إسرائيل تسحب فريق الموساد من قطر بعد تعثر المفاوضات مع "حماس"

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفقة ديفيد برنيع رئيس جهاز الاستخبارات 'الموساد' - Twitter/Israelipm_ar
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفقة ديفيد برنيع رئيس جهاز الاستخبارات 'الموساد' - Twitter/Israelipm_ar
دبي-الشرقوكالات

استدعت إسرائيل، السبت، فريق الاستخبارات "الموساد" المتواجد في قطر، بعد تعثر المفاوضات غير المباشرة مع "حماس" بشأن عمليات تبادل الأسرى ومعايير هدنة جديدة في قطاع غزة بين الطرفين.

واتهمت إسرائيل الحركة الفلسطينية بعدم تنفيذ الجزء الخاص بها من الاتفاق "والذي تضمن إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء وفق القائمة التي تقديمها إلى حماس ووافقت عليها"، بحسب بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، باسم جهاز المخابرات والمهام الخاصة.

وذكر البيان الإسرائيلي أنه "بعد تعثر المفاوضات وبتوجيه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمر رئيس الموساد ديفيد برنيع فريقه الموجود في الدوحة بالعودة إلى إسرائيل".

وتقود قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين حركة "حماس" والمسؤولين الإسرائيليين من أجل إطلاق سراح أسرى تحتجزهم "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة، والتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في القطاع.

وفي وقت سابق السبت، قال مصدر مطلع لوكالة "رويترز" إن فريقاً من الموساد الإسرائيلي يتواجد بالدوحة لبحث استئناف الهدنة في غزة مع الوسطاء القطريين. وأضاف أن محادثات الموساد بوساطة قطر تركز على احتمال إطلاق سراح فئات جديدة من الرهائن الإسرائيليين ومعايير هدنة جديدة.

وانهارت هدنة دامت أسبوعاً، بعدما استأنفت إسرائيل القتال، صباح الجمعة، لتنتهي فترة توقف الأعمال العدائية التي سمحت بتبادل الأسرى.

وتشن إسرائيل غارات جوية ضخمة على قطاع غزة منذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، ما أودى بحياة أكثر من 15 ألف فلسطيني في حصيلة صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت.

مفاوضات رغم استئناف القصف

وقالت مصادر الجمعة، إن المفاوضات كانت لا تزال مستمرة بين الطرفين برعاية الوساطة المصرية والقطرية، رغم استئناف القصف الإسرائيلي على القطاع بعد انتهاء الهدنة التي بدأت في 24 نوفمبر، دون تمديدها لمرة ثالثة. واتفقت حماس وإسرائيل على عقد هدنة لمدة 4 أيام تم تمديدها يومين ثم يوم، قبل أن تفشل محادثات تمديدها لمرة ثالثة، وتعلن إسرائيل استئناف القتال صباح الجمعة.

ونقل مصدر مطلع على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" لـ"رويترز"، إن الوسطاء القطريين والمصريين على اتصال مع حماس وإسرائيل منذ استئناف القتال في غزة الجمعة.

وحملت حركة "حماس" الجمعة، إسرائيل مسؤولية استئناف القتال في غزة، وقالت إن إسرائيل "رفضت طوال الليل التعاطي مع كل العروض للإفراج عن محتجزين آخرين".

وقالت الحركة في بيان "نحمل الاحتلال مسؤولية استئناف الحرب والعدوان على غزة.. حيث جرت مفاوضات طوال الليل لتمديد الهدنة، عرضت خلالها الحركة تبادل الأسرى وكبار السن، كما عرضت تسليم جثامين القتلى من المحتجزين جراء القصف الإسرائيلي، كما عرضت تسليم جثامين عائلة بيباس والإفراج عن والدهم، ليتمكن من المشاركة في مراسم دفنهم.. إضافة إلى تسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين".

حرب طويلة

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الجمعة، عن مصادر مطلعة على التخطيط الإسرائيلي قولها إن إسرائيل تخطط لإطلاق حملة تمتد لعام أو أكثر ضد حركة "حماس"، مع مواصلة المرحلة الأكثر عنفاً من الهجوم البري حتى مطلع عام 2024.

وقالت الصحيفة إن الاستراتيجية متعددة المراحل، تستهدف توغل القوات الإسرائيلية المتمركزة في شمال غزة، أكثر في عمق جنوب القطاع المحاصر، مشيرةً إلى أن أهدافها الاستراتيجية أيضاً تشمل قتل 3 من كبار حركة "حماس"، وهم يحيى السنوار، ومحمد الضيف، ومروان عيسى، وتحقيق نصر عسكري "حاسم" ضد الحركة التي يبلغ عدد كتائبها 24 كتيبة، إضافة إلى تدمير شبكة أنفاقها تحت الأرض، وقدرتها على الحكم في غزة.

تصفية حسابات

وفي تصريحات تعكس حجم التوترات المصاحبة لمفاوضات الهدنة، قال نائب مدير الدائرة الاستراتيجية بوزارة الخارجية الإسرائيلية، جوشوا زاركا، إن "إسرائيل ستُصفي حساباتها مع قطر، بعد أن تنهي دورها كوسيط في محادثات الأسرى"، مع حركة "حماس".

وأضاف زاركا، في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، ونقلتها "هآرتس"، أن "قطر لعبت دوراً سيئاً في كل ما يتعلّق باستضافة أعضاء (حماس) وإضفاء الشرعية على أنشطة الحركة"، مشدداً على أن إسرائيل في حاجة حالياً إلى قطر بشأن موضوع الأسرى، لكن "عندما تنتهي المحادثات سنصفّي الحسابات معها"، وفق تعبيره.

وأضاف: "ليس لدينا أدنى شك في أن أيّ شخص كان إلى جانب (حماس)، سوف يتعرض للاضطهاد بكل الطرق الممكنة".

تصنيفات

قصص قد تهمك