين البارزين لزعامة الجمهوريين في مجلس النواب طلبات بايدن للحصول على مساعدة.
ويُصر الديمقراطيون، الذين يدعمون المساعدات لأوكرانيا بقوة، على أن الكونجرس سيدعم استمرار المساعدات. كما أن العديد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، بما في ذلك شخصيات مؤثرة مثل الزعيم الجمهوري ميتش ماكونيل، يقولون ذلك أيضاً.
كيف يمكن تسوية الأمر؟
هناك طريقتان يمكن أن تصبح من خلالهما المساعدات الإضافية لأوكرانيا قانوناً، الأولى إدراجها في مشروع قانون إنفاق أكبر، بحيث يتعين على الكونجرس إقراره في وقت لاحق من العام الجاري، لتجنب الإغلاق. وينص الإجراء الذي تم تمريره، السبت، على الإنفاق حتى منتصف نوفمبر فقط.
الطريقة الثانية تقديمها كمشروع قانون إنفاق منفصل، إما بمفردها، أو مع المزيد من الأموال لأمن الحدود.