"ميرسك" تقاطع البحر الأحمر مجدداً وتتجه إلى رأس الرجاء الصالح

time reading iconدقائق القراءة - 5
سفينة تابعة لشركة "ميرسك" الدنماركية تبحر بالقرب من هولندا. 15 يوليو 2018 - REUTERS
سفينة تابعة لشركة "ميرسك" الدنماركية تبحر بالقرب من هولندا. 15 يوليو 2018 - REUTERS
دبي -الشرق

أعلنت شركة "ميرسك" الدنماركية العملاقة للشحن، الجمعة، تحويل مسار سفنها بعيداً عن البحر الأحمر، نحو طريق رأس الرجاء الصالح الأطول، في ثاني قرار تتخذه منذ تصاعد الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في اليمن على السفن الإسرائيلية أو المتجهة إليها.

وقالت الشركة في بيان على موقعها الرسمي إن "السفن كلها التي كان من المقرر أن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، تقرر تحويل مسارها إلى الجنوب حول رأس الرجاء الصالح في المستقبل القريب"، مشيرة إلى أن "كل المعلومات المتوافرة تؤكد أن الخطر الأمني في البحر الأحمر يبقى عند مستوى مرتفع بشكل ملحوظ".

وأضافت أن الوضع يتطور باستمرار، ويظل متقلباً للغاية، وجميع المعلومات الاستخبارية المتاحة تؤكد أن الأخطار الأمنية لا تزال عند مستوى مرتفع بشكل ملحوظ، ولذلك قررنا تحويل جميع السفن التي كان مقرراً أن تعبر البحر الأحمر، جنوباً نحو رأس الرجاء الصالح".

وكانت أكثر من 30 سفينة حاويات تابعة للشركة تستعد للمرور من قناة السويس عبر البحر الأحمر، لكن تزايد هجمات الحوثيين دفع الشركة إلى تحويل مسارها نحو رأس الرجاء الصالح في إفريقيا.

وفي 19 ديسمبر، أعلنت "ميرسك" تحويل السفن المتوقفة مؤقتاً حول رأس الرجاء الصالح لأسباب تتعلق بالسلامة، وقررت إخضاع الخدمات المستقبلية لتقييم أمني بهدف تحديد الطوارئ الضرورية، في ضوء الأخطار والتأخيرات والصعوبات المرتبطة بالعبور في البحر الأحمر عند خليج عدن، قبل أن تتراجع في وقت لاحق، وتعيد سفنها إلى البحر الأحمر.

وأسقطت قوات التحالف الدولي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر "حراس الازدهار" بقيادة الولايات المتحدة، 19 طائرة مسيرة وصاروخاً أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن خلال أقل من شهر، فيما وقع 25 هجوماً على السفن في البحر الأحمر منذ 18 نوفمبر الماضي، حسبما أعلنت قيادة التحالف.

وفي وقت سابق قال مسؤولون أميركيون إن الجيش الأميركي أعدّ "خيارات" لضرب جماعة الحوثي، بعد أن وجهت الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء رئيسيون "تحذيراً أخيراً" لحث الحوثيين على وقف الهجمات، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".  

ووصف البيان الذي أصدرته أكثر من 12 دولة، هجمات الحوثيين المستمرة في البحر الأحمر بأنها "غير قانونية وغير مقبولة، وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل كبير"، محذراً من أن الحوثيين "سيواجهون عواقب وخيمة إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية بالمنطقة".

 عمليات تكتيكية

وقال مسؤولون أميركيون لـ "وول ستريت جورنال"، إن الجيش الأميركي أعدّ "خيارات" لضرب الجماعة المتمردة، موضحين أنه إذا استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأخرى القوة، فإن قائمة الأهداف المحتملة ربما تتضمن "منصات إطلاق الصواريخ المضادة للسفن والطائرات المسيرة"، واستهداف البنية التحتية مثل "منشآت الرادار الساحلية ومرافق تخزين الذخائر".  

وفي سياق متصل، قال مسؤول بريطاني، الخميس، إن تحرك قوات التحالف ضد الحوثيين الذين يتمركزون في اليمن، أمر محتمل إذا لم يستجيبوا لهذا التحذير. وقال المسؤول، الذي تحدث لـ"بلومبرغ"، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إدارة بايدن أثارت هذا الاحتمال. لافتاً إلى أن المملكة المتحدة أشارت إلى أنها ستفضل عمليات تكتيكية صغيرة نسبياً لتقويض قدرات الحوثيين.

وبات عدد من شركات الشحن الكبرى يسلك طريقاً أطول وأكثر تكلفة حول الطرف الجنوبي لقارة إفريقيا لتجنب تهديد الحوثيين، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار قصيرة الأجل لشحن الحاويات.

وقال موقع "Freightos"، وهو منصة حجز ودفع البضائع، الأربعاء، إن السعر الفوري لشحن البضائع في حاوية بطول 40 قدماً من آسيا إلى شمال أوروبا يتجاوز الآن 4 آلاف دولار، بزيادة 173% عما كان عليه قبل التحول إلى طريق رأس الرجاء الصالح، منتصف ديسمبر، وفق "بلومبرغ".

تصنيفات

قصص قد تهمك