"نيويورك تايمز": إسرائيل هاجمت خطي أنابيب غاز رئيسيين في إيران

شخصان يحدقان في ألسنة اللهب الناجمة عن انفجار في موقع أحد الهجمات في محافظة جهار محال وبختیاري جنوب غرب إيران- فبراير 2024 - "أسوشيتد برس"
شخصان يحدقان في ألسنة اللهب الناجمة عن انفجار في موقع أحد الهجمات في محافظة جهار محال وبختیاري جنوب غرب إيران- فبراير 2024 - "أسوشيتد برس"
دبي-الشرق

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الجمعة، عن مسؤولين غربيين اثنين وخبير استراتيجي عسكري تابع للحرس الثوري الإيراني، أن إسرائيل نفذت هجمات سرية على اثنين من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الرئيسية في إيران هذا الأسبوع، ما أدى إلى تعطيل تدفق غاز التدفئة والطهي إلى المحافظات التي يسكنها ملايين الأشخاص.

وتُمثل هذه الهجمات، وفقاً للصحيفة، تحولاً ملحوظاً في الحرب الخفية التي تخوضها إسرائيل وإيران براً، وبحراً، وجواً، وباستخدام الهجمات الإلكترونية، منذ سنوات.

وأضافت أن إسرائيل تستهدف مواقع عسكرية ونووية منذ فترة طويلة في إيران، واغتالت علماء نويين وقادة إيرانيين داخل وخارج البلاد. كما شنت هجمات إلكترونية لتعطيل الخوادم التابعة لوزارة النفط، ما تسبب في اضطرابات بمحطات الوقود في جميع أنحاء البلاد.

ويرى مسؤولون ومحللون أن تفجير جزء من البنية التحتية للطاقة في إيران، والتي تعتمد عليها الصناعات، والمصانع، وملايين المدنيين، يُعتبر تصعيداً في الحرب الخفية، وعلى ما يبدو، يفتح جبهة جديدة.

وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، الجمعة، قال وزير النفط الإيراني جواد أوجي إن "خطة العدو تتمثل في تعطيل تدفق الغاز بشكل كامل في الشتاء إلى عدة مدن ومحافظات رئيسية في دولتنا".

وأحجم أوجي، الذي وصف التفجيرات في وقت سابق بأنها "هجمات تخريبية وإرهابية"، عن إلقاء اللوم علناً على إسرائيل أو أي متهم آخر، لكنه اعتبر أن الهدف من الهجوم هو الإضرار بالبنية التحتية للطاقة في إيران، وإثارة السخط في الداخل، بحسب تقرير "نيويورك تايمز".

وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفض التعليق على الأمر.

وأضاف المسؤولان الغربيان والخبير الاستراتيجي العسكري الإيراني، أن الهجمات التي شنتها إسرائيل على خط أنابيب الغاز تتطلب معرفة عميقة بالبنية التحتية الإيرانية وتنسيقاً دقيقاً، خاصة مع استهداف خطي أنابيب في مواقع مختلفة خلال نفس الوقت.

كما وصف مسؤول غربي الهجمات بأنها "ضربة رمزية كبيرة" كان من السهل على إيران معالجة تداعياتها، وألحقت ضرراً بسيطاً نسبياً بالمدنيين.

وقال المسؤول إن الهجمات أرسلت "تحذيراً صارماً" من الأضرار التي يُمكن أن تحدثها إسرائيل مع انتشار الصراع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتصاعد التوترات بين إيران وخصومها، لا سيما إسرائيل والولايات المتحدة.

ولفت المسؤولان الغربيان إلى أن إسرائيل تسببت أيضاً في وقوع انفجار منفصل بمصنع كيماويات على مشارف طهران، الخميس، لكن مسؤولين محليين ذكروا أن الانفجار وقع نتيجة حادث في خزان الوقود بالمصنع. وأوضح المسؤولان أن الهجمات المتتالية التي تشنها إسرائيل في إيران أثارت قلق الإيرانيين.

وقال شاهين مدرس محلل شؤون الشرق الأوسط الذي يُقيم في روما للصحيفة، إن هذه الهجمات "تُظهر أن الشبكة السرية التي تعمل في إيران وسّعت قائمة أهدافها، وتجاوزت المواقع العسكرية والنووية فقط".

وتابع مدرس: "إنه تحدٍ كبير وضربة لسمعة وكالات الاستخبارات والأمن الإيرانية".

وفي التقرير الذي نشرته في وقت سابق الخميس، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الهجوم التخريبي استهدف عدة نقاط على طول خطي أنابيب غاز رئيسيين في محافظتي فارس وجهار محال وباختياري، الأربعاء الماضي.

لكن انقطاع الخدمة امتد إلى منازل سكنية، ومبان حكومية، ومصانع كبرى في 5 محافظات على الأقل بجميع أنحاء إيران، وفقاً لمسؤولين إيرانيين ووسائل إعلام محلية.

وينقل خطا الأنابيب الغاز من الجنوب إلى المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان، بحسب الصحيفة.

تصنيفات

قصص قد تهمك