مسؤولون: مؤشرات على خطط لاستهداف الرعايا والدبلوماسيين الأميركيين بالشرق الأوسط

"تحذيرات استخباراتية" من هجمات محتملة لـ"حزب الله" على الأراضي الأميركية

أحد عناصر قوات المارينز فوق مقر السفارة الأميركية في بغداد. 31 ديسمبر 2019 - AFP
أحد عناصر قوات المارينز فوق مقر السفارة الأميركية في بغداد. 31 ديسمبر 2019 - AFP
دبي -الشرق

أشار مسؤولون أميركيون، إلى "خطر متفاقم" من قيام "حزب الله" اللبناني، باستهداف الأميركيين في منطقة الشرق الأوسط، واحتمال أن "تمتد ضربات الحزب إلى العمق الأميركي (في الأراضي الأميركية)"، وفقاَ لما نقلته مجلة "بوليتيكو"، عن أربعة مسؤولين وصفتهم بأنهم "مطلعون على معلومات استخباراتية". 

ورجح المسؤولون، أن تستهدف الجماعة المسلحة المدعومة من إيران "الأميركيين في منطقة الشرق الأوسط أولاً"، بحسب المجلة. 

وأضاف مسؤولان أن الوكالات الاستخباراتية الأميركية، تقوم حالياً بجمع معلومات عن "حزب الله"، تشير إلى أنه "قد يفكر في مهاجمة كل من القوات والدبلوماسيين الأميركيين في الخارج".

وأوضح المسؤولون، الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم، لتناولهم معلومات استخباراتية حساسة، في تصريحات للمجلة، أن فرصة مهاجمة "حزب الله" للأراضي الأميركية "تتفاقم" أيضاً مع تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وقال أحد المسؤولين إن "حزب الله قد يعول على قدراته (...) لوضع عناصره في المواقع المواتية للقيام بشيء ما"، في إشارة إلى هجوم محتمل على الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن "الأمر يدعو للقلق". تشير "بوليتيكو".

ورفض المسؤولون تفصيل نوع الهجمات التي قد يشنها "حزب الله"، ولكنهم أكدوا أن المجموعة المدعومة من إيران "لديها قدرات غير متوافرة لجماعات إرهابية أخرى بالمنطقة".  

واعتبر المسؤولون أن عناصر "حزب الله"، يستلهمون تكتيكات "داعش" أو "القاعدة"، "ولكنهم ليسوا أعضاء مباشرين في هذه الجماعات الإرهابية"، التي نفذت عمليات "ذئاب المنفردة" في الولايات المتحدة وأوروبا، وأضافوا  أن "حزب الله"، "لديه شبكة عالمية مترامية تسمح له باستخدام مقاتليه ونشطائه لتنفيذ هجمات في الداخل الأميركي".

"ضربة لإدارة بايدن"

وأكد المسؤولون الأميركيون، أن "أياً من السيناريوهين"، سواء شن الهجمات داخل الولايات المتحدة، أو على القوات والدبلوماسيين خارجها، سيكون بمثابة "ضربة قوية لإدارة بايدن"، التي تسعى جاهدة إلى منع اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على غزة، وتحولها إلى صراع إقليمي، وإبعاد القوات الأميركية عن أتون المعركة.

ورجحوا أن "هذه السيناريوهات ستعيد واشنطن إلى المسرح الشرق أوسطي، في وقت تحاول فيه تركيز موارد أمنها القومي على مواجهة الصين وروسيا

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن مجلس الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب الأميركيين "رفضوا التعليق". ولكن مسؤولين رفيعين في إدارة بايدن قالوا علناً بعد 7 أكتوبر، إن الإدارة تعتقد أن إيران ووكلاءها "لا يسعون إلى توسيع الصراع إلى حرب إقليمية، أو إلى مواجهة مع الولايات المتحدة".  

وأدلى مسؤولون استخباراتيون رفيعون في الأشهر الأخيرة، بشهادات حول التهديدات التي يفرضها حزب الله، وقالوا إن الجماعة تمتلك قدرات خاصة لتنفيذ هجمات إرهابية في الخارج، وإن دوافعها لضرب الولايات المتحدة ازدادت في أعقاب الضربة التي وجهتها إدارة ترمب في عام 2019، وأسفرت عن قتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني.  

وقال كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، في جلسة استماع بالكونجرس في 15 نوفمبر، إن "عمليات اعتقال الأفراد في الولايات المتحدة الذين يُزعم أنهم على صلة بالذراع الإرهابي الرئيسي لحزب الله في الخارج وبجهود جمع المعلومات الاستخباراتية تُظهر اهتمام حزب الله بأنشطة التخطيط للطوارئ على المدى الطويل هنا في الولايات المتحدة".

"توترات عارمة في المنطقة"

وتعرضت القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بالفعل إلى هجمات من قبل العديد من الجماعات الأخرى التي تعمل بالوكالة عن إيران، ومن بينها "حركة النجباء"، وهي جماعة عراقية شبه عسكرية.  

