قال الرئيس التونسي قيس سعيد، السبت، إن مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة لا تشغله في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن بلاده تواجه تحديات كبيرة وصفها بأنها "مسألة حياة أو موت".
وأشار سعيد إلى أن "الترشح للانتخابات الرئاسية ليس شهوة ولا طموحاً، وسيتم طرحه في وقته"، لافتاً إلى أن ما تحقق في تونس "لا سبيل للتراجع عنه".
وشدد سعيد في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل الرئيس الحبيب بورقيبة، أول رئيس للجمهورية التونسية، على أن "مرشح الرئاسة في البلاد لا بد أن يكون من تزكية التونسيين وحدهم، وليس من أي جهة أخرى".
ولفت إلى أنه "لا يمكن قبول أن يتم الرجوع إلى الوراء والترشح من قبل مجموعات ترتمي في أحضان الخارج"، متسائلاً: "هل سمعتم مرة واحدة برئيس في دولة غربية مرشح لتونس؟، المرشح يجب أن يكون مُزكَّى من قبل التونسيين ومنتخب من قبل التونسيين وحدهم، وليس من أي جهة أخرى".
وذكر الرئيس التونسي أن هناك من يسعى إلى "ضرب الوطن"، مشدداً على أن التونسيين "أظهروا وعياً غير مسبوق لهذه المؤامرة التي تحاك ضدهم"، وأنهم سيتصدون بنفس العزيمة والروح الوطنية "لكل من يريد أن يرتمي في أحضان الخارج، لا مجال أن نبيع سيادتنا".
وأضاف: "سنطّهر البلاد من كل من عاثوا فيها فساداً، وتصوروا أنهم سيعودون إلى فسادهم".
وسبق أن اعتقلت السلطات التونسية أكثر من 20 معارضاً بينهم زعيم "حركة النهضة" راشد الغنوشي، والقيادي في "جبهة الخلاص الوطني"، ائتلاف المعارضة الرئيسي في البلاد، جوهر بن مبارك، فضلاً عن عدد من الوزراء السابقين ورجال الأعمال، بحسب وكالة "فرانس برس".
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أعلنت أوائل الشهر الماضي، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستجرى إما في سبتمبر أو أكتوبر المقبلين، وأنها ستصادق على رزنامة الانتخابات، وستبدأ الاستعداد لهذا الحدث الانتخابي بعد إرساء المجلس الوطني للجهات والأقاليم.
وستكون هذه الانتخابات الرئاسية الثانية عشرة في تونس، ومن المنتظر أن يُنتخب فيها رئيس الجمهورية الثامن في تاريخ البلاد لولاية مدتها 5 سنوات بحسب الدستور.
وكان سعيد حقق فوزاً في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في أكتوبر 2019 على منافسه نبيل القروي المتهم بقضايا فساد، ومن المفترض أن تنتهي ولايته في خريف 2024.
ويعد سعيّد صاحب 64 عاماً شخصية جدلية داخل تونس، وهو في الأصل أستاذ جامعي متخصص في القانون الدستوري، وتم انتخابه بغالبية الأصوات في الانتخابات الرئاسية في العام 2019 رافعاً شعار "الشعب يريد"، بحسب "فرانس برس".