قال حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الجمعة، إن تعليقات أمينه العام ينس ستولتنبرج، بخصوص طرد موظفين روس من مقر الحلف "تشير إلى أحداث وقعت خلال السنوات القليلة الماضية، وليس في الأشهر الأخيرة"، كما قالت صحيفة "بيلد" الألمانية اليومية في بداية الأمر.
وأصدرت "بيلد" تصحيحاً لتقريرها، موضحة أن ستولتنبرج لم يحدد إطاراً زمنياً عند الحديث عن الطرد في مقابلته مع الصحيفة.
وذكر مسؤول من الحلف: "علقت روسيا مهمتها لدى حلف شمال الأطلسي في أكتوبر 2021. وفي مقابلة مع صحيفة "بيلد" هذا الأسبوع، أشار الأمين العام إلى الخطوات التي اتخذت في السنوات القليلة الماضية".
وكان ستولتنبرج قال في المقابلة مع الصحيفة الألمانية: "رأينا أجهزة المخابرات الروسية تعمل في امتداد الدول الأوروبية لسنوات كثيرة. ونشهد أيضاً محاولات لتكثيف أنشطتها لكن بالطبع، يراقب الحلفاء ذلك، ويتابعون ذلك عن كثب".
وأشار إلى أن الحلف "طرد، على سبيل المثال، موظفين روس من مقر الحلف، لأننا أدركنا أنهم كانوا يقومون بأنشطة لم تكن في الواقع عملاً دبلوماسياً بل استخباراتياً".
كما تطرق ستولتنبرج خلال اللقاء إلى مقترحه الخاص بإنشاء أعضاء الحلف صندوقاً لدعم أوكرانيا بقيمة 100 مليار يورو (108 مليارات دولار) لمدة 5 سنوات.
وسُحبت البعثة الدبلوماسية الروسية لدى "الناتو" في أكتوبر 2021، بعد طرد 8 من أعضائها تشتبه القوى الغربية في قيامهم بـ"التجسس"، فيما ردت موسكو بالقول إن القرار "يقوض بشكل كامل تقريباً أي أمل في تطبيع العلاقات واستئناف الحوار مع الكتلة الأوروبية".
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا طردت الدول الغربية عشرات الدبلوماسيين الروس بذرائع مختلفة من "التجسس" إلى "مسائل تتعلق بالأمن القومي"، في حين ردت موسكو على كل خطوة بطرد دبلوماسييها بالتوعد بخطوات مماثلة، وحذرت من "التأثير المدمر" لطرد دبلوماسييها على العلاقات مع تلك الدول.
وتسارعت وتيرة طرد الدبلوماسيين الروس من أوروبا حينها في أعقاب تقارير واردة عن "جرائم حرب" شملت إعدام مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية، ونُسبت إلى القوات الروسية.
وطردت دول أوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وسلوفينيا والنمسا وبولندا واليونان وكرواتيا، دبلوماسيين روس منذ بدء الهجوم الروسي.
ويدافع الغرب عن "سياسة الباب المفتوح" لحلف شمال الأطلسي تجاه الأعضاء المحتملين في المستقبل، فيما تطالب موسكو منذ سنوات بضمان أن الحلف لن يتوسع أكثر نحو أراضيها.
لكن الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، أعاد إنعاش "الناتو" فيما واجه أحد أخطر التحديات منذ أن خرج من رماد الحرب العالمية الثانية لمواجهة الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو. وعزز الحلف مؤخراً قواته في أنحاء شرق أوروبا، وبات يضم 32 عضواً بعدما انضمت كل من فنلندا والسويد إلى صفوفه.