وشنت هذه الميليشيات ما لا يقل عن 127 هجوماً على القوات الأميركية في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر. ومطلع الشهر الجاري نفذ سلاح الجو الأميركي غارة بالطائرات المسيرة في بغداد، استهدفت عضواً بارزاً في الميليشيا.  

ولم يتضح بعد إلى أي مدى ينسق حزب الله اللبناني، مع الجماعات الأخرى، ولكن مسؤولين استخباراتيين رفيعين في واشنطن قرروا أن "الحزب يتبنى نفس الأهداف المتمثلة في زعزعة الوضع العسكري الأميركي في المنطقة واغتنام الفرص لضرب القوات الأميركية". 

ورغم ذلك، لا يزال "حزب الله" يتجنب "حتى الآن" شن هجمات "كبيرة" على إسرائيل أو القوات الأميركية منذ اندلاع الصراع الأخير، وفقاً لـ"بوليتيكو"، التي أشارت إلى أن الجماعة لديها تاريخ "حافل" في "استهداف الأميركيين والمصالح الأميركية في الخارج".  

ففي عامي 2011 و2012، أشارت تقارير إلى أن اثنين من عناصر حزب الله المقيمين في الولايات المتحدة قاما بمراقبة أهداف أميركية وإسرائيلية في بنما ونيويورك، حسبما نقلت "بوليتيكو".

كما هاجمت منظمة الجهاد الإسلامي، التي أصبحت فيما بعد جزءًا من حزب الله، السفارة الأميركية في بيروت عام 1983، ما أودى بحياة 63 شخصاً.  

وقال أحد المسؤولين لـ "بوليتيكو"، إن وزارة الخارجية الأميركية "عززت إجراءات الأمن" في سفارتها في بيروت في الأسابيع الأخيرة لمنع أي هجوم على الدبلوماسيين المقيمين في لبنان.

وقال أندرو تابلر، الذي شغل منصب المبعوث الخاص بسوريا في مكتب وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى في إدارة ترمب، لـ "بوليتيكو"، إن "الجبهة اللبنانية جاهزة لركلة البداية، وهذه الميليشيات الإيرانية تتربص بالولايات المتحدة في شرق سوريا والعراق".  

وأضاف أنه "من المثير أن كل ذلك يحدث في الخلفية والناس يركزون على مسرح غزة، ولكن الحرب في واقع الأمر أكبر من ذلك بكثير".

وقالت مديرة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، كريستي أبي زيد، خلال جلسة استماع في الكونجرس في أكتوبر الماضي، إن "إيران وحزب الله ووكلاءهما المرتبطين بهما يحاولون وضع مقياس لأنشطتهم بتجنب الأعمال التي تفتح جبهة ثانية مكثفة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، بينما لا يزالون يحددون التكاليف في خضم الصراع الحالي".  

وأضافت أن "هذا مسار جيد يمكن أن تسير فيه، وفي السياق الإقليمي الحالي، فإن أعمالهم تنطوي على احتمالية سوء التقدير والحسابات الخاطئة". 

وقال اثنان من المسؤولين الأميركيين لـ "بوليتيكو"، إن المسؤولين الأميركيين يعملون في الكواليس لتهدئة التوترات، ولإبقاء القوات الأميركية بعيداً عن أتون المعركة.  

وساندت الإدارة الأميركية خطة من شأنها إبعاد قوات حزب الله عن الحدود الشمالية الإسرائيلية، ما يسمح لآلاف الإسرائيليين الذين فروا من القتال بالعودة إلى منازلهم. ولكن أحد المسؤولين الأميركيين قال لـ "بوليتيكو" إن المحادثات توقفت في الأيام الأخيرة. 

مساع لخفض التوتر على الجبهة اللبنانية

وبينما تبقى التوترات بين إسرائيل و"حزب الله" محصورة حتى الآن في نطاق المناوشات على طول الحدود، قال أحد المسؤولين الأميركيين لـ "بوليتيكو"، إن هناك مخاوف من أن ترد الجماعة بقوة أكبر، ما لم تقم إسرائيل بالمزيد من الإجراءات لتقليل الخسائر البشرية في غزة.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي، عن مسؤولين إسرائيليين أن المبعوث الأميركي للبنان آموس هوكستين، أكد خلال محادثات أجراها في تل أبيب مؤخراً، على أنه من شأن انتقال الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة العمليات منخفضة الشدة في قطاع غزة، المساعدة في خفض التوتر مع لبنان.

وقال الموقع نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين لم يكشف أسماءهم، إن هوكستين اقترح على إسرائيل أن تصدر بياناً رسمياً تعلن في الانتقال لهذه المرحلة.

وأضاف أيضاً أن هوكستين أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برغبته في بدء مفاوضات غير مباشرة حول ترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان فور انتهاء المناوشات الحالية بين إسرائيل وحزب الله، مشيراً إلى رغبته في إجراء مفاوضات شبيهة بتلك التي انتهت باتفاق حول الحدود البحرية العام الماضي.

ونقل الموقع عن المسؤولين الإسرائيليين القول إن إسرائيل لا تعارض إجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية مع لبنان.

تصنيفات

قصص قد تهمك