ترجيحات بوجود عملاء على الأرض أعطوا إحداثيات موقع مكتب "حماس" للمقاتلة

تحقيقات لبنانية: طائرة حربية إسرائيلية استهدفت العاروري وليست مسيرة

آثار الدمار على المبنى الذي استهدفته إسرائيل وكان يضم مكتباً لحركة "حماس" بالضاحية الجنوبية لبيروت. 3 يناير 2023 - REUTERS
آثار الدمار على المبنى الذي استهدفته إسرائيل وكان يضم مكتباً لحركة "حماس" بالضاحية الجنوبية لبيروت. 3 يناير 2023 - REUTERS
دبي/ بيروت -الشرق

قال مصدر أمني لبناني لـ"الشرق"، الخميس، إن تحقيقات الأجهزة الأمنية والمعاينات الميدانية لموقع استهداف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، صالح العاروري، و6 من كوادر وقيادات الحركة، في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، أظهرت أن الاستهداف تم بـ"طائرة حربية إسرائيلية، وليس من طائرة مسيرة".

وأشار المصدر، إلى أن "ما يثبت ذلك دقة الإصابة وحجم الصواريخ التي قُصف بها الموقع"، لافتاً إلى أن "الطائرة المسيرة لا يمكن أن تحمل 6 صواريخ يزن الواحد منها 200 كيلو جرام".

وذكر المصدر، أن "الطائرة أطلقت 6 صواريخ، اخترق 2 منها الطابق الرابع للمبنى، أي السطح وصولاً إلى الطابق الثالث والثاني حيث كان الاجتماع منعقداً بين العاروري وعدد من كوادر (حماس) "، مبيناً أن "الصاروخين لم ينفجرا فيما تم استهداف سيارة مرافقي العاروري التي كانت متوقفة أمام المبنى بصاروخين".

صورة للدمار الذي خلفته ضربة بمسيّرة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت. 2 يناير 2024
صورة للدمار الذي خلفته ضربة إسرائيلية لاغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية ببيروت. 2 يناير 2024 - REUTERS

واغتالت إسرائيل، مساء الثلاثاء، صالح العاروري، وعدد من مرافقيه، بصواريخ استهدفت مكتباً لحركة "حماس" في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأسفرت الغارة عن مصرع العاروري و6 من كوادر وقيادات "حماس"، وأحدثت دماراً كبيراً في المبنى المستهدف، وعدد من السيارات التي كانت متوقفة بالمنطقة، منها سيارة تم استهدافها بشكل مباشر.

عملاء على الأرض

ووصف المصدر، الاستهداف، بأنه "اختراق أمني"، مضيفاً أن "البناية التي كان المكتب بداخلها، لم تكن منجزة، الأمر الذي يؤكد أن هناك عملاء أعطوا إحداثيات ما مكّن الطائرة المعادية من إنجاز مهمتها بدقة".

عناصر من الأمن اللبناني يتفقدون سيارات متضررة في محيط المبنى الذي يقع فيه مكتب حركة 'حماس' في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي قُتل فيه نائب زعيم الحركة صالح العاروري في بيروت. 03 يناير 2024
عناصر من الأمن اللبناني يتفقدون سيارات متضررة في محيط المبنى الذي يقع فيه مكتب حركة 'حماس' في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي اغتيل فيه نائب زعيم الحركة صالح العاروري في بيروت. 03 يناير 2024 - AFP

ويمثل هذا الهجوم أول عملية "اغتيال" مستهدف لمسؤول في "حماس" خارج الأراضي الفلسطينية منذ الهجوم الذي شنته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

وفي حين لم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي على الهجوم، إلا أنه أعلن ليلة الاغتيال، تعزيز جبهته الشمالية، واستعداده لأي سيناريو.

وجاء الاغتيال قبل أيام من دخول الحرب الإسرائيلية على غزة، شهرها الرابع، وعززت المخاوف من اتساع نطاق الصراع إلى خارج غزة ليشمل الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وحرب مع "حزب الله" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وممرات الشحن في البحر الأحمر.

"حزب الله" يتوعد 

وتوعّد الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، الأربعاء، بـ"الرد والعقاب" على اغتيال إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وسط تأكيدات الجيش الإسرائيلي على "استعداده القوي جداً" في الحدود الشمالية مع لبنان.

ووصف الأمين العام لـ"حزب الله" قتل العاروري، بأنه "جريمة كبيرة وخطيرة، ولا يمكن السكوت عليها"، محذراً تل أبيب من شنّ حرب على لبنان، وقال: إن "قتال الحزب حينها سيكون بلا ضوابط".

وفي المقابل، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، الحدود الشمالية المحاذية للبنان، الأربعاء، بهدف "تقدير الموقف مع قائد المنطقة الشمالية، أوري جوردين، وقائد الفرقة 210، تسيون راتسون، وقادة الألوية وكتائب الاحتياط التي تتولى حماية المنطقة"، حسبما ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس".

وقال هليفي خلال الزيارة: "إننا على استعداد قوي جداً في شمال البلاد، حسب الانطباع الحاصل لديّ، علماً بأنني أقوم بزيارات كثيرة للمنطقة"، معرباً عن اعتقاده بأن "درجة الاستعداد على أشدّها".

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي، ماثيو ميلر، أعرب، الأربعاء، عن قلق الولايات المتحدة من احتمال انتشار الصراع في غزة إلى جبهات أخرى بعد اغتيال العاروري.

تصنيفات

قصص قد تهمك