وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، بشكل مبدئي على فكرة تشكيل مهمة بحرية لحماية السفن التجارية من هجمات جماعة "الحوثي" اليمنية، في البحر الأحمر، حسب ما نقلت "رويترز" عن دبلوماسيين أوروبيين، وذلك بعد إطلاق مهمة بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة.
وأضاف الدبلوماسيون أن "اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد، وهي المعنية بالسياسة الخارجية والدفاعية للتكتل، قدمت دعمها المبدئي للمهمة التي ستتعاون مع شركاء يؤيدون الفكرة"، مشيرين إلى أن "الهدف هو تشكيل المهمة في موعد أقصاه 19 فبراير المقبل، على أن تبدأ العمل بعدها سريعاً".
وذكر الدبلوماسيون أن "وزراء الخارجية سيناقشون الأمر يوم 22 يناير الجاري".
وقالت تقارير غربية إن هذا الاقتراح الأوروبي يُدرس في بروكسل منذ أسابيع، قبل الضربات الأميركية والبريطانية التي استهدفت مواقع تابعة لـ"الحوثيين" أخيراً.
والعام الماضي، درس الاتحاد الأوروبي إمكان توسيع عملية "أتالانتا" المتمحورة على حماية الملاحة البحرية قبالة سواحل الصومال، لكن إسبانيا عطلت هذه المبادرة.
ويشن "الحوثيون" الذين يسيطرون على أجزاء من اليمن هجمات بواسطة صواريخ ومسيّرات منذ 19 نوفمبر قرب مضيق باب المندب الفاصل بين شبه الجزيرة العربية وإفريقيا، بحسب الجيش الأميركي.
وحول العديد من شركات الشحن مسارات سفنها بعيدا عن البحر الأحمر في أعقاب هجمات "الحوثي" التي تسيطر على مناطق كبيرة من اليمن. وتقول الجماعة إنها تتحرك تضامناً مع الفلسطينيين في الوقت الذي تشتد فيه الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة.
وأكدت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبلز، الأسبوع الماضي، أن بلادها لن تشارك في المهمة المرتقبة للاتحاد الأوروبي، قائلة: "لا نعرف حتى الآن ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سينشئ مهمة جديدة، لكن إذا حدث ذلك، فإن مدريد لن تشارك في البحر الأحمر، لأنها تشارك حالياً في 17 مهمة".
وأضافت الوزيرة الإسبانية في مؤتمر صحافي حينها: "موقف إسبانيا كان دائماً واضحاً جداً بشأن موضوع البحر الأحمر: إسبانيا لن تشارك".
وفي إيطاليا، نقلت "رويترز" عن مصدر حكومي الأسبوع الماضي، أن روما رفضت المشاركة في الضربات الأميركية البريطانية ضد "الحوثيين"، موضحاً أنها تفضل انتهاج سياسة "التهدئة" في البحر الأحمر.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الحكومة كانت ستحتاج إلى الحصول على موافقة البرلمان للمشاركة في أي عمل عسكري، ما يجعل الموافقة السريعة مستحيلة.
وكان وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو أبدى إحجاماً عن استهداف الحوثيين، قائلاً لـ"رويترز"، إنه يجب وقف عدوانهم دون إثارة حرب جديدة في المنطقة.
وحذر خبراء أوروبيون أن "ما يحدث في البحر الأحمر يبدو في الوقت الحالي، أنه لا يحمل عواقب على أسعار الطاقة والتضخم.. لكن يجب مراقبة هذا الأمر عن كثب، لأنّ هذه العواقب يمكن أن تتجسد في الأسابيع المقبلة".
ويرى بعض الخبراء أنّ الاقتصاد الأول في أوروبا سيبقى في حالة ركود هذه السنة، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الطلب العالمي وتكلفة الطاقة.