استهدف هجوم بالصواريخ السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، فجر الجمعة، دون تسجيل أضرار أو إصابات، في حين وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قوات الأمن، إلى ملاحقة المسؤولين عن الهجوم الذي قال إنه "غير مبرر، ولا يمكن القبول به، تحت أي ظرف"، واصفاً الهجوم بأنه "عمل إرهابي".
والهجوم هو الأوّل على السفارة الأميركية، منذ أن بدأت فصائل متحالفة مع إيران، في منتصف أكتوبر الماضي، شنّ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا.
ودعا متحدّث باسم السفارة الأميركية في بغداد، الحكومة العراقية إلى حماية الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش".
وقال، في بيان: "ندعو حكومة العراق مجدداً، كما فعلنا في مناسبات سابقة، أن تفعل ما بوسعها لحماية الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت شركائنا في التحالف، ونكرر أننا نحتفظ بحقنا في الدفاع عن النفس وحماية طواقمنا في أي مكان في العالم".
وأضاف: "تدلّ المؤشرات على أن الهجمات نفذتها مليشيات موالية لإيران، تنشط بحرية في العراق.. في حوالي الساعة 4:15 (1:45 بتوقيت جرينتش) من صباح الجمعة، تعرضت السفارة الأميركية لهجوم بصاروخين، ولا تزال التقييمات جارية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في مجمع السفارة".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي، حسبما ورد في بيان صادر عن مكتبه، أن "زعزعة استقرار العراق وأمنه الداخلي وسمعته السياسية هي أعمال إرهابية"، معتبراً أن مهاجمي البعثات الدبلوماسية "يقترفون إساءة إزاء العراق واستقراره وأمنه".
وتعهد بأن "قواتنا الأمنية والأجهزة الحكومية والتنفيذية ستواصل حماية البعثات الدبلوماسية وصيانة المعاهدات الدولية والالتزام بتأمينها".
وأكّد مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية، فرهاد علاء الدين، أن "الحكومة العراقية مصمّمة على الحفاظ على استقرار وأمن الدولة".
وأضاف أنه "لن نتسامح مع أي محاولة لزعزعة استقرار البلاد".
وندّدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، بالهجوم، معتبرةً في بيان على منصة "إكس"، أنه "لا يسع العراق تحمّلُ أن يُجرَّ إلى صراعٍ أوسع نطاقاً، الأمر الذي من شأنه أن يهدّد الاستقرار الذي تحقق بعد جهدٍ جهيدٍ والإنجازات التي تحققت حتى الآن".
وفي وقت سابق، أكّد مسؤول عسكري أميركي، أن "هجوماً بعدة صواريخ أطلق على قوات التحالف الدولي والقوات الأميركية في محيط قاعدة (يونيون 3) ومجمّع السفارة الأميركية في بغداد".
وأضاف أنه "لم تُسَجَّل إصابات أو أضرار بالبنى التحتية"، مشيراً إلى انطلاق صافرات الإنذار وسماع ما يعتقد أنها أصوات "ارتطام" في محيط مجمّع السفارة وقاعدة "يونيون 3" المجاورة التي تضمّ قوات من التحالف الدولي لمكافحة "داعش".
وأفاد مسؤول أمني عراقي بأنه قرابة الساعة 04:20 (01:20 بتوقيت جرينتش) فجراً "سقطت 3 صواريخ كاتيوشا كانت تستهدف السفارة الأميركية، في محيط المنطقة الخضراء من جهة شطّ نهر دجلة، دون أن توقع إصابات أو أضرار".
في سياق متصل أعلنت فصائل مسلحة عراقية، استهداف قاعدة أميركية في حقل كونيكو النفطي في سوريا، وأنها "أصابت أهدافها بشكل مباشر".
وذكرت الفصائل المنتمية لما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيان عبر تليجرام، أنها قصفت القاعدة برشقة صاروخية "رداً على الجرائم التي يرتكبها العدو بحق أهلنا في غزة".
وتعكس تلك الهجمات المخاوف من تصعيد إقليمي وأخطار تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على المنطقة.
78 هجوماً منذ حرب غزة
ومنذ انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة مطلع ديسمبر، استأنفت الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة ضدّ القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة "داعش" المتمركزة في سوريا والعراق.
ورداً على الهجمات، شنّت واشنطن ضربات عدة في العراق على مقاتلين في فصائل متحالفة مع إيران.
وتبنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضمّ فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي معظم الهجمات التي تقول إنها تأتي رداً على الدعم الأميركي لإسرائيل.
وأحصت واشنطن حتى الآن 78 هجوماً ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر الماضي، أي بعد 10 أيام من اندلاع الحرب، وفق حصيلة أفاد بها المسؤول العسكري الأميركي.
وفي 3 ديسمبر، شنّ التحالف الدولي ضربة جوية ضدّ "5 مسلحين كانوا يستعدون لإطلاق طائرة مسيرة هجومية في اتجاه واحد"، ما أودى بحياتهم جميعاً، وفق بيان للقيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم".
وأواخر نوفمبر، استهدفت ضربات أميركية، مقاتلين في فصائل موالية لإيران في العراق، ما أودى بحياة 9 مقاتلين.
وقصفت واشنطن 3 مرات مواقع مرتبطة بإيران في سوريا.