حرب غزة تدفع واشنطن لتعزيز قواتها في الشرق الأوسط

طيارون أميركيون يفرغون منصة إطلاق صواريخ THAAD من طائرة C-17 بقاعدة "نيفاتيم" الجوية في إسرائيل. 1 مارس 2019 - AFP
طيارون أميركيون يفرغون منصة إطلاق صواريخ THAAD من طائرة C-17 بقاعدة "نيفاتيم" الجوية في إسرائيل. 1 مارس 2019 - AFP
واشنطن -الشرقرويترز

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال منظومة الدفاع الجوي الصاروخي THAAD المعروف باسم نظام الدفاع ضد الأهداف التي تطير على ارتفاعات عالية، ومنظومة Patriot للصواريخ الاعتراضية إلى الشرق الأوسط، رداً على الهجمات الأخيرة على القوات الأميركية في المنطقة، فضلاً عن إرسال قوات أميركية إضافية إلى المنطقة.

وتأتي هذه التحركات في إطار جهود أميركية تهدف لـ"ردع الأعمال العدائية" ضد إسرائيل، أو "توسيع نطاق الحرب"، في ظل الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، وحشد إسرائيلي غير مسبوق، استعداداً لاجتياح القطاع. 

وقال أوستن في بيان وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، السبت: "بعد مناقشات مستفيضة مع الرئيس جو بايدن بشأن التصعيد الأخير من قبل إيران، والقوى التي تعمل بالوكالة عنها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وجهت اليوم بسلسلة من الخطوات الإضافية لتعزيز موقف وزارة الدفاع في المنطقة".

وأضاف أوستن أنه سيرسل قوات إضافية إلى المنطقة، لكنه لم يذكر عددهم. وكان البنتاجون قد وضع بالفعل نحو 2000 جندي في حالة جاهزية عالية لإرسالهم إلى المنطقة إذا دعت الحاجة.

ولفت أوستن إلى أن "هذه الخطوات ستعزز جهود الردع في المنطقة، وتزيد من حماية القوات الأمريكية هناك، وتساعد في الدفاع عن إسرائيل".

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي قال، في مقابلة مع "الشرق"، الثلاثاء الماضي، إنه "لا توجد نية أو خطة لنشر قوات قتالية أميركية على الأرض في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس"، مشدداً على أن "تركيز الولايات المتحدة حالياً ليس على جهود وساطة سياسية بشأن المحتجزين، وإنما على ضمان أن تمتلك إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها".

قوات بحرية كبيرة

وأرسلت الولايات المتحدة قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط خلال الأسابيع القليلة الماضية، تشمل حاملتي طائرات، والسفن المرافقة لهما، ونحو 2000 من قوات مشاة البحرية.

وتضع واشنطن نفسها في حالة تأهب قصوى تحسباً لنشاطات جماعات مدعومة من إيران، مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة خلال الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية.

وتأتي هذه الخطوة بعد عامين من سحب إدارة بايدن منظومات الدفاع الجوي من الشرق الأوسط استناداً إلى انخفاض التوتر مع إيران.

تحذيرات أميركية

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مساعديه حضوا قادة إسرائيل على تجنب شن "هجوم كبير" ضد جماعة "حزب الله" اللبنانية، يمكن أن يجره إلى الحرب التي تخوضها تل أبيب في قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة، الجمعة، أن المسؤولين الأميركيين يساورهم قلق من أن بعض الأعضاء الأكثر تشدداً في حكومة الحرب الإسرائيلية أرادوا مواجهة "حزب الله"، لافتة إلى أن "الأميركيين أبلغوا الإسرائيليين بصعوبات محاربة كل من حماس في الجنوب، وحزب الله الأكثر قوة في الشمال".

وأعرب المسؤولون الأميركيون عن اعتقادهم بأن "إسرائيل ستواجه صعوبات في خوض حرب على جبهتين، وأن مثل هذا الصراع يمكن أن يجر كلاً من الولايات المتحدة وإيران، الداعم الرئيسي للجماعة".

وهذه الجهود التي يبذلها كبار المسؤولين الأميركيين لتجنب هجوم إسرائيلي على "حزب الله"، التي أوردتها "نيويورك تايمز" للمرة الأولى بالتفصيل، تعكس بحسب الصحيفة "مخاوف إدارة بايدن بشأن التخطيط الحربي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومستشاريه، حتى في الوقت الذي تسعى فيه الحكومتان إلى تشكيل جبهة موحدة قوية أمام الجميع".

ويريد المسؤولون الأميركيون أيضاً كبح جماح "حزب الله". وفي عدد كبير من الاجتماعات في أنحاء الشرق الأوسط، حض دبلوماسيون أميركيون نظراءهم العرب على المساعدة في تمرير الرسائل إلى "حزب الله"، بما في ذلك خلال اتصالاتهم مع إيران، في محاولة لمنع اندلاع أي حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، سواء كان ذلك من خلال إجراءات تتخذها الجماعة أو الإسرائيليون.

وطلب الرئيس الأميركي من الكونجرس، الموافقة على إنفاق مليارات إضافية من الدولارات لمساعدة إسرائيل، في وقت قال حث فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، قواته على الاستعداد لدخول قطاع غزة براً بهدف "تدمير حماس".

وفي خطاب من البيت الأبيض، قال بايدن إنه سيطلب من الكونجرس، الجمعة، الموافقة على تمويل إضافي لإسرائيل، ووصفها بأنها "شريك حيوي". وقال مصدر مطلع في وقت سابق إن التمويل الإضافي المقصود سيصل في الإجمال إلى 14 مليار دولار، مضيفاً: "هذا استثمار ذكي ستعود أرباحه على الأمن الأميركي لأجيال".

وأشار إلى أن "حماس سعت إلى محو ديمقراطية إسرائيل"، مشدداً على الحاجة العاجلة لإدخال مساعدات إغاثة للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصرين دون غذاء أو ماء أو دواء. كما تطرق أيضاً إلى دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك