شهد اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية الروسية، التي تمتد لـ3 أيام، اضطرابات تضمنت هجمات عسكرية وإلكترونية، واستهداف صناديق اقتراع، ومراكز انتخابية في مناطق انضمت إلى روسيا حديثاً.
واجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن القومي، الذي يضم قادة الجيش والمخابرات بالإضافة إلى أقوى القادة المدنيين في الدولة، وقال إن أوكرانيا "ستُعاقب لمحاولتها تعطيل الانتخابات الرئاسية الروسية"، واتهمها بـ"قصف أهداف مدنية في الأراضي الروسية، واستخدام 2500 مسلح لمحاولة اختراق حدود روسيا بالدبابات".
وأشار بوتين إلى أن "95% من القذائف والصواريخ أسقطتها الدفاعات الجوية الروسية"، لكنه أكد أن "بعضها تمكن من اختراق الدفاعات، وهناك ضحايا بين المدنيين الروس".
وأعلن الجيش الروسي، الجمعة، أيضاً صد عدة توغلات برية لمقاتلين من أوكرانيا، مشيراً إلى أنه اضطر إلى استعمال المدفعية والطيران.
واعتبر بوتين أن هذه الهجمات تُشكل "محاولة لزعزعة الانتخابات الرئاسية".
خروقات في مراكز اقتراع
وقالت تقارير وسائل إعلام روسية، إن صناديق اقتراع تعرضت لسكب أصباغ عليها في موسكو وشبه جزيرة القرم، ومنطقة قراتشاي-تشركيسيا في منطقة القوقاز.
وأظهرت لقطات فيديو حادثة سكب أصباغ لامرأة شابة تضع ورقة الاقتراع قبل أن تسكب بهدوء سائلاً أخضر في صندوق الاقتراع. وشوهد شرطي وهو يعتقلها بعد ذلك مباشرة.
وألقيت زجاجة مولوتوف على مركز اقتراع في سان بطرسبرج، مسقط رأس بوتين، وألقي القبض على امرأة تبلغ من العمر 21 عاماً.
ورُصدت محاولات إحراق متعمد في مراكز اقتراع في موسكو وسيبيريا.
وقالت رئيسة اللجنة الانتخابية الروسية، إيلا بامفيلوفا، إن مرتكبي مثل هذه الأعمال يواجهون عقوبة السجن لمدة تصل إلى 5 سنوات، وزعمت أنهم حصلوا على أموال للإقدام عليها من الساعين لتعطيل التصويت.
كما أعلنت إيلا بامفيلوفا، أن "هجوماً إلكترونياً كبيراً" استهدف نظام المراقبة بالفيديو في مراكز الاقتراع في منطقة تيومين في سيبيريا، بحسب ما أوردت وكالة "تاس" الروسية.
وفي المناطق الأوكرانية التي انضمت إلى روسيا حديثاً، انفجرت قنبلة من دون وقوع إصابات خارج مركز اقتراع في منطقة خيرسون (جنوب)، وقصفت القوات الأوكرانية لجنتي انتخابات محليتين، بحسب السلطات المحلية.
وانتقدت الولايات المتحدة الاقتراع، ونددت بـ"الانتخابات الصورية المنظمة في الأراضي الأوكرانية المحتلة". ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية المجتمع الدولي إلى رفض نتيجة هذا التصويت الذي وصفته بأنه "مهزلة".
ملايين الروس يدلون بأصواتهم
وأدلى ملايين الروس بأصواتهم في المناطق الزمنية الإحدى عشرة في البلاد، وقال مسؤولون إن نسبة المشاركة في اليوم الأول زادت عن 33%.
ويحق لأكثر من 114 مليون روسي التصويت، من بينهم مقيمون فيما تسميه موسكو بـ"الأراضي الجديدة"، وهي أربع مناطق أوكرانية انضمت إلى روسيا بعد استفتاء.
وأظهر مقطع مصور نشره الكرملين بوتين وهو يدلي بصوته عبر الإنترنت ويلوح لفترة وجيزة أمام الكاميرا.
وأصبح بمقدور الروس في نحو ثلث البلاد التصويت إلكترونياً، لأول مرة، في الانتخابات الرئاسية.
وعشية الانتخابات الرئاسية، حثّ فلاديمير بوتين (71 عاماً)، الذي قضى 24 سنة في السلطة، مواطنيه على عدم "الانحراف عن المسار" في هذه الأوقات "الصعبة".
وفتحت أول مراكز الاقتراع عند الثامنة صباح الجمعة (الساعة 20:00 توقيت جرينيتش الخميس) في شبه جزيرة كامتشاتكا وفي توكوتكا في أقصى الشرق الروسي، على أن تغلق، الأحد، عند الساعة 20:00 (الساعة 18:00 توقيت جرينيتش) في جيب كالينينجراد الروسي الواقع داخل أوروبا.
ومن شأن فوز بوتين في هذه الانتخابات أن يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2030. وبفضل التعديل الدستوري لعام 2020، يمكنه أيضاً الترشح مرة أخرى في 2030.
