اتهمت الصين، الاثنين، الولايات المتحدة بـ "تأجيج الاضطرابات العالمية"، فيما نددت روسيا بسعي الغرب لتوسيع أزمة أوكرانيا لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وذلك خلال منتدى "شيانجشان" العسكري الذي تستضيفه العاصمة بكين.
وبدأ منتدى "شيانجشان"، الذي أسسته بكين رداً على منتدى "حوار شانجريلا" الأمني في سنغافورة، فعالياته في وقت تشكل فيه سلسلة من التوترات العسكرية حول العالم اختباراً للعلاقات الجيوسياسية، إذ سلطت حرب إسرائيل على قطاع غزة الضوء مجدداً على مساعي بكين لتعزيز دورها كصانع سلام عالمي، كما أدى رفض الصين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا إلى استمرار توتر العلاقات مع واشنطن.
وقال نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية تشانج يوشيا، في كلمته الافتتاحية إن "بعض الدول تواصل إثارة الاضطرابات في جميع أنحاء العالم. تتعمد خلق الاضطرابات، والتدخل في القضايا الإقليمية، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، والتحريض على الثورات الملونة"، في انتقاد مبطن للولايات المتحدة.
ويعد تشانج (73 عاماً)، أحد كبار المسؤولين المرشحين لمنصب وزير الدفاع، إذ يتمتع بخبرة قتالية وعسكرية، وقاتل في فيتنام منذ عقود.
وذكرت "بلومبرغ" أن تصريحات تشانج تأتي في وقت تحاول الولايات المتحدة والصين تحقيق الاستقرار في العلاقات، قبل اجتماع محتمل بين رئيسيهما الشهر المقبل، كما تسلط الضوء على مدى هشاشة العلاقة بين القوتين العظميين.
وأوضحت الوكالة أن وزير الدفاع الصيني عادة ما يفتتح منتدى "شيانجشان"، لكن ذلك لم يحدث بسبب الاضطرابات في القيادة العسكرية للبلاد، حيث أُقيل لي شانج فو من منصب وزير الدفاع في وقت سابق من الشهر الجاري، فيما لم تعلن بكين بعد عن بديل لي، والذي يخضع لعقوبات أميركية.
وجاءت إقالة لي بعد أن أقال الرئيس الصيني كبار القادة العسكريين الذين يديرون الترسانة النووية للبلاد خلال الصيف.
روسيا: الغرب يوسع أزمة أوكرانيا
بدورها، نقلت وسائل الإعلام الرسمية الروسية عن وزير الدفاع سيرجي شويجو، قوله إن الغرب "يريد توسيع الصراع في أوكرانيا إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي".
وأضاف شويجو، في حديثه خلال منتدى "شيانجشان"، أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يغطي على حشد القوات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال "التفاخر بالرغبة في الحوار"، حسبما ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وأردف: "دول الحلف تروج لسباق تسلح في المنطقة، وتزيد وجودها العسكري، كما تزيد وتيرة وحجم التدريبات العسكرية هناك، كما تستخدم القوات الأميركية تبادل المعلومات مع طوكيو وسول بشأن إطلاق الصواريخ لردع روسيا والصين".
وفي الوقت نفسه، قال شويجو إن تحرك روسيا لإلغاء تصديقها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية "لا يعني نهاية الاتفاقية"، مضيفاً أن روسيا "لم تخفض عتبة استخدام الأسلحة النووية".
وأشار إلى أن موسكو "مستعدة لإجراء محادثات تسوية ما بعد الحرب للأزمة الأوكرانية بشأن مزيد من التعايش مع الغرب، لكن الدول الغربية بحاجة للتوقف عن السعي إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا".
ولفت شويجو إلى أن الظروف غير مهيأة بعد لإجراء مثل هذه المحادثات، مضيفاً أنه "من المهم أيضاً ضمان علاقات متساوية بين جميع القوى النووية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذين يتحملون مسؤولية خاصة في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين".
وقبل أيام، فرغ البرلمان الروسي، من تمرير قانون يسحب تصديق موسكو على المعاهدة الدولية التي تحظر تجارب الأسلحة النووية، إذ وافق مجلس الاتحاد على القانون بواقع 156 صوتاً مقابل صفر، بعد أن وافق مجلس النواب (الدوما) أيضاً على القانون بالإجماع. وسيُرسل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوقيع عليه.