تل أبيب تبحث الاستعانة بشركات خاصة لتأمين المساعدات

خطة إسرائيلية للاستعانة بـ"أمن خاص" في غزة.. ومخاوف أميركية من تكرار حوادث العراق

تجهيزات لإفراغ حمولة مساعدات غذائية إلى غزة بعد وصول أولى سفن الممر البحري من قبرص إلى شواطئ القطاع. 15 مارس 2024 - Reuters
تجهيزات لإفراغ حمولة مساعدات غذائية إلى غزة بعد وصول أولى سفن الممر البحري من قبرص إلى شواطئ القطاع. 15 مارس 2024 - Reuters
دبي -الشرق

تبحث إسرائيل الاستعانة بمقاولي أمن من القطاع الخاص لحماية شحنات المساعدات التي تُقدم إلى غزة، وسط مخاوف أميركية من تكرار حوادث وقعت في العراق وأفغانستان، سقط فيها ضحايا نتيجة توفير خدمات الأمن المسلح على الأرض.

ونقلت شبكة NBC News عن مسؤول أميركي سابق، ومسؤولين حاليين اثنين، قولهم إن إسرائيل تبحث الاستعانة بعناصر أمن من القطاع الخاص لحماية عمليات توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرين إلى أنهم ناقشوا الفكرة في الأسابيع الماضية، مع مسؤولين كبار في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي بدأت في إرسال مكونات رصيف عائم إلى سواحل غزة، لتوصيل المساعدات عبر البحر لسكان القطاع.

وقال المسؤولون الأميركيون، إن الحكومة الإسرائيلية تواصلت مع العديد من شركات الأمن بالفعل، لكنهم رفضوا تحديد أي من هذه الشركات، لافتين إلى أن إسرائيل اقترحت أن تدفع دول أخرى التكاليف الباهظة للمتعاقدين، بحسب الشبكة.

لكن بعض المسؤولين الأميركيين، أبدوا تخوفاً من إرسال قوات أو متعاقدين أمنيين أميركيين إلى غزة، إذ يشعرون بقلق شديد من أن يقدم أميركيين خدمات الأمن المسلح.

وقالت الشبكة إن الاستعانة بمتعاقدين خاصين، لتوفير الأمن أثناء تلك العمليات كثيراً ما أثار حالة من الجدل، مشيرة إلى اتهام متعاقدين أمن من شركات خاصة كانوا يعملون لصالح الحكومة الأميركية، بإطلاق النار أو استخدام القوة المفرطة في حوادث عدة في العراق وأفغانستان. 

وفي عام 2007، أطلق متعاقدون يعملون لدى شركة "بلاك ووتر" النار على حشد في ساحة النسور بالعاصمة العراقية بغداد أثناء مرافقة موكب دبلوماسي، ما أودى بحياة 17 مدنياً، في حين أُدين 4 متعاقدين في محاكم أميركية بتهم تتعلق بـ "القتل"، لكن الرئيس السابق دونالد ترمب أصدر لاحقاً عفواً عنهم.

وتتوقع إدارة بايدن أن يؤمن الجانب الإسرائيلي، المنطقة المحيطة، ويمنع العمليات العسكرية بالقرب من الشاطئ، كما تتوقع طلب المساعدة من حلفاء آخرين، وفقاً للمسؤولين الأميركيين.

وأوضح مسؤولان دفاعيان أميركيان، أن أحد السيناريوهات يتضمن "تكليف الجنود بنقل المساعدات على طول الرصيف البحري دون تسليح، مع توفير غطاء مسلح من قوات الأمن في القوارب". 

الشاحنات الطريقة "الأكثر فاعلية"

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن "نقل المساعدات بالشاحنات لا يزال الطريقة الأكثر فعالية لإيصال كميات كبيرة".

وأضاف أن إدارة بايدن "تركز على فتح الطرق البرية، لكن الجيش الإسرائيلي لم يسمح بدخول عدد الشاحنات الذي تريده الولايات المتحدة، ما يعرقل توزيع المساعدات في شمال القطاع".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، الجنرال مايكل إريك كوريلا، للجنة القوت المسلحة بمجلس الشيوخ إنه رأى خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، 2500 شاحنة مساعدات متوقفة أمام البوابات، في انتظار نقل الإمدادات إلى غزة. 

وكان بايدن أعلن في خطاب "حالة الاتحاد"، الأسبوع الماضي، إصدار أوامر بتفعيل بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن هذا الإعلان فاجأ العديد من المسؤولين العسكريين، بحسب NBC News.

وبعد مرور أسبوع على الإعلان، لم تحصل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" على خطة كاملة لكيفية تنفيذ العملية الأميركية، أو التفاصيل الخاصة بتوفير الأمن على الساحل. 

لكن الخطة تتمثل في بدء أكثر من 1000 جندي وموظف مدني أميركي العمل على إنشاء رصيف عائم ورصيف بحري متنقل يتم تثبيته على ساحل غزة في غضون 60 يوماً تقريباً.

وبعد ذلك، يتولى الجنود والموظفون الأميركيون، نقل الطعام والمساعدات إلى الشاطئ على متن قوارب صغيرة دون أن تطأ أقدامهم شاطئ غزة، وبمجرد إنشاء الرصيف، يُمكن إيصال نحو مليوني وجبة للمدنيين الفلسطينيين يومياً، وفقاً للبنتاجون. 

ويتولى الجانب الإسرائيلي، تفتيش المساعدات في قبرص قبل انتقالها إلى الرصيف العائم، كما تخضع  المساعدات للتفتيش مرة أخرى قبل تحمليها على قوارب عسكرية إلى الرصيف البحري. 

تصنيفات

قصص قد تهمك