عرقلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الأربعاء، بياناً صاغته روسيا في مجلس الأمن الدولي، كان من شأنه إدانة هجوم تعرض له مجمع السفارة الإيرانية في سوريا، وتتهم طهران إسرائيل بالمسؤولية عنه.
والبيانات الصادرة عن المجلس المؤلف من 15 عضواً، تتطلب الحصول على الإجماع، وهو ما فشل فيه المجلس، بسبب موقف واشنطن وباريس ولندن.
وقال دبلوماسيون لوكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة، بدعم من فرنسا وبريطانيا، أبلغت بقية الدول بالمجلس بأن العديد من الحقائق بشأن ما حدث، الاثنين، في دمشق لا تزال غير واضحة، ولم يكن هناك توافق في الآراء بين أعضاء المجلس خلال اجتماع عقد الثلاثاء.
وتقول الولايات المتحدة إنها ليست متأكدة من وضعية المبنى الذي تعرض للقصف في دمشق، لكنها ستشعر بالقلق إذا كان منشأة دبلوماسية.
وكانت وزارة الدفاع السورية قد أعلنت أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بالعاصمة دمشق، أدت إلى تدمير المبنى بالكامل.
روسيا: معايير مزدوجة
وقال دميتري بوليانسكي، نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة، في منشور على موقع "إكس"، إن "هذا بمثابة مثال صارخ للمعايير المزدوجة التي تستخدمها الترويكا الغربية ونهجها... تجاه الالتزام بالقانون والنظام في السياق الدولي".
والثلاثاء، قال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن إسرائيل تسعى إلى "تأجيج النزاع"، وانتقد"الانتهاك الصارخ" لسيادة سوريا.
وأفاد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء، بأن جوتيريش ندد بالهجوم في دمشق، ودعا "جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد".
وأدان الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، الهجوم، وقال إنه يتعين احترام حصانة المباني والشخصيات الدبلوماسية والقنصلية، ودعا إلى ضبط النفس.
إيران: الحق في الرد
وأبلغت إيران مجلس الأمن بأنها تحتفظ بالحق في "اتخاذ رد حاسم" على الهجوم، متهمة إسرائيل بانتهاك الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة والقانون الدولي وحرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية.
وقالت مساعدة المندوب الإيراني في الأمم المتحدة زهراء أرشادي، خلال جلسة مجلس الأمن، الثلاثاء، إن "أفعال إسرائيل تمثل تهديداً للسلم والأمن بالمنطقة"، مشيرة إلى أن "إيران مارست ضبط النفس، لكن هناك حدوداً لهذا الوضع"، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأضافت أرشادي أنه "تم إطلاق 7 صواريخ تجاه مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وبذلك انتهكت إسرائيل القانون الدولي بشكل جسيم"، ودعت مجلس الأمن إلى "إدانة القصف الإسرائيلي"، و"الاضطلاع بدوره لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية".
بدوره، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، إن إسرائيل "ستتلقى صفعة" بعد القصف الجوي على القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي قتل 7 من الحرس الثوري، اثنان منهم برتبة عميد.