محادثات خطة السلام الأوكرانية في دافوس تنتهي "دون التوصل إلى نتائج"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الاجتماع الرابع لمستشاري الأمن القومي NSA في دافوس لبحث صيغة السلام الأوكرانية. 14 يناير 2024 - AFP
الاجتماع الرابع لمستشاري الأمن القومي NSA في دافوس لبحث صيغة السلام الأوكرانية. 14 يناير 2024 - AFP
دبي -الشرق

انتهى اجتماع مستشاري الأمن القومي في مدينة دافوس، الذي خصّص لمناقشة خطة السّلام في أوكرانيا دون التوصل إلى نتائج ملموسة للمضي قدماً في مساعي وقف الحرب، وذلك بسبب عدم رغبة أطراف النزاع في تقديم تنازلات إقليمية، في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس فولوديمير زيلينسكي للمشاركة في منتدى "دافوس"، الثلاثاء، حسبما نقلت "بلومبرغ" الأميركية.

وكانت كييف تأمل أن يساعد الاجتماع، الذي عقد قبل البداية الرسمية للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، في بناء الدعم لخطة السلام المكونة من 10 نقاط بين دول الجنوب العالمي، والتي كان الكثير منها متردداً في دعم كييف منذ الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير 2022.

وقال وزير الخارجية السويسري، إجنازيو كاسيس، الذي شارك في رئاسة الاجتماع، إن الاجتماع تناول النقاط المطروحة بشأن خطة السلام، "لكن لا أوكرانيا ولا روسيا -التي لم تتم دعوتها- مستعدة لتقديم تنازلات إقليمية"، مضيفاً أنه لم يتم تحديد موعد لعقد اجتماع آخر على مستوى القادة.

وفي مؤتمر صحافي، قال مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه ييرماك، إن المجتمعين في دافوس من حلفاء بلاده، "لم يضغطوا على كييف بشأن التنازل عن أراض لروسيا"، بعد عامين تقريباً من الغزو. وقال وزير الدفاع الأوكراني، رستم أوميروف، إن العودة إلى حدود عام 1991 "تظل الهدف الاستراتيجي لأوكرانيا، وسيشمل ذلك شبه جزيرة القرم"، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014.

وتهدف أوكرانيا إلى الاستفادة من التجمع السنوي للقادة السياسيين ورجال الأعمال في دافوس، والمقرر في الأسبوع الجاري، إلى تجديد الدعم وتسليط الضوء على معركتها ضد الغزو الروسي.

وحضر نحو 83 وفداً يمثلون الدول والمنظمات الدولية، الأحد، الاجتماع الرابع على مستوى مستشاري الأمن القومي، وهو جزء من سلسلة اجتماعات تعود إلى يونيو. وشمل ذلك 18 شريكاً من آسيا و12 شريكاً من إفريقيا، وفقاً لإفادات الاتحاد الأوروبي. ولم تحضر الصين، الحليف الرئيسي لروسيا.

وسيزور زيلينسكي العاصمة السويسرية برن، الاثنين، ودافوس، الثلاثاء، إذ من المتوقع أن يعقد اجتماعات ثنائية، ويلقي خطاباً خلال المنتدى. وستستضيف أوكرانيا أيضاً موائد مستديرة مع المستثمرين والمديرين التنفيذيين، تركز على إعادة الإعمار بعد الحرب واستخدام الأصول الروسية المجمدة.

ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه المساعدات المالية التي تخصصها بروكسل (الاتحاد الأوروبي) وواشنطن لأوكرانيا، والتي تقدر بأكثر من 100 مليار دولار، جموداً، وذلك وبعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا منذ أشهر في تحقيق اختراق في ساحة المعركة.

وقالت "بلومبرغ"، إن "ما يزيد من صرف انتباه النخبة العالمية عن المسألة الأوكرانية هو احتدام الصراع في منطقة الشرق الأوسط (حرب غزة)، وتزايد هجمات الحوثيين الموالين لإيران في البحر الأحمر، والتي قلبت التجارة العالمية رأسا على عقب، ناهيك عن احتمال إعادة انتخاب دونالد ترمب في وقت لاحق من هذا العام الجاري.

ووسط الأزمات العالمية المتضاعفة، يواصل زيلينسكي تصوير صيغة السلام الأوكرانية، التي وُضِعَت لأول مرة في أواخر عام 2022، كأساس لأي محادثات مع روسيا.

مشاركة روسيا

وقال وزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس، إن اجتماع الأحد، ربما يكون الأخير في الصيغة الحالية، مما يترك الخطوات التالية غير واضحة. وتعتقد بعض الدول أن الاجتماع على مستوى القادة الذي تأمل أوكرانيا في عقده، سيكون سابقاً لأوانه، بينما تريد دول أخرى إشراك روسيا في هذه العملية.

وفي الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى شحذ خطة أوكرانيا للرد على الغزو الروسي، وهو موضوع من المتوقع أن يُثار مع زيلينسكي في دافوس.

وسيدخل الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، عامه الثالث في 24 فبراير المقبل.

والشرط الرئيسي لصيغة السلام التي طرحها زيلينسكي هو الانسحاب الكامل للقوات الروسية، وهو مطلب رفضه الكرملين. فيما استبعدت أوكرانيا إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ندد بالاجتماعات التي عقدت في وقت سابق في الدنمارك والسعودية ومالطا، ووصفها بأنها "غير شرعية".

وذكرت "بلومبرغ" أن اجتماعاً سرياً أصغر حجماً عُقد في 16 ديسمبر بين أوكرانيا وحلفائها من مجموعة السبع ومجموعة من دول الجنوب العالمي لإجراء مناقشة أكثر حرية وصراحة. ولم يسفر هذا التجمع أيضاً، عن أي تقدم كبير، حيث قاومت أوكرانيا وحلفاؤها في مجموعة السبع دعوات دول الجنوب للتعامل مباشرة مع روسيا.

وبشكل منفصل قالت أوكرانيا، الأحد، إنها بدأت محادثات مع جارتها رومانيا بشأن الضمانات الأمنية. وأصبحت رومانيا الدولة التاسعة التي تجري محادثات أمنية ثنائية مع كييف.

تصنيفات

قصص قد تهمك