يبحث قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27، الجمعة، خلال اجتماع بمدينة غرناطة في إسبانيا، سبل تجنب أزمة هجرة جديدة، ومواجهة التحدي الوجودي الأطول والمتمثل في ضم بلدان جديدة قد تكون كبيرة وتواجه اضطرابات، مثل أوكرانيا، إلى التكتل.
وتناقش دول الاتحاد أيضاً المسار الاستراتيجي للاتحاد بعد أعوام اتسمت بأزمات، بينها جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا وأزمة الطاقة في 2022، فضلاً عن تحديات تشمل تغير المناخ والتنافس الاقتصادي مع الصين.
وقضية الهجرة لها حساسية سياسية، إذ تتزايد النبرة والسياسات المعادية للهجرة في بعض بلدان الاتحاد الأوروبي قبل انتخابات البرلمان الأوروبي التي تجرى في يونيو المقبل.
وأعربت كل من إيطاليا وإسبانيا عن قلقهما من زيادة الهجرة غير النظامية هذا العام إلى جزرهما، بينما كانت مياه اليونان، في يونيو، موقعاً لأسوأ حادث غرق قارب في أوروبا منذ أعوام، أودى بحياة مئات المهاجرين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني، في مقال رأي مشترك نُشر الجمعة، إن البلدين يريدان قيادة دفة أوروبا في مكافحة الهجرة غير المشروعة.
وهذا المقال علامة أخرى على الموقف الموحد بين الحكومتين اللتين تنتهجان أسلوباً صارماً بخصوص الهجرة واجه انتقادات من الجمعيات الخيرية والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وقالا في المقال المنشور بصحيفتي "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية و"تايمز" البريطانية: "رؤيتنا وأهدافنا متماثلة. في الواقع نحن من أقرب الأصدقاء في أوروبا اليوم".
وأضاف سوناك وميلوني: "نتعاون من أجل وقف القوارب، وندعو الآخرين للتصرف من منطلق نفس الإحساس بالطبيعة الملحة لهذا الأمر".
جاء ذلك بعد يوم من استضافتهما اجتماعاً بخصوص الهجرة مع قادة أوروبيين آخرين.
قمة غرناطة
وشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ورئيس وزراء ألبانيا إيدي راما، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في المحادثات التي عقدت على هامش قمة غرناطة.
ووضعت ألمانيا، المقصد المفضل للكثير من المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا، نقاط تفتيش على حدودها قائلة إنها ضرورية من أجل التصدي للمهربين الذين ينقلون الناس إلى أراضيها.
جاء القرار بعدما أعلنت ألمانيا زيادة طلبات اللجوء المقدمة هذا العام بنحو 80%.
من جانبها، ترفض بولندا المجاورة استضافة الوافدين من الشرق الأوسط وإفريقيا بينما تأوي عدة ملايين من الأوكرانيين الفارين من الحرب في بلادهم.
وتشمل البلدان الراغبة في الانضمام إلى الاتحاد أوكرانيا ومولدوفا وبعض الدول في غرب البلقان، ويتعين عليها جميعاً أن تلبي الكثير من المتطلبات للتأهل، الأمر الذي يعني أن محادثات الانضمام تستغرق أعواماً.
زيلينسكي: وجود روسيا خطر
وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعماء أوروبيين، الخميس، من أن بوسع روسيا إعادة بناء قدراتها العسكرية ومهاجمة دول أخرى في غضون 5 سنوات، إذا ترددت القارة في دعم كييف.
وأضاف، خلال حضوره قمة المجموعة السياسية الأوروبية في إسبانيا، أنه "واثق من استمرار المساعدات المالية الأميركية والأوروبية على الرغم من العواصف السياسية في واشنطن وغيرها".
وقال زيلينسكي: "لا ينبغي أن نسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزعزعة استقرار أي جزء آخر في العالم أو لدى شركائنا بهدف إضعاف قوة أوروبا. وجود روسيا، سواء بجيشها أو وكلائها في أرض أي دولة أخرى يمثل تهديداً لنا جميعاً. لا بد أن نعمل معاً على طرد روسيا من أرض الدول الأخرى".
التزام فرنسي
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بوسع أوكرانيا أن تواصل الاعتماد على الدعم الأوروبي.
وأضاف: "هناك التزام شديد وقوي جداً لأننا نعلم جميعاً أننا نتحدث عن أوروبا وعن إمكانية تحقيق سلام دائم في قارتنا".
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إن بلاده "تعمل على توريد نظام دفاع جوي صاروخي إضافي من طراز (باتريوت) إلى أوكرانيا في أشهر الشتاء"، بينما قال مصدر حكومي إن إسبانيا عرضت على كييف 6 أنظمة دفاع جوي أخرى من طراز "هوك" لحماية ممر الحبوب والبنية التحتية الحيوية بالبلاد.
وتأسست المجموعة الدولية الأوروبية، العام الماضي، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين أكثر من 40 دولة من النرويج إلى مولدوفا.