تقديرات إسرائيلية: طهران سترد من أراضيها وليس عبر وكلائها

إسرائيل تعزز دفاعاتها الجوية وتستدعي قوات إضافية لمواجهة هجوم إيراني محتمل

دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة بينما تستمر الغارات الجوية والقصف المدفعي على كافة أنحاء القطاع. 2 أبريل 2024 - AFP
دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة بينما تستمر الغارات الجوية والقصف المدفعي على كافة أنحاء القطاع. 2 أبريل 2024 - AFP
دبي -الشرق

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، تعزيز منظومة دفاعاته الجوية، واستدعاء جنود احتياط، في إطار استعدادات تل أبيب لمواجهة "رد إيراني محتمل" على الهجوم الذي وقع في سوريا بوقت سابق من الأسبوع الجاري، وأسفر عن قتل قيادات إيرانية رفيعة المستوى، وفق ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقرر الجيش الإسرائيلي، في بيان، الخميس، وقف الإجازات لجميع الوحدات القتالية، قائلاً إنه "وفقاً لتقييم الوضع، تقرر إيقاف الإجازات مؤقتاً لجميع الوحدات القتالية".

وتوعدت إيران بمحاسبة إسرائيل جراء هجوم استهدف قنصليتها في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق، الاثنين الماضي، ما أودى بحياة محمد رضا زاهدي، أحد أكبر قيادات الحرس الثوري الإيراني، ونائبه و5 ضباط آخرين، وعضو واحد على الأقل في "حزب الله" اللبناني.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن قرار تعزيز الدفاعات الجوية واستدعاء القوات "أعقب تقييم التهديد"، إذ عكس تقرير إخباري بثته "القناة 12"، تكهنات إسرائيل بشأن ضربة انتقامية إيرانية محتملة، من خلال إطلاق صواريخ بشكل مباشر من أراضيها وليس عبر أي من وكلائها، وبينهم ميليشيات في لبنان والعراق واليمن.  

وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يدلين، لـ"القناة 12": "لن أتفاجأ إذا أطلقت إيران النار مباشرة على إسرائيل"، موضحاً أن الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران في يناير الماضي ضد جارتها باكستان "يشكل سابقة".  

وبينما قد تكتفي إسرائيل بالسماح لجولة الأعمال العدائية بالتلاشي، في حال جاء الرد الإيراني عبر وكيل، مثل إطلاق "حزب الله" وابلاً من الصواريخ عبر الحدود مع إسرائيل، إلا أن التقرير الإخباري، رجح أن الهجوم من الأراضي الإيرانية قد يدفع بالقوات الإسرائيلية إلى شن عملية انتقامية كبيرة، ما يهدد بمزيد من التوتر.  

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أعلن في وقت سابق، الأربعاء، "رفع درجة الاستعداد"، لمواجهة التهديدات القادمة من جميع أنحاء الشرق الأوسط.  

وفي كلمة ألقاها خلال التدريب على الاستعداد للجبهة الداخلية في حيفا، قال جالانت إن "المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية توسع نطاق عملياتها ضد حزب الله والكيانات الأخرى التي تهددنا"، وشدد على أن بلاده "تضرب أعداءنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط".  

واشنطن تراقب 

وفي هذا الصدد، قال مسؤولون أميركيون للصحيفة، إنهم "يراقبون الأوضاع عن كثب"، ليروا ما إذا كان الوكلاء المدعومون من إيران سيهاجمون القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا، مشيرين إلى أنهم "لم يحصلوا على أي معلومات استخباراتية تشير إلى أن الإيرانيين سيقومون بذلك".

وأفاد مصدر للصحيفة الإسرائيلية، بأن إيران تواجه "معضلة الرغبة في الانتقام لردع مزيد من الضربات الإسرائيلية من جانب وتجنب حرب شاملة من جانب آخر"، مضيفاً: "نظراً لقوة الضربة الإسرائيلية، فقد تجد إيران نفسها مضطرة للرد بمهاجمة مصالح إسرائيلية، بدلاً من ملاحقة القوات الأميركية". 

