تحقق ألمانيا في تسجيل صوتي نشرته وسائل إعلام روسية، تردد أنه لمؤتمر عبر الهاتف لمسؤولين عسكريين ألمان رفيعي المستوى، كانوا يتحدثون عن تقديم أسلحة لأوكرانيا، مما أثار مخاوف في برلين من تجسس روسيا على الجيش الألماني.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الألمانية لـ"بلومبرغ"، إن إدارة مكافحة التجسس العسكرية (BAMAD) اتخذت جميع الإجراءات اللازمة، وستجري تحقيقاً في الموضوع، دون أن تفصح عن مضمون المحادثات ومدّتها الزمنية.
وناقش مسؤولون في القوات الجوية الألمانية، وفق ما جاء في التسجيلات الصوتية المسرّبة، تسليم صواريخ كروز من طراز "توروس" إلى أوكرانيا، كما ناقشوا أيضاً تفاصيل شحنات صواريخ سكالب بعيدة المدى من فرنسا وبريطانيا إلى أوكرانيا.
ويتحدّث التسريب الصّوتي عن فرضية استخدام القوات الأوكرانية لصواريخ "توروس" بعيدة المدى، الألمانية الصنع، وتأثيرها المحتمل، لا سيما إذا كانت تستهدف أهدافاً مثل جسر كيرتش، الرابط بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بالبر الرئيسي الروسي.
ونقلت صحيفة "دير شبيجل" عن المتحدث باسم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، قوله إن السلطات فتحت تحقيقاً لمعرفة ما إذا كان من الممكن اعتراض الاتصالات الداخلية، داخل القوات الجوية.
وذكرت "بلومبرغ" أن الحادث يمثل حرجاً للجيش الألماني، خاصة وأنه يأتي في ظل اشتداد النقاش بشأن ضرورة تحديث القوات وتأهيلها.
وفي موسكو، طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا "بتوضيحات سريعة من ألمانيا" في هذا الشأن، وأضافت: "أي محاولة لتجنب الإجابة على الأسئلة ستعتبر اعترافاً بالذنب".
تسجيل حقيقي
صحيفة "دير شبيجل" نقلت في وقت سابق أن منصة "روسيا اليوم" الإعلامية حصلت على تسجيل صوتي مدته 30 دقيقة بين قائد القوات الجوية إنجو جيرهارتز، والعديد من كبار الضباط، إذ ناقشوا احتمال صواريخ توروس إلى كييف.
ومن بين أمور أخرى، ناقش المسؤولون كيف يمكن للجيش الألماني المساعدة في تدريب الطيارين الأوكرانيين، وبرمجة أنظمة الأسلحة.
وذكرت مجلة دير شبيجل ووكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بشكل منفصل، أنه تم التأكد من أن التسجيل حقيقي. ووفقاً للتقارير، تم استخدام منصة Webex للاجتماع.
ورداً على ذلك، دعا أكبر حزب معارض في ألمانيا، حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحكومة في برلين إلى تشديد القواعد التنظيمية للاتصالات العسكرية الداخلية.
وقال يوهان واديفول، نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، لـصحيفة RedaktionsNetzwerk Deutschland: "يجب حماية كل اتصال إلى أقصى حد".
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز، استبعد مراراً وتكراراً نشر طائرات توروس في أوكرانيا، وعلى هامش زيارته للفاتيكان، وعد أيضاً بتوضيح وتحدث عن التسريب باعتباره "أمراً خطيراً للغاية".
في المقابل، قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، بشأن التسريبات، إن "الجنرالات الألمان ناقشوا خططاً لمهاجمة أهداف روسية في شبه جزيرة القرم".
وذكر ميدفيديف في تغريدة على "إكس": "لقد تحوّل خصومنا التاريخيون، الألمان، مرة أخرى إلى أعدائنا اللدودين".
ولطالما طلبت أوكرانيا من ألمانيا صواريخ "توروس" التي يزيد مداها عن 500 كيلومتر، لكن برلين رفضت حتى الآن، مشيرة إلى خطر تصعيد الصراع.
وقال رئيس اللجنة البرلمانية المشرفة على أجهزة الاستخبارات كونستانتين فون نوتس، لصحف مجموعة RND: "إذا كانت هذه القصة صحيحة، فستكون إشكالية كبيرة" .
وأضاف أن "السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان هذا أمراً استثنائياً، أم مشكلة أمنية هيكلية" داخل الجيش الألماني.
وقدّر خبير في قضايا الدفاع من حزب المعارضة الرئيسي، حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (المحافظين)، رودريش كيسويتر، أن "روسيا نشرت هذا التسجيل عمداً في هذه اللحظة بالذات بهدف محدد للغاية"، دون أن يوضحه.
