مساع أميركية لـ"إنهاء الحرب" في غزة استعداداً لعملية سياسية إقليمية

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يتحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في تل أبيب - 9 يناير 2024 - AFP
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يتحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في تل أبيب - 9 يناير 2024 - AFP
رام الله-محمد دراغمة

كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ"الشرق"، عن مساع أميركية حثيثة لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة تمهيداً لإطلاق عملية سياسية إقليمية تستند إلى حل الدولتين.

وأعلنت الإدارة الأميركية بأنها تسعى لحمل إسرائيل على إنهاء المرحلة الراهنة من الحرب، بما يضمن وقف استهداف المدنيين، والدخول في مرحلة جديدة تقوم على الاستهداف المركز ضد أهداف عسكرية لحركة "حماس"، قبل إنهاء الحرب كلياً، والشروع في عملية إعادة إعمار القطاع ضمن عملية سياسية إقليمية واسعة.

وقالت المصادر إن مسؤولين أميركيين من الخارجية والأمن يتواجدون في إسرائيل بصورة دائمة، ويجرون اتصالات على مختلف المستويات السياسية والبرلمانية والأمنية بهدف إنهاء الحرب، وتهيئة إسرائيل لعملية سياسية جديدة.

وأضافت المصادر القريبة من هذه الاتصالات، إن الإدارة الأميركية ترى أن هذه الحرب غير قابلة للحسم العسكري، مثلها في ذلك مثل أية حرب يخوضها جيش نظامي مع منظمات مسلحة، وأنها تشبه في بعض مستوياتها الحرب الأميركية في أفغانستان والعراق.

وقالت المصادر إن الخسائر البشرية الكبيرة التي لا تتوقف هي أحد دوافع هذا التوجه الأميركي، إضافة إلى القضايا المثارة أمام القضاء الدولي ضد إسرائيل على خلفية هذه الخسائر البشرية بين المدنيين، وتأثيرات هذه الخسائر والمآسي الإنسانية في غزة على مكانة واشنطن بصفتها الداعم العسكري والسياسي والمالي لإسرائيل، وتأثيراتها أيضاً على حملة الرئيس جو بايدن الانتخابية.

وحسب مصادر متطابقة، تسعى الإدارة الأميركية إلى إطلاق عملية سياسية مستندة على حل الدولتين، لتشمل مختلف الدول العربية.

استئناف المحادثات

واستأنف الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد قطيعة استمرت حوالي شهر.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية عن بايدن، قوله لنتانياهو في الاتصال الذي جرى بينهما مساء الجمعة، وهو الأول بين الزعيمين منذ الـ23 من ديسمبر الماضي: "إما أن يتذكرك التاريخ باعتبارك من رفض أي تعاون لإنهاء الصراع، والزعيم الذي حدث في عهده هجوم حماس في 7 أكتوبر، أو سيتذكرك باعتبارك الزعيم الذي ضمن أمن إسرائيل، ومنح للفلسطينيين دولة، وأقام السلام مع المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي".

وتواجه الإدارة الأميركية تحدياً كبيراً في مساعيها، في مقدمتها مواقف الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم في إسرائيل، الذي يعمل العديد من أعضائه على ضم الضفة الغربية، ويفضلون هذا الخيار على أي مشروع سلام مع الدول العربية والإسلامية.

وتقول بعض المصادر إن مسؤولين أميركيين يجرون اتصالات مع أعضاء في مجلس النواب الإسرائيلي (الكنيست) ومع قادة أحزاب، في محاولة لإقناعهم بتشكيل ائتلاف حكومة يقبل الحل السياسي مع الفلسطينيين.

ويبدي الفلسطينيون مرونة كبيرة في سبيل التوصل إلى اتفاق ينهي الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها القدس الشرقية.

"حماس" وشروط المجتمع الدولي

وقال مسؤولون في حركة "حماس" لـ"الشرق"، إنهم مستعدون لقبول شروط المجتمع الدولي، في حال تمكن العالم من الضغط على إسرائيل للانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وإقامة دولة مستقلة عليها.

وتتمثل هذه الشروط في نبذ العنف، وتحويل المجموعات المسلحة إلى جيش الدولة، والاعتراف المتبادل بين الدولتين فلسطين وإسرائيل.

والجمعة، قال بايدن إن نتنياهو لا يعارض جميع حلول الدولتين، وأضاف ملمحاً إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح: "هناك عدد من الأنماط الممكنة إذ أن بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس لديها قوات مسلحة".

وأضاف بايدن أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليس مستحيلاً بوجود نتنياهو في السلطة، مضيفاً أنهما ناقشا الأمر، الجمعة.

تصنيفات

قصص قد تهمك