وزير الخارجية الأميركي يقر بـ"عدد كبير للضحايا المدنيين" في القطاع

حرب غزة.. ارتفاع عدد ضحايا القصف يثير ضغوطاً غربية نادرة على إسرائيل

آلاف الفلسطينيين خلال نزوحهم من شمال قطاع غزة إلى الجنوب مع استمرار القصف الإسرائيلي. 9 نوفمبر 2023 - AFP
آلاف الفلسطينيين خلال نزوحهم من شمال قطاع غزة إلى الجنوب مع استمرار القصف الإسرائيلي. 9 نوفمبر 2023 - AFP
دبي -الشرقوكالات

تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية غربية نادرة، بما في ذلك من حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة، لبذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة مع ارتفاع عدد القتلى، واحتدام القتال بالقرب من المستشفيات وفي محيطها.

وتزايدت الدعوات الدولية لإسرائيل بضبط النفس مع ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا إلى أكثر من 11 ألفاً في القصف الإسرائيلي المستمر منذ خمسة أسابيع.

وفي أقوى تصريحاته حتى الآن بشأن أزمة المدنيين الذين تقطعت بهم السبل وسط تبادل إطلاق النار في غزة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أثناء زيارة إلى الهند، الجمعة: "قُتل عدد كبير جداً من الفلسطينيين، وعانى عدد كبير في الأسابيع الماضية"، فيما أكد مجدداً دعم واشنطن لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" لضمان عدم إمكانية استخدام غزة كـ"منصة لشن الإرهاب".

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، مساء الجمعة، إنه على إسرائيل أن "تتوقف عن قصف غزة وقتل المدنيين".

وأضاف أن فرنسا "تدين بوضوح الأعمال الإرهابية التي تقوم بها حماس، ولكن مع الاعتراف بحق إسرائيل في حماية نفسها، فإننا نحثها على وقف هذا القصف في غزة".

ورداً على ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن زعماء العالم "يجب أن يدينوا حماس، وليس إسرائيل"، مضيفاً أن هذه الجرائم "سترتكب غداً في باريس ونيويورك وفي أي مكان في العالم".

وعربياً، أعلنت السعودية استضافة قمة إسلامية عربية مشتركة غير عادية في الرياض، السبت، استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة.

وقالت الخارجية السعودية في بيانها: "يأتي ذلك استشعاراً من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يعبر عن الإرادة العربية الإسلامية المشتركة".

استهداف المدارس والمستشفيات 

وتصاعدت حدة القتال خلال الليل حتى صباح السبت، بالقرب من مستشفيات مدينة غزة المكتظة، والتي قال مسؤولون فلسطينيون إنها تعرضت للانفجارات وإطلاق النار.

وقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، إن "إسرائيل تشن الآن حرباً على مستشفيات مدينة غزة"، فيما لفت في وقت سابق إلى أن 25 شخصاً على الأقل قتلوا في الضربات الإسرائيلية على مدرسة البراق في مدينة غزة التي كانت تأوي أشخاصاً دُمرت منازلهم.

وأوضح مسؤولون في غزة أن الصواريخ سقطت في فناء مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالمستشفى الإندونيسي، كما تسببت في اشتعال النار في مستشفى الرنتيسي لسرطان الأطفال.

في السياق، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن أفراد الطاقم الطبي الذين تتواصل معهم المنظمة في مستشفى الشفاء اضطروا إلى مغادرة المستشفى بحثاً عن الأمان.

وأضاف في منشور عبر منصة X: "الكثير من الآلاف الذين لجأوا إلى المستشفى أجبروا على الإخلاء بسبب مخاطر أمنية، بينما لا يزال الكثيرون هناك".

ولفت أمام جلسة مجلس الأمن الدولي إلى أن "طفلاً يقتل في المتوسط كل 10 دقائق في غزة"، مضيفاً أنه"لا يوجد مكان آمن ولا أحد آمن".

وقالت طواقم طبية، في وقت سابق، إن الدبابات الإسرائيلية، اتخذت مواقع حول مستشفى الرنتيسي ومستشفى القدس، كما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، السبت، فقدان الاتصال بموظفيها داخل مستشفى الشفاء في غزة، بعد تعرضه خلال الساعات الماضية لقصف إسرائيلي، مشيرة إلى أن الوضع "كارثي".

وأضافت المنظمة في منشور عبر حسابها في منصة X: "مستشفى الشفاء تعرض خلال الساعات الماضية إلى هجمات مكثفة والوضع داخل المستشفى كارثي. ندعو بشكل عاجل لوقف الهجمات على المستشفيات وحماية المرافق الطبية وطواقمها والمرضى".

وكان ناطق باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت، قال في مؤتمر صحافي إن الجيش "لا يطلق النار على المستشفيات. إذا رأينا مقاتلي حماس يطلقون النار من المستشفيات، فسنفعل ما يتعين علينا القيام به. نحن ندرك حساسية (المستشفيات)".

وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، إن "مقر حماس يقع في قبو مستشفى الشفاء"، ما يعني أن المستشفى قد يفقد وضعه المحمي، ويصبح هدفاً مشروعاً.

وذكر مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، أن بلاده شكلت قوة عمل لإنشاء مستشفيات في جنوب غزة، إذ أمرت إسرائيل في 12 أكتوبر الماضي، حوالي 1.1 مليون شخص في غزة بالتحرك جنوباً قبل اجتياحها البري.

وتقع المستشفيات في مناطق شمال قطاع غزة، حيث تقول إسرائيل إن مقاتلي "حماس" يتمركزون فيها، كما تكتظ بالنازحين وكذلك المرضى والأطباء، إذ لفتت مراراً إلى أن مقاتلي "حماس" يخفون أسلحة في أنفاق تحت المستشفيات، وهو ما تنفيه الحركة.

تصنيفات

قصص قد تهمك