رغم الصعوبات.. هجمات الحوثيين تدفع واشنطن نحو تحركات "عالية المخاطر" في اليمن

مسلحون حوثيون أمام السفينة التجارية جالاكسي ليدر التي استولوا عليها قبالة ساحل اليمن. 5 ديسمبر 2023 - Reuters
مسلحون حوثيون أمام السفينة التجارية جالاكسي ليدر التي استولوا عليها قبالة ساحل اليمن. 5 ديسمبر 2023 - Reuters
دبي -الشرق

درست الولايات المتحدة وحلفاؤها، توجيه ضربات للمسلحين الحوثيين في اليمن بعد مطالبتهم إما بوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر أو مواجهة إجراءات غير محددة. 

وحذرت واشنطن وعشرات الدول هذا الأسبوع من أن الحوثيين المدعومين من إيران "سيتحملون مسؤولية العواقب" إذا استمروا في هجماتهم في شريان التجارة البحرية الحيوي.  

وفسر العديد من الخبراء العسكريين والبحريين الذين أجرت "بلومبرغ" مقابلات معهم، هذا الأمر على أنه تهديد بضربات وشيكة ضد الجماعة، على الرغم من أن مثل هذه الخطوة تنطوي على خطر جعل الأمور أسوأ، لذلك من المحتمل أيضاً اتخاذ إجراءات محدودة. 

وتشمل التحديات احتمال حدوث المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، مع تصاعد التوترات بالفعل؛ بسبب حرب إسرائيل على غزة. ويتعين على الرئيس الأميركي جو بايدن أيضاً النظر في تأثير الصراع خلال عام الانتخابات. 

ويقول نيك تشايلدز، زميل بارز لشؤون القوات البحرية والأمن البحري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إنه في ضوء الحوادث التي تعرضت لها سفن في البحر الأحمر والمنطقة الأوسع في الأسابيع الأخيرة، سيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها "اختيار الخيارات المبررة، والتي تستهدف قدرة الحوثيين على مواصلة تعطيل الملاحة في البحر الأحمر مع تجنب التورط في صراع إقليمي". 

ووفقاً لأكثر من عشرة أشخاص قابلتهم "بلومبرغ" بمن فيهم خبراء في الشأن اليمني، والشحن والدفاع والأمن، تشمل هذه الخيارات ما يلي:

ضربات مستهدفة 

وستركز هذه الضربات على القضاء على قدرة الحوثيين على إطلاق الصواريخ الباليستية على السفن وممرات الشحن أو إضعافها من خلال ضرب مواقع الإطلاق والرادارات ومستودعات الصواريخ وغيرها من البنى التحتية الداعمة والخدمات اللوجستية.

 ومنذ منتصف نوفمبر، أطلق الحوثيون أكثر من 100 طائرة مسيرة وصاروخ باليستي في عشرين هجوماً منفصلاً، وفقاً لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون". وتم استهداف أكثر من 15 سفينة. 

ومع ذلك، فإن هذا النهج يترك للحوثيين وسائل أخرى مثل الطائرات المسيرة والألغام البحرية والزوارق السريعة الهجومية، في حين يخاطرون بتصعيد الوضع أكثر، أي تصعيد المعركة مع المسلحين اليمنيين التي يمكن أن تجذب داعميهم الإيرانيين، بحسب "بلومبرغ". 

وقال زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، في خطاب ألقاه الشهر الماضي: "ما كنا نتوق إليه منذ اليوم الأول هو أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين العدو الأميركي والإسرائيلي". 

هجوم كبير 

تُفضل معظم الفصائل اليمنية التي تقاتل الحوثيين منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء قبل ما يقرب من عقد من الزمان، انتقاماً قوياً.  

ويشمل ذلك إعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين، واستهداف مواردهم المالية، وشن عمل عسكري أوسع إذا لزم الأمر. ويقول البعض إن طرد الحوثيين من مدينة الحديدة الساحلية هو السبيل الوحيد لإعادة الهدوء إلى البحر الأحمر.

وبحسب "بلومبرغ"، يجب أن يشمل أي عمل عسكري كبير ضد الحوثيين، الداعمين الإقليميين الرئيسيين لمجلس القيادة الرئاسي وهما السعودية والإمارات. وفي الوقت الحالي، لا ترغب الدولتان، وخاصة الرياض، في إعادة إشعال الصراع الذي كانا يبذلان قصارى جهدهما لإطفائه. 

مرافقة السفن 

وثمة خيار آخر يتمثل في توسيع تفويض عملية "حارس الازدهار" بشكل كبير، وهي عملية عسكرية بقيادة الولايات المتحدة بدأت الشهر الماضي، لتشمل مرافقة السفن في المنطقة الواقعة بين خليج عدن والقسم الجنوبي من البحر الأحمر، على غرار ما فعله حلف شمال الأطلسي "الناتو" قبل 15 عاماً في ذروة أزمة القراصنة الصوماليين. 

ولكن على عكس القراصنة الصوماليين، يمتلك الحوثيون موارد عسكرية كبيرة والمنطقة التي يهددونها شاسعة نسبياً، لذلك سيتطلب ذلك عدداً كبيراً من السفن الحربية المزودة بأنظمة دفاع جوي متقدمة.  

كما أن العديد من الدول، وخاصة العربية الإقليمية، مترددة في الانضمام نظراً لادعاءات الحوثيين بأن هجماتهم تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، وفقاً لتشايلدز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

 وتشكل الخدمات اللوجستية، مهمة شاقة أيضاً. وهناك في المتوسط حوالي 250 سفينة تعبر البحر الأحمر في أي لحظة، وسيتعين على شركات الشحن القيام بتخطيط وتنسيق كبيرين للوصول إلى قوافل المرافقة، حسبما ما قال آمي دانيال، الرئيس التنفيذي لشركة Winward، وهي شركة ذكاء اصطناعي بحرية. 

حلول دبلوماسية 

يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن يحذوا حذو السعودية، التي عملت بجد لإقناع الحوثيين بالالتزام بوقف دائم لإطلاق النار وخطة سلام تشرف عليها الأمم المتحدة من خلال تقديم حوافز مالية. 

لكن ماجد المذحجي، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، يقول إن المشكلة هي أن تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر كشفت عن القيود الشديدة لـ "مفهوم الاستقرار" الذي سعى السعوديون إلى صياغته مع الجماعة. 

وعلى عكس السعودية، فإن الولايات المتحدة لديها اعتبارات أخرى. 

ويقول توربيورن سولتفيدت، المحلل الرئيسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة Verisk Maplecroft ومقرها لندن إن هجمات الحوثيين كانت "إلى حد ما بمثابة ضربة للنظام الذي تقوده الولايات المتحدة للحفاظ على البحار المفتوحة الذي كان موجوداً منذ عقود". 

تصنيفات

قصص قد تهمك