مجموعة "بريكس" تدعو لـ"هدنة إنسانية فورية ودائمة" في غزة

دبي-الشرق

دعت القمة الافتراضية الطارئة لدول مجموعة "بريكس" والتي ترأستها جنوب إفريقيا، الثلاثاء، إلى "هدنة إنسانية فورية ودائمة تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية" في قطاع غزة الذي شهد خلال 6 أسابيع، حرباً دامية خلّفت أكثر من 14 ألف ضحية.

وأكد بيان القمة التي عقدت لبحث "الوضع في غزة والشرق الأوسط"، على "دعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق وقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين وتوفير المساعدة الإنسانية"، مديناً عمليات التهجير القسري من قطاع غزة والذي اعتبره "انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات جنيف".

وشدد البيان الذي نشرته رئاسة جنوب إفريقيا على منصة X (تويتر سابقاً)، على أن "الحل العادل والدائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن تحقيقه إلا بالوسائل السلمية"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"دعم المفاوضات المباشرة على أساس القانون الدولي بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة ومبادرة السلام العربية، من أجل التوصل إلى حل الدولتين".

وأشار البيان إلى "ضرورة منع المزيد من زعزعة الاستقرار وتصاعد العنف، بما في ذلك امتداد الصراع إلى المنطقة، ودعوة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، داعياً إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني، وضمان سلامتهم ورفاهيتهم، ومعاملتهم معاملة إنسانية".

الأولويات القصوى

وفي كلمة له خلال مشاركته بالاجتماع الافتراضي الاستثنائي لقادة مجموعة "بريكس" وقادة الدول المدعوّة للانضمام، شدد الرئيس الصيني شي جين بينج على أن "الصوت الداعي إلى العدالة والسلام الذي تطلقه دول البريكس بشأن القضية الفلسطينية أمر ضروري للغاية، ويجيء في وقته".

واعتبر شي جين بينج أن "الأولوية القصوى" تتمثل في 3 مسائل أولاها، أنه على "أطراف الصراع وجوب وقف إطلاق النار وإنهاء القتال بشكل فوري، ووقف كافة أعمال العنف والهجمات ضد المدنيين، وإطلاق سراح المدنيين المحتجزين، تجنباً لخسائر بشرية أفدح".

وأشار إلى أنه ثاني الأوليات هو "ضمان السلامة والانسيابية لممرات الإغاثة الإنسانية، وتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، ووقف العقاب الجماعي ضدهم مثل التهجير القسري وقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود".

الرئيس الصيني شي جين بينج في كلمة له خلال مشاركته بالاجتماع الافتراضي لقادة مجموعة
الرئيس الصيني شي جين بينج في كلمة له خلال مشاركته بالاجتماع الافتراضي لقادة مجموعة - news.cn

أما الأولوية الثالثة، بحسب الرئيس الصيني، فتتمثل في ضرورة "اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات عملية للحيلولة دون توسع رقعة الصراع وتأثيره على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها".

وأرجع شي "السبب الجذري" لما وصلت إليه الأوضاع الفلسطينية-الإسرائيلية اليوم لـ"تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته والبقاء والعودة منذ زمن طويل"، مؤكداً أن "المخرج الأساسي لكسر دوامة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يكمن في تنفيذ حل الدولتين واستعادة الحقوق الفلسطينية الوطنية المشروعة وإقامة دولة فلسطين المستقلة".

ودعا الرئيس الصيني لـ"عقد مؤتمر دولي للسلام بمصداقية أكثر في أسرع وقت ممكن، لبلورة توافق دولي بشأن إحلال السلام، والدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر".

"فشل الدبلوماسية الأميركية"

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد اعتبر في كلمته، أن "المهمة الملحة الآن هي هدنة فلسطينية-إسرائيلية طويلة الأمد"، موضحاً أن "دول المنطقة والدول الأعضاء في مجموعة بريكس تستطيع المشاركة بجهود للتوصل إلى تسوية".

وذكر أن "أزمة الشرق الأوسط سببها فشل الدبلوماسية الأميركية في المنطقة"، داعياً إلى "تضافر جهود المجتمع الدولي لتهدئة الوضع ووقف إطلاق النار، وإيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويمكن لدول بريكس ودول المنطقة أن تلعب دوراً رئيسياً في هذا الشأن".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة له خلال مشاركته بالاجتماع الافتراضي لقادة مجموعة
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة له خلال مشاركته بالاجتماع الافتراضي لقادة مجموعة - news.cn

ووصف بوتين موت الأطفال الفلسطينيين بأعداد كبيرة بـ"الأمر المروع"، مضيفاً أن "رؤية الأطفال، وهم يجرون عمليات دون تخدير تثير مشاعر خاصة".

وأردف: "بسبب انتهاك قرارات الأمم المتحدة، التي تنص بوضوح على إقامة دولتين مستقلتين وبسيادة، هما إسرائيل وفلسطين، لتحقيق التعايش السلمي بينهما، نشأ أكثر من جيل من الفلسطينيين في جو من الظلم تجاه شعبهم، لا يمكن للإسرائيليين أن يضمنوا الأمن لدولتهم بشكل كامل".

"جرائم حرب وإبادة"

من جهته، اتهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" و"إبادة" في غزة، داعياً إلى "وقف فوري وكامل لإطلاق النار".

وقال رامابوزا خلال قمة المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، "يشكل العقاب الجماعي للمدنيين الفلسطينيين عبر استخدام غير مشروع للقوة من جانب إسرائيل، جريمة حرب".

واعتبر أن "حرمان" سكان غزة من الدواء والغذاء والماء والوقود يرتقي إلى "جريمة إبادة"، داعياً المجتمع الدولي إلى "الاتفاق على إجراءات عاجلة وملموسة لإنهاء المعاناة في غزة وتمهيد الطريق لحل عادل وسلمي لهذا النزاع"، معدداً أبرز الخطوات المقترحة.

وبالإضافة إلى وقف "فوري وكامل" لإطلاق النار، دعا رامابوزا إلى نشر قوة سريعة تابعة للأمم المتحدة، "بتفويض لمراقبة وقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين". كذلك، دعا "جميع الدول" إلى "إظهار ضبط النفس والكف عن تأجيج هذا النزاع، وخصوصاً عبر وقف تزويد الأطراف بالأسلحة".

وتدافع جنوب إفريقيا منذ وقت طويل عن القضية الفلسطينية، وخصوصاً أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يحكمها منذ انتخاب نيلسون مانديلا رئيساً العام 1994، يقارب هذه المسألة انطلاقاً من نضاله التاريخي ضد الفصل العنصري.

تصنيفات

قصص قد تهمك