استأنفت الولايات المتحدة والصين، الثلاثاء، المحادثات العسكرية المباشرة، والتي تم تجميدها بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان في صيف عام 2022، وهو تطور قال مسؤولون أميركيون إنه "أساسي" لمنع تحول المنافسة بين القوتين العظميين إلى "صراع مباشر".
وناقش مسؤولون عسكريون من البلدين خلال اجتماع في البنتاجون، جدول الاجتماعات المقبلة، بما في ذلك احتمال جدولة لقاء بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ونظيره الصيني المعين حديثاً دونج جون، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
ويتواجد أوستن حالياً في المستشفى للعلاج من مضاعفات خضوعه للجراحة من سرطان البروستات.
وتم تعيين دونج، وهو قائد بحري سابق، في أواخر ديسمبر الماضي وزيراً للدفاع، بعد إقالة سلفه لي شانج فو من منصبه.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزير الدفاع الصيني السابق في عام 2018؛ بسبب صفقة أسلحة روسية. وبعد تعيينه وزيراً للدفاع في مارس 2023، لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات.
ولم يقم أي وزير دفاع أميركي بزيارة الصين، منذ زيارة الوزير السابق جيم ماتيس في عام 2018.
وتأتي الاجتماعات المباشرة، الثلاثاء، في أعقاب مكالمة هاتفية بين الجنرال تشارلز براون، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، ونظيره الصيني الجنرال ليو زينلي، قبل عدة أسابيع، والتي كانت بمثابة أول اتصالات عسكرية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين منذ أغسطس 2022.
"مخاوف سياسية"
وترأس الوفد الصيني في اجتماع، الثلاثاء، بالبنتاجون، اللواء سونج يانتشاو، نائب مدير اللجنة العسكرية المركزية للتعاون العسكري الدولي. والتقى الجنرال الصيني بمايكل تشيس، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الصين وتايوان ومنغوليا.
وعلى الرغم من أن المحادثات التي تستمر يومين إدارية بطبيعتها، إلا أنها تسمح للجانبين بإثارة المخاوف السياسية بين البلدين.
وقال البنتاجون إن تشيس "تحدث عن سلامة العمليات العسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتزام الولايات المتحدة بسياسة الصين الواحدة طويلة الأمد، والتي تسترشد بقانون العلاقات مع تايوان".
وأكد البنتاجون حرصه على "الانخراط في مناقشات نشطة مع نظرائه في الصين بشأن الالتزامات المستقبلية بين مسؤولي الدفاع والجيش للبلدين، وعلى مستويات متعددة".
وتم التوصل إلى اتفاق استئناف المحادثات العسكرية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج خلال قمتهما في سان فرانسيسكو نوفمبر الماضي.
"اختلافات كبيرة بين جيشي أميركا والصين"
وفي مؤتمر صحافي قبل الاجتماعات، قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير لـ"أسوشيتد برس"، إنه "رغم أن استئناف المحادثات يعد علامة جيدة، إلا أننا واضحون أن هناك اختلافات كبيرة لا تزال قائمة بين الجيشين، بما في ذلك تداعيات تحرك الصين نحو إعادة التوحيد مع تايوان، الأمر الذي قد يلزم الولايات المتحدة مساعدة تايبيه في الدفاع".
وأثارت زيارة بيلوسي إلى تايوان في عام 2022 غضب الصين، التي تعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وترى أن زيارات المسؤولين الحكوميين الأجانب إليها يعد بمثابة اعتراف بسيادة تايوان.
وبيلوسي كانت أعلى مسؤولة أميركية تزور تايوان منذ 25 عاماً.
وعلى مدى العامين الماضيين، واجه البنتاجون صعوبة متزايدة في الاتصال بالجيش الصيني مع الارتفاع الحاد في عدد عمليات الاعتراض بين الطائرات والسفن الأميركية والصينية.
ووفقاً لأحدث تقرير للبنتاجون حول القوة العسكرية الصينية، فإن بكين "ألغت أو تجاهلت" الاتصالات العسكرية والاجتماعات مع البنتاجون خلال العامين الماضيين.
وحذر التقرير من أن عدم وجود مثل هذه المحادثات "يزيد من خطر وقوع حادث عملياتي أو سوء تقدير يتصاعد إلى أزمة أو صراع".