يتنافس الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال الانتخابات التمهيديّة للحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولاينا، السبت، مع نيكي هيلي في ولاية حكمتها فترة طويلة مع اقترابه من الفوز بالترشيح.
وقال الرئيس السابق لأنصاره، خلال تجمّع انتخابي في هذه الولاية الواقعة بجنوب شرقي البلاد: "غداً ستشاركون في واحدة من أهم الانتخابات في حياتكم"، مضيفاً: "ستمضي يوماً سيئاً حقاً، لأنها ليست شخصاً جيداً"، متوقعاً "انتصاراً هائلاً".
وتفتح مراكز الاقتراع الساعة 07,00 بالتوقيت المحلي (12,00 بتوقيت جرينتش) السبت.
وأضاف الرئيس السابق لأنصاره "سنفوز بهذه الولاية، وبعد ذلك سنُخبر جو بايدن بأنّه مطرود". وتوعد ترمب بأن يُبرهن للرئيس الأميركي والديمقراطيين "أننا قادمون بسرعة قطار شحن في نوفمبر"، عندما تجرى الانتخابات الرئاسية.
ولا يتعين على سكان ولاية ساوث كارولاينا الإشارة إلى ميولهم الحزبية عند تسجيلهم للتصويت، ويُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي أو الجمهوري.
جيل جديد
من جهتها قالت هيلي، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، لمؤيديها "يجب على الجميع الذهاب للتصويت". وأضافت "أحضروا خمسة أشخاص معكم. تأكدوا من إخبار جيرانكم وعائلتكم. أحضروهم إلى صناديق الاقتراع!".
وستعتمد هيلي على أصوات المعتدلين وهي تعد محافظة تقليدية تدافع عن تشكيل حكومة محدودة وتبني سياسة خارجية قوية.
وتحضّ المرشحة الخمسينية المحافظين على اختيار "جيل جديد من القادة المحافظين" بدلاً من "سنواتٍ أربع أُخَر من فوضى ترمب". لكنها خسرت حتى الآن الانتخابات التمهيدية أمام ترمب في أيوا ونيو هامبشير ونيفادا.
وأثنى ناخبون أجرت معهم وكالة "فرانس برس"، مقابلات الخميس في كولومبيا عاصمة ساوث كارولاينا على كلا المرشحين، على الرغم من أن أحد الناخبين شعر أن هيلي غير مستعدة للمنصب بينما وجه آخر انتقادات لترمب كونه "مثيراً للانقسام".
ورأى ديفيد جيليام (55 عاماً) وهو مستشار مالي سيصوت لهيلي أن ترمب "سيقوم بملاحقة كل من لا يتفقون معه".
أتعاب قانونية
تأتي هذه الانتخابات وسط مؤشرات على أن ترمب الذي يواجه أربع لوائح اتهام جنائية يشدد قبضته على الحزب الجمهوري، بينما يدفع لإجراء تعديل لتثبيت أفراد من عائلته وحلفائه على رأس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
وتعهدت زوجة ابنه لارا ترمب بإنفاق "كل قرش" من أموال الحزب على حملته الرئاسية إذا أصبحت رئيسة مشاركة للجنة. وقالت إن تسديد أتعاب محاميه يحظى باهتمام الناخبين الجمهوريين.
وسعت هيلي إلى التركيز على "الفوضى" التي تقول إنها تتبع ترمب، مشيرة إلى 8 ملايين دولار من التبرعات الانتخابية التي أنفقها على الرسوم القانونية في يناير. وتوقعت أن يصل إجمالي إنفاقه على القضايا المعروضة على المحاكم هذا العام إلى 100 مليون دولار.
واتهمت المتحدثة باسم حملة هيلي أوليفيا بيريز-كوباس ترمب بأنه حول حملته الرئاسية إلى صندوق تبرعات لقضاياه أمام المحاكم ولن يتبقى لديه موارد أو يكون قادراً على التركيز لمواجهة جو بايدن والديمقراطيين".
انتقادات حادة
ومثل الديمقراطيين، وجهت نيكي هيلي انتقادات حادة لترمب بسبب مواقفه الدولية واعجابه بقادة الأنظمة الأكثر استبدادية في العالم.
وانتقدت رد فعل ترمب على وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني وتجنبه انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأحدث ترمب مؤخراً صدمة أيضاً في صفوف حلفاء واشنطن الغربيين بعدما قال إنه "سيشجّع" روسيا على مهاجمة أعضاء في حلف شمال الأطلسي لا يفون بالتزاماتهم المالية.
وهيلي، متأخرة عن ترمب بأكثر من 50 نقطة مئوية في الانتخابات التمهيدية الجمهورية، لكنّها تشدّد على أن فرصها أكبر في التغلب على بايدن في الانتخابات الوطنية.
ومن المرجح أن تطرح قضية الحقوق الإنجابية في الانتخابات بشكل بارز، مع تجنب ترمب اتخاذ موقف واضح من المقترحات بشأن منع الإجهاض على المستوى الوطني بعد تعيينه لثلاثة قضاة تمكنوا من إلغاء الحماية الفيدرالية لحق الإجهاض.
وأضيفت مشكلة أخرى بعد قرار أصدرته المحكمة العليا في ولاية ألاباما الجنوبية قضى بأن الأجنة المحفوظة بالتجميد يمكن اعتبارها "أطفالاً" سيفتح جبهة جديدة ويطرح أسئلة حول عيادات الإخصاب في المختبر.
وأعرب ترمب الجمعة، عن دعمه إتاحة برامج الإخصاب الاصطناعي داعياً المجلس التشريعي في الولاية إلى "التحرك بسرعة لإيجاد حل فوري" لضمان بقائها.