شكوك أميركية في مزاعم إسرائيل بشأن مستشفى الشفاء بقطاع غزة

"روايات استخباراتية متضاربة" حول ادعاءات أنفاق "حماس" تحت المستشفى

time reading iconدقائق القراءة - 5
أعمدة دخان تتصاعد خلف مبنى الجراحات التخصصي التابع لمستشفى الشفاء بمدينة غزة. 8 نوفمبر 2023 - Reuters
أعمدة دخان تتصاعد خلف مبنى الجراحات التخصصي التابع لمستشفى الشفاء بمدينة غزة. 8 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي -الشرق

قالت مصادر في الكونجرس الأميركي، مساء الجمعة، إن الولايات المتحدة "لم تتمكن" من تأكيد مزاعم إسرائيل حول إدارة حركة "حماس" لمركز قيادة وأنفاق تحت مجمع مستشفى الشفاء في غزة، وفق ما أوردته شبكة NBC News الأميركية، بينما أكدت منظمات دولية، السبت، انقطاع الاتصال بفرقها العاملة في المستشفى. 

يأتي ذلك التشكيك، بعد أن قدم مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومصادر في الكونجرس "آراءً متناقضة" لأجهزة الاستخبارات الأميركية بشأن زعم إسرائيل باتخاذ "حماس" من أكبر المنشآت الطبية في قطاع غزة كمركز قيادة تحت الأرض.

وذكر مسؤولان أميركيان، إن الولايات المتحدة "تتفق مع التقييم الإسرائيلي بشأن كيفية استخدام حماس لمستشفى الشفاء"، فيما قال أحدهم إن الولايات المتحدة "ليس لديها سبب للشك في الادعاء الإسرائيلي"، بينما قال مسؤول ثانٍ إن "وجهة نظر مجتمع الاستخبارات الأميركي هي أن حماس أقامت بنيتها التحتية الخاصة داخل مستشفى الشفاء وتحته، بما في ذلك مركز القيادة".

وأضاف مجتمع الاستخبارات الأميركي، أن مقاتلي الحركة "يستخدمون أيضاً مستشفيات أخرى في غزة كقاعدة لعملياتهم العسكرية"، لكن مع ذلك، قال مصدران في الكونجرس مطلعان على الأمر، إن واشنطن "لا تستطيع تأكيد ادعاء إسرائيل بشكل مستقل بشأن ما هو موجود تحت المستشفى".

ومالت الولايات المتحدة لسنوات عدة إلى الاعتماد بشكل كبير على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية للحصول على معلومات حول أنشطة المسلحين في قطاع غزة، وفقاً لمسؤولين سابقين في الاستخبارات الأميركية.

وفي هذا الصدد، قال كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسفير الإسرائيلي السابق لدى بريطانيا، مارك ريجيف، لشبكة NBC، إن "حماس تنتهك قوانين الحرب من خلال العمل من المستشفيات، وأن لإسرائيل الحق في استهداف المسلحين"، لكنه أفاد بأن إسرائيل "ستبذل أقصى جهدها للتمييز بين حماس والمدنيين الأبرياء الذين لا نريد رؤيتهم محاصرين في تبادل إطلاق النار".

وتنفي "حماس" اللجوء إلى استخدام المستشفيات للحماية من الهجمات، إذ قال قيادي بالحركة في وقت سابق، إن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى تدمير القطاع الطبي في قطاع غزة، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى تشكيل "لجنة دولية" للتأكد من عدم صحة مزاعم وجود أنفاق في المستشفيات.

وضع "كارثي"

في السياق، قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، السبت، إنها فقدت الاتصال بموظفيها داخل مستشفى الشفاء في غزة، بعد تعرضه خلال الساعات الماضية لقصف إسرائيلي، مشيرة إلى أن الوضع "كارثي".

وأضافت المنظمة في منشور عبر حسابها في منصة X (توتير سابقا): "مستشفى الشفاء تعرض خلال الساعات الماضية إلى هجمات مكثفة والوضع داخل المستشفى كارثي. ندعو بشكل عاجل لوقف الهجمات على المستشفيات وحماية المرافق الطبية وطواقمها والمرضى".

وتابعت: "لا يزال هناك مرضى في المستشفى بعضهم في حال حرجة. نشعر بقلق بالغ على سلامتهم وسلامة الطاقم الطبي. فقدنا الاتصال بموظفينا في المستشفى".

وقال التلفزيون الفلسطيني، الجمعة، إن إسرائيل قصفت محيط مستشفى الشفاء في قطاع غزة، بدورها، قالت وزارة الداخلية في القطاع، إن إسرائيل تشن سلسلة غارات عنيفة في محيط مستشفى الشفاء، ومخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

وجاء ذلك بعدما عبر مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية عن مخاوفه من قصف إسرائيل للمستشفى، قائلاً "نخشى أن يقصف الاحتلال المستشفى، ويدمره على رؤوسنا".

وأشار أبو سلمية، إلى أن مخزون الوقود سينفد السبت، محذراً من أنه "بعد عشر دقائق من انقطاع الكهرباء، سيموت مرضى التنفس الاصطناعي جميعهم".

وفي هذا الصدد، بحث مجلس الأمن الدولي، الجمعة، الوضع المتردي في قطاع غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع، فيما واجهت إسرائيل اتهامات بـ"استهداف المستشفيات وتهجير الفلسطينيين".

وتناولت هذه الجلسة الوضع الإنساني والصحي المتردي في غزة، فيما وقف أعضاء المجلس دقيقة صمت ترحماً على المدنيين الذين سقطوا في هذه الحرب، على غرار العاملين في الأمم المتحدة والقطاع الصحي والصحافيين.

ودعا مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور، الدول الأعضاء إلى الضغط لـ"وقف المجازر في غزة"، وقال إن"المستشفيات أصبحت الهدف الرئيسي لإسرائيل. فهي محاصرة ويتم قصف المناطق المجاورة لها". 

تصنيفات

قصص قد تهمك