أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج أمام أبرز شخصيات العالم في السياسة والأعمال في دافوس، الثلاثاء، بأن الحواجز التجارية "التمييزية" تمثّل تهديداً للاقتصاد العالمي، في إشارة واضحة للولايات المتحدة.
جاءت تصريحات تشيانج فيما ينشغل المشاركون في النسخة الـ54 للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينعقد سنويا بمجموعة من المخاطر التي يواجهها العالم، لا سيما حربا أوكرانيا وقطاع غزة والتغيّر المناخي والتطوّر السريع للذكاء الاصطناعي.
كما حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرّة الأولى منتدى دافوس الاقتصادي الذي يضمّ زعماء سياسيين وشخصيات ورجال أعمال من حول العالم في إطار سعيه لحشد الدعم في نزاع بلاده المتواصل منذ عامين مع روسيا.
وسيكون تشيانج وزيلينسكي من بين 60 رئيس دولة وحكومة يحضرون منتدى دافوس بينهم قادة من دول الشرق الأوسط، إلى جانب 800 رئيس تنفيذي. ويصل عدد المشاركين في المنتدى 2800.
وتأتي مشاركة تشيانج في إطار توتر متصاعد بعد انتخابات تايوان التي فاز فيها الرئيس لاي تشينج تي، ولا تعترف بكين بتايوان كدولة.
لكن المسؤول الصيني الأرفع الذي يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي منذ العام 2017 لم يتطرّق إلى الانتخابات، وفضّل بدلاً من ذلك التركيز على التجارة واقتصاد بلاده والذكاء الاصطناعي.
عداء يتراكم
وأشار إلى أن "تدابير تجارية واستثمارية تمييزية جديدة" تظهر كل عام و"أي عقبات أو عراقيل يمكن أن تبطئ أو توقف عجلة الاقتصاد العالمي".
وارتفع منسوب التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وهو أمر تواصل في عهد الرئيس جو بايدن.
وفي أكتوبر، أعلنت الولايات المتحدة تشديد القيود على صادرات الشرائح الإلكترونية المتطورة المخصصة للذكاء الاصطناعي، ما أثار حفيظة بكين.
في الأثناء، أطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقاً في الدعم الذي تقدّمه الدولة الصينية لقطاع تصنيع المركبات الكهربائية.
وقال تشيانج "هناك أمثلة عديدة على تقويض مزاجية طرف واحد الثقة المتبادلة مع الآخرين"، من دون أن يذكر دولة بعينها. لكن لطالما اشتكت الشركات الأميركية والأوروبية من العقبات التي تواجهها في القيام بأي أعمال تجارية في أجواء قائمة على التكافؤ في الصين.
ويرافق تشيانج وزير التجارة الصيني وانج وينتاو وحاكم بنك الشعب الصيني وشخصيات عالية المستوى تمثّل وزارات أخرى بينها نائب وزير الخارجية ما جاوشو.
كييف.. أمام "مرحلة صعبة"
وصعد زيلينسكي على منصة القمة، واستغل المناسبة لإدانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وصفه بأنه "مفترس" وشدد على أنه سيواصل غزو أوكرانيا حتى وإن توقف القتال على خط الجبهة.
واستُقبل زيلينسكي بتصفيق حار، ووقف الحاضرون لدى دخوله اجتماعاً مغلقاً تحت عنوان "رؤساء تنفيذيون من أجل أوكرانيا" شارك فيه رؤساء شركات على غرار "بنك أوف أميركا" و"سيمنس للطاقة" وغيرها.
ولم يُسمح للإعلاميين بدخول القاعة. وتوجّه زيلينسكي للمنتدى في السابق بخطاب عبر الفيديو.
لكن كييف تحاول جاهدة ضمان عدم تراجع الدعم من حلفائها في ظل أكبر حرب تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لا سيما أن انتباه العالم انصرف مؤخراً إلى الشرق الأوسط حيث تسود مخاوف من إمكانية اتساع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
ويعرقل الجمهوريون في الكونجرس الأميركي تجديد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، وتشعر كييف وحلفاؤها بالقلق من تراجع الدعم في حال فاز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية في وقت لاحق هذا العام.
وسيعقد قادة الاتحاد الأوروبي محادثات الشهر المقبل في مسعى لإقرار حزمة دعم لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو (55 مليار دولار) استخدمت المجر في ديسمبر حق النقض لمنع تمريرها.
وأكدت مبعوثة الولايات المتحدة الخاصة لإعادة بناء اقتصاد أوكرانيا بيني بريتزكر الاثنين أن البلاد أمام "مرحلة صعبة"، وأقرّت بوجود "قدر كبير من الضبابية، نظرا إلى أن الأمر مرتبط بالمساعدات الأميركية والأوروبية".
وقالت "أريد أن أقدّم تطمينات للأوكرانيين بأن الشعب الأميركي وأميركا لن يتخلوا عنكم، رغم أن السياسة والديموقراطية لدينا يمكن أن تكون شديدة التعقيد".