واشنطن تفرض عقوبات واسعة على روسيا بعد وفاة نافالني.. وموسكو: "تدخل خبيث"

موسكو/واشنطن-أ ف ب

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، الجمعة، فرض مجموعة من العقوبات الجديدة على روسيا بهدف جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يدفع ثمناً أعلى" لغزو أوكرانيا ووفاة المعارض أليكسي نافالني في السجن، فيما اعتبرت روسيا العقوبات الجديدة محاولة "خبيثة" للتدخل في شؤونها قبل الانتخابات الرئاسية.

وقال بايدن في البيان إنه "إذا لم يدفع بوتين ثمن الموت والدمار اللذين يتسبب فيهما (فإنه) سيواصل (ذلك)".

وتابع أن العقوبات التي وصفتها الخزانة الأميركية بأنها أوسع مجموعة منذ اندلاع الحرب، "ستضمن أن يدفع بوتين ثمناً أعلى لعدوانه في الخارج وقمعه في الداخل"، على حد قوله.

وأوضح بايدن أن العقوبات التي يتخطى عددها 500 "ستستهدف أفراداً على ارتباط بسَجن نافالني فضلاً عن قطاع روسيا المالي والبنية التحتية لصناعتها الدفاعية وشبكات الإمداد وجهات الالتفاف على العقوبات عبر عدة قارات".

وتابع "إننا نفرض أيضاً قيوداً جديدة للتصدير على حوالى مئة كيان لتأمينها دعماً لآلة الحرب الروسية بصورة تلتفّ" على العقوبات.

ورداً على العقوبات الجديدة، قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف لوكالات أنباء روسية رسمية إن "القيود الجديدة غير القانونية هي محاولة خبيثة وساخرة أخرى للتدخل في الشؤون الداخلية للاتحاد الروسي".

وستجري الانتخابات الرئاسية الروسية بين 15 إلى 17 مارس.

تجميد أموال وقيود على الصادرات

وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها مجموعة من العقوبات على روسيا منذ اندلاع الحرب، تضمنت تجميد أموال وفرض قيود على صادرات التكنولوجيا المتطورة وتحديد سقف لأسعار صادرات النفط إلى روسيا.

غير أن المساعدة العسكرية الأميركية التي تعتبر أساسية لأوكرانيا متعثرة في الكونجرس إذ يعرقلها الجمهوريون، فيما عاودت القوات الروسية تسجيل تقدم على الأرض.

ومن المتوقع أن يسجل الاقتصاد الروسي نمواً جديداً هذه السنة ولو بوتيرة أدنى، في وقت تكيف البلد مع العقوبات وبات يعول على المبادلات التجارية مع شركاء من غير الغربيين ولا سيما الصين.

نافالني.. "رجل شجاع"

واعتبر بايدن بوتين "مسؤولاً" عن وفاة نافالني، أكبر معارضي الكرملين، عن 47 عاماً الأسبوع الماضي، في معتقل في أقصى منطقة القطب الشمالي الروسية، وذلك بعدما نجا في 2020 من عملية تسميم اتهم بها عملاء للحكومة الروسية.

والتقى بايدن الخميس، على انفراد أرملة المعارض وابنته في كاليفورنيا. وصرح للصحافيين بعد اللقاء الخاص مع يوليا وداشا نافالنايا في سان فرانسيسكو أن معارض بوتين "رجل ذو شجاعة تفوق التصور".

واستدعت عدة حكومات أوروبية سفراء روسيا للاحتجاج على وفاة نافالني وفرضت بريطانيا عقوبات على ستة مسؤولين في معتقل سيبيريا حيث توفي المعارض.

كذلك أعلن البيت الأبيض أن واشنطن ستفرض قريباً عقوبات جديدة على إيران لـ"دعمها غزو أوكرانيا". وجدد بايدن دعوته إلى الكونجرس لتأمين التمويل لمساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا.

ورفض رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون طرح المساعدة للتصويت، بدفع من الرئيس السابق دونالد ترمب الذي يرجح أن يكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية والذي ينتقد الدعم لهذا البلد.

ونبه بايدن بهذا الصدد الى أن "التاريخ يراقب. والفشل في دعم أوكرانيا في هذه اللحظة الحرجة لن ينتسى".

عقوبات مضادة

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية الجمعة، إنها وسعت بشكل كبير قائمة المسؤولين والسياسيين في الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول روسيا رداً على أحدث سلسلة من العقوبات التي فرضها التكتل.

ووافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثالثة عشرة من العقوبات المتعلقة بأوكرانيا ضد روسيا الأربعاء، والتي تشمل حظر ما يقرب من 200 كيان وفرد متهمين بمساعدة موسكو في شراء الأسلحة أو التورط في اختطاف أطفال أوكرانيين، وهو ما تنفيه موسكو.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "يواصل الاتحاد الأوروبي محاولاته غير المثمرة للضغط على روسيا من خلال إجراءات تقييدية أحادية الجانب".

وتابعت الوزارة "رداً على هذه التصرفات العدائية، قام الجانب الروسي بتوسيع قائمة ممثلي المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل كبير، الذين... أصبحوا ممنوعين من دخول أراضي دولتنا".

وأضافت أن قائمة المنع تشمل ممثلين لأجهزة إنفاذ القانون والمنظمات التجارية الذين قدموا المساعدة العسكرية لأوكرانيا وممثلي المؤسسات الأوروبية المشاركة في محاكمة المسؤولين الروس وأولئك الذين جمعوا مواد لدعم فكرة مصادرة أصول الدولة الروسية.

وأكمل البيان أن قائمة المنع الروسية "تشمل أيضاً ممثلين للمجلس الأوروبي وأعضاء المجالس التشريعية لدول الاتحاد الأوروبي وأعضاء الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذين يدلون على نحو منهجي بتصريحات معادية لروسيا".

تصنيفات

قصص قد تهمك