وأعرب إليوت أبرامز، خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أميركي، عن اعتقاده بأن إيران "لا تريد حرباً كبيرة بين إسرائيل وحزب الله في الوقت الحالي، ومن ثَم فإن أي رد إيراني لن يأتي في شكل عمل كبير من قبل حزب الله".

وأضاف أن طهران "لديها طرقاً أخرى عدة للرد (...) على سبيل المثال محاولة تفجير سفارة إسرائيلية"، موضحاً أن طهران قد ترد من خلال "تسريع وتيرة العمل على برنامجها النووي"، الذي كثفته في أعقاب انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2018 من اتفاق 2015، والذي كان يهدف إلى تقويض البرنامج النووي الإيراني، مقابل فوائد اقتصادية.  

ولكن الخطوتين الأكثر دراماتيكية، وهما زيادة درجة نقاء اليورانيوم المخصب إلى 90%، وهي درجة مستخدمة في صناعة القنابل، وإحياء العمل لتصميم سلاح فعلي، قد تأتيان بنتائج عكسية بإثارة ضربات إسرائيلية أو أميركية.

في هذا السياق قال المصدر لـ"تايمز أوف إسرائيل"، إن "أياً من هاتين الخطوتين ستنظر إليها إسرائيل والولايات المتحدة على أنها قرار لامتلاك قنبلة نووية، ومن ثم تشكل مخاطرة كبيرة من قبل الإيرانيين"، متسائلاً: "هل الإيرانيون مستعدون للإقدام على هذه المخاطرة؟ لا أعتقد". 

اقرأ أيضاً

مجلس الأمن الدولي يفشل في إدانة قصف القنصلية الإيرانية في دمشق

عرقلت أميركا وبريطانيا وفرنسا، الأربعاء، بياناً صاغته روسيا في مجلس الأمن كان من شأنه إدانة هجوم تعرض له مجمع السفارة الإيرانية في سوريا.

وكان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي تعهد بـ "الانتقام من الهجوم"، كما انتشرت ملصقات تردد كلماته في جميع أنحاء طهران، في إشارة إلى الضغط الشعبي من أجل الرد الإيراني.  

وقال خامنئي في كلمته التي ألقاها أمام المسؤولين الإيرانيين في طهران، الأربعاء، إن "هزيمة النظام الصهيوني في غزة ستستمر، وسيقترب هذا النظام من السقوط والتفكك. المحاولات اليائسة، كتلك التي قاموا بها في سوريا، لن تنقذهم من الهزيمة".

وجاء الهجوم الإسرائيلي على دمشق، بعد أن أشارت إسرائيل إلى أنها تكثف عملياتها ضد "حزب الله" من خلال استهداف مواقع أعمق في الداخل اللبناني في محاولة للضغط على الجماعة لوقف إطلاق الصواريخ يومياً.  

كما جاء بعد ساعات من إطلاق الميليشيا المدعومة إيرانياً طائرة بدون طيار داخل إيلات استهدفت قاعدة بحرية، في واحدة من أخطر الهجمات على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، وفق وصف "تايمز أوف إسرائيل".

مخاوف أميركية

وأعرب مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، الثلاثاء، عن مخاوفهم من أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق إلى تصعيد الأعمال العدائية في المنطقة، وإثارة هجمات انتقامية ضد إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن المسؤولين قولهم، إن الهجوم، وجه ضربة قوية للحرس الثوري الإيراني، وجيشه الخارجي، وجهاز المخابرات التابع له.

ووصف رالف جوف، أحد كبار المسؤولين السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية CIA، الهجوم الإسرائيلي، بأنه "متهور بشكل لا يُصدق".

وقال إن الهجوم "لن يؤدي إلا إلى تصعيد من قبل إيران ووكلائها، ما يمثل خطورة شديدة على الجنود الأميركيين في المنطقة، والذين قد يتم استهدافهم في هجمات انتقامية من قبل وكلاء إيران".

ويرى جوف أن الهجوم القاتل الذي وقع في سوريا يتماشى مع استراتيجية إسرائيل "طويلة المدى المتمثلة في إضعاف الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له، ومعاقبتهما على مؤامراتهم المستمرة لقتل أو اختطاف اليهود الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم".

تصنيفات

قصص قد تهمك