ديفيد كاميرون: أنشطة طهران "خبيثة" وحماس أساءت استخدام الدعم الاقتصادي

وزير خارجية بريطانيا: إيران ووكلاؤها يهددون العالم ونعمل على تشديد إجراءات رادعة

وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال اجتماع مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة. 21 ديسمبر 2023 - Reuters
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال اجتماع مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة. 21 ديسمبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

حذّر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون من أن المملكة المتحدة لن تتسامح مع تصعيد إيران أنشطتها التي وصفها بـ"الخبيثة" في الشرق الأوسط أو على الأراضي البريطانية، مؤكداً أن لندن تعمل على "تشديد الإجراءات الرادعة" ضد طهران ووكلائها.

وفي أول مقابلة يجريها منذ عودته إلى الحكومة، وصف كاميرون، في حديث مع صحيفة "تليجراف" البريطانية، حركة "حماس" الفلسطينية وجماعتي "الحوثي" في اليمن و"حزب الله" في لبنان بأنها "وكلاء لإيران"، وتساهم في التسبب بمستوى "عالٍ للغاية" من "الخطر وانعدام الأمن" في أنحاء العالم.

ويرى رئيس الوزراء البريطاني السابق أنه يجب إرسال "رسالة واضحة إلى طهران، مفادها أنه لن يتم التسامح مع هذا التصعيد"، متعهداً بأن تعمل لندن مع حلفائها من أجل "تشديد الإجراءات الرادعة" ضدها، وهو ما اعتبرته الصحيفة يدل على تبني المملكة المتحدة لنهج أكثر صرامة بشكل واضح تجاه طهران.

وكانت الولايات المتحدة أشارت، الجمعة، إلى معلومات استخباراتية تُظهر أن إيران "متورطة بعمق" في التخطيط لهجمات "الحوثيين" على السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي تسببت في تعطيل كبير لسلاسل التوريد في أنحاء أوروبا.

ولفت كاميرون إلى "وجود أدلة واضحة على التهديد غير المقبول الذي يُشكله النظام الإيراني على حياة الصحافيين المقيمين في المملكة المتحدة"، وذلك بعدما تبيّن أن رجال الاستخبارات الإيرانيين عرضوا على أحد مهربي البشر مبلغ 150 ألف جنيه إسترليني لقتل اثنين من مقدمي الأخبار في قناة فارسية مقرها لندن.

وكشفت الصحيفة أن وزير الخارجية البريطاني استدعى أكبر دبلوماسي إيراني في بريطانيا إلى الوزارة، الجمعة، بسبب هذا الكشف "للتأكيد على أنه لن يتم التسامح مع مثل هذه التهديدات".

"تهديد الأمن البريطاني"

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين حكوميين، لم تكشف عن هوياتهم، هناك "أكثر من 15 تهديداً أو مؤامرة من قبل طهران لقتل بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة" منذ بداية العام 2022.

ورأت "تليجراف" أن تحذير كاميرون لطهران يُشير إلى تزايد القلق داخل الحكومة البريطانية بشأن العدوان المتزايد الذي تبديه إيران والجماعات التي يُنظر إليها على أنها أذرع لها، سواء في الشرق الأوسط أو حول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة.

وأجرت الصحيفة المقابلة مع وزير الخارجية البريطانية في أعقاب رحلته إلى فرنسا وإيطاليا والأردن ومصر، الأسبوع الماضي، والتي شهدت مناقشات بشأن إيران، بما في ذلك اجتماع لمدة ساعة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال كاميرون إن "الدعم الاقتصادي وغيره من أشكال الدعم الذي كان يتم إرساله إلى قطاع غزة في الماضي تم استخدامه من قبل حماس لبناء الأنفاق أو لأشياء أسوأ"، لكنه أصر على أن "الإمدادات الحالية التي من المنتظر تسليمها إلى سكان القطاع تتمثل في الغذاء والماء والدواء والمأوى".

وحذّر الوزير البريطاني من أنه يجب النظر إلى أي دور مُحتمل لـ"حماس" في حل الدولتين باعتباره أمراً "غير مقبول"، واصفاً "التهديد الإيراني بأنه أحد 5 أزمات كبيرة تخلق وقتاً صعباً للغاية بالنسبة للعالم، إلى جانب الغزو الروسي لأوكرانيا، والصراعات في الشرق الأوسط، والإرهاب، وتغير المناخ".

"عقوبات جديدة"

وأوضح وزير الخارجية البريطانية أن "هناك حاجة إلى العمل مع الحلفاء لتطوير مجموعة قوية من التدابير الرادعة ضد طهران، فمن المهم أن نفعل ذلك، لأن مستوى الخطر وانعدام الأمن في العالم بات عند مستوىً مرتفع للغاية، مقارنةً بالعقود السابقة، والتهديد الإيراني جزء من تلك الصورة".

وأعرب عن "قلق بالغ" بشأن هجمات "الحوثيين" في البحر الأحمر، قائلاً إن "حرية الشحن والأمن البحري مهمان للغاية ليس لبريطانيا فحسب، لكن للعالم أجمع".

ومن المقرر أن تُرسل أيضاً المملكة المتحدة سفناً حربية للانضمام إلى عملية "حارس الازدهار"، وهو تحالف بحري دولي بقيادة الولايات المتحدة للمساعدة في حماية حركة المرور التجارية في البحر الأحمر من هجمات "الحوثيين".

واعتبرت "تليجراف" أن تحذير اللورد كاميرون يُشير إلى أن بريطانيا مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة، في حال استمر تصعيد الهجمات من قبل إيران ووكلائها.

ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك إجراءات أخرى، إضافة إلى العقوبات، يمكن استخدامها، رد كاميرون قائلا: "غير مسموح التصريح بالأمر علناً، لكن أعتقد أن أول شيء يجب فعله هو البدء في العملية (حارس الازدهار)، التي نُشارك فيها، والتحرك الثاني هو إرسال تحذير واضح للحوثيين وداعميهم الإيرانيين بأننا لن نتسامح مع هذه الهجمات المستمرة على حركة الشحن".

وأكد وزير الخارجية البريطاني، خلال المقابلة، على النهج الذي ينوي اتباعه في مجموعة من مجالات السياسة الخارجية، قائلاً: "الأمور تغيرت، منذ إعلاني حينما كنت رئيساً للوزراء، عن العصر الذهبي للعلاقات مع الصين، إذ أن بكين أصبحت أكثر عدوانية وحزماً".

وبشأن أوكرانيا، قال كاميرون إنه يتوقع أن تُنفق المملكة المتحدة ما لا يقل عن ملياري جنيه إسترليني أخرى العام المقبل على الدعم العسكري لها، مضيفاً: "أعتقد أن من الممكن أن نفعل ما هو أفضل من ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك