بالصور.. أمنيات السلامة تصطدم بمخاوف التصعيد العسكري في غزة بأول أيام العيد

نازحون فلسطينيون يؤدون صلاة العيد بالقرب من مخيم في رفح، قطاع غزة، فلسطين. 10 أبريل 2024 - AFP
نازحون فلسطينيون يؤدون صلاة العيد بالقرب من مخيم في رفح، قطاع غزة، فلسطين. 10 أبريل 2024 - AFP
غزة -وكالاتالشرق

بعدما كانوا ينتظرونه بالتكبيرات والكعك والملابس الجديدة، يستقبل أهالي غزة عيد الفطر هذا العام بينما تفوح رائحة الموت والفقد والدمار من كل أرجاء القطاع المنكوب، فلم يعد هناك مكان للفرحة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية الضارية على القطاع.

يودعون شهر رمضان ولسان حالهم يقول "عيد بأي حال عدت يا عيد"، تمتزج دعواتهم وأمنياتهم بانقشاع الأزمة بالقلق والترقب لما سيحدث تالياً، بعد دخول الحرب شهرها السابع.

وبينما يحتفل العالم العربي والإسلامي بعيد الفطر بطقوسه المعتادة ينتظره سكان غزة بحيرة وحذر، فهو لن يختلف عن غيره من الأيام السابقة، سيستيقظ فيه النازحون على أصوات القصف والدمار، ويبدأون بالبحث عن المياه والطعام لأطفالهم وعائلاتهم، لا يطمعون سوى في الحصول على قليل من الأمان.

طفل نازح فلسطينيي يبيع الحلوى ينتظر الزبائن على رصيف شارع بالقرب من مخيمات للنازحين في رفح بأول أيام عيد الفطر. قطاع غزة، فلسطين. 10 أبريل 2024
طفل نازح فلسطينيي يبيع الحلوى ينتظر الزبائن على رصيف شارع بالقرب من مخيمات للنازحين في رفح بأول أيام عيد الفطر في قطاع غزة. 10 أبريل 2024 - AFP

الطفل خالد البايض (11 عاماً) والذي نزح من مدينة غزة إلى رفح جنوبي القطاع، يتحدث عن افتقاده لأصدقائه وأجواء العيد الذي سيقضيه هذا العام في خيمة، محروماً من دفء البيت والأقارب.

وقال: "نحن الآن في خيمة، لا نضمن بقاءنا على قيد الحياة لعشر دقائق إضافية، بسبب القصف المتواصل، ونفتقد الأمان، سابقاً كنت سعيداً بتجمع الأقارب الذين لا نعلم عنهم أي شيء الآن، وكل ما أتمناه نهاية الحرب لأتمكن من العودة لمنزلي".

طفل يوزع قطع الحلوى على نازحين فلسطينيين خلال صلاة عيد الفطر في مدرسة تم تحويلها لملجأ في رفح، جنوب قطاع غزة، فلسطين. 10 أبريل 2024
طفل يوزع قطع الحلوى على نازحين فلسطينيين خلال عيد الفطر في مدرسة تم تحويلها لملجأ في رفح جنوبي قطاع غزة. 10 أبريل 2024 - AFP

ويصف النازح محمد سلامة الذي فقد عائلته، حاله، قائلاً "أصعب عيد سيمر علينا"، وأضاف لا فرحة هنا في غزة، بعد أن فقدنا عائلاتنا وأصدقاءنا وأقاربنا، ومن بقي منهم موجود في الشمال، ولن نتمكن من رؤيتهم بسبب الحواجز الإسرائيلية التي فصلت القطاع إلى شمال وجنوب، وكل ما أتمناه أن تنتهي الحرب".

وعبر سلامة عن تخوفه من اجتياح رفح المنتظر، حيث يتواجد حالياً أكثر من مليون نازح. 

يتحسر النازحون على الحرمان حتى من التفاصيل البسيطة التي كانت تشعرهم بفرحة العيد مثل أنس صالحة، الذي قال: "نفتقد كل شيء، فبدلاً من أن نزور الأقارب والأهل سنستيقظ لنبحث عن الماء ولقمة العيش، قبل الحرب كنا نستيقظ لنصلي العيد ونزور الأقارب".

نساء فلسطينيات يزرن قبور أقربائهن في عيد الفطر بالقرب من مستشفى الفاروق في رفح، جنوب قطاع غزة. فلسطين. 10 أبريل 2024
نساء فلسطينيات يزرن قبور ذويهم في عيد الفطر بالقرب من مستشفى الفاروق في رفح جنوبي قطاع غزة. 10 أبريل 2024 - Reuters

ومضى قائلاً: "لا يوجد لدينا حتى منازل ولا مساجد، وكل ما أتمناه انتهاء الحرب وأكبر مخاوفي الآن اجتياح رفح كونها النقطة الأخيرة لنا، ولو تم اجتياحها لا نعلم ما الذي سيحدث لنا فلا مكان نذهب إليه".

الأمان ولمة العائلة

بعدما نزحت 4 مرات منذ بدء الحرب تقول نور النجار التي استقر بها المقام في رفح إن أكثر ما ستفتقده في أول أيام العيد هو "الأمان ولمة العائلة".

وقالت: "في الوضع الطبيعي من المفترض أن أكون في منزلي أعيش بأمان، وأجهز ملابس أطفالي وتحضيرات العيد".

فلسطينيون يؤدون صلاة عيد الفطر بالقرب من أنقاض مسجد الفاروق في رفح، جنوب قطاع غزة، فلسطين. 10 أبريل 2024
فلسطينيون يؤدون صلاة عيد الفطر بالقرب من أنقاض مسجد الفاروق في رفح جنوبي قطاع غزة. 10 أبريل 2024 - Reuters

تحن نور لزحام الأسواق ومفاوضات الباعة والزبائن على الأسعار، وقالت "نريد الأمان، هو شيء بسيط ربما بالنسبة للناس، لكن هو أكثر ما نتمناه الآن، نتخوف من اجتياح رفح فهي المكان الوحيد الذي توجد به أسواق لنتمكن من تأمين احتياجاتنا، كما أننا قلقون على مصيرنا ومصير أطفالنا".

ويرى النازح من مدينة غزة محمد أبو عودة، أن العيد الحقيقي سيكون لدى العودة إلى منزله رغم أنه دُمر، وقال "هذا العيد أفتقد عائلتي وأصدقائي، في مثل هذا الوقت كنت أخرج مع أصدقائي. لم نكن نعلم أنه سيأتي يوم ونفتقد كل هذه التفاصيل البسيطة".

أطفال نازحون يلعبون بدراجة يدوية الصنع بالقرب من خيمهم في أول أيام عيد الفطر في رفح. قطاع غزة. فلسطين. 10 أبريل 2024
أطفال نازحون يلعبون بدراجة يدوية الصنع بالقرب من خيام عائلاتهم النازحة إلى رفح في أول أيام عيد الفطر. 10 أبريل 2024 - AFP

ويتذكر أبو عودة، أياماً ولت، قائلاً "كنت في أول أيام العيد أخرج للصلاة مبكراً، وبعد ذلك أعود إلى المنزل لأرى والدي ثم نخرج لزيارة الأقارب، الآن لا أقارب ولا منازل ولا مساجد، لقد دمروا غزة وقتلوا كل معنى للحياة بداخلنا".

على غرار غيره من أبناء غزة، بات حلم النازح من خان يونس لؤي محمود، التوصل إلى هدنة، ومنتهى أمله أن تعود الحياة إلى طبيعتها.

فلسطينيون يصلون صلاة بالقرب من جثامين أفراد عائلة لقيت حتفها جراء القصف الإسرائيلي عشية عيد الفطر على مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح. غزة، فلسطين. 10 أبريل 2024
فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أفراد عائلة لقيت مصرعها جراء قصف إسرائيلي عشية عيد الفطر على مخيم النصيرات للاجئين في دير البلح بقطاع غزة. 10 أبريل 2024 - AFP

وقال: "الآن لم يعد هناك منزل حيث تم تدميره، وكل ما أتمناه أن تتوقف الحرب، وأن يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار لقد تعبنا، نريد العودة إلى حياتنا التي ربما سنحتاج سنوات لنعود إليها".

ودخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها السابع، وراح ضحيتها حتى الآن أكثر من 33 ألف ضحية فيما تخطى عدد المصابين 75 ألفاً.

نازحة فلسطينية تبكي بينما تهاتف أقاربها خلال أول أيام عيد الفطر في رفح. قطاع غزة، فلسطين. 10 أبريل 2024
نازحة فلسطينية تبكي بينما تهاتف أقاربها خلال أول أيام عيد الفطر في رفح جنوبي قطاع غزة. 10 أبريل 2024 - AFP

ويتجاوز عدد النازحين في رفح المليون ونصف المليون، ويعيشون ظروفاً صعبة في ظل افتقادهم كل مقومات الحياة الأساسية من طعام ومياه ورعاية طبية وسط انتشار للأمراض؛ بسبب سوء التغذية والازدحام، بالتزامن مع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة باجتياح المدينة التي تعد الملاذ الأخير للنازحين.

فلسطينيون يؤدون صلاة العيد في ساحة مسجد العمري التاريخي في مدينة غزة، فلسطين. 10 أبريل 2024
فلسطينيون يؤدون صلاة العيد في ساحة المسجد العمري التاريخي في مدينة غزة. 10 أبريل 2024 - AFP

وفي أواخر الشهر الماضي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لعائلات جنود محتجزين في غزة أن إسرائيل "تستعد لدخول رفح" ولن تترك أحداً من جنودها هناك.

وأفاد التلفزيون الإسرائيلي، بأن الجيش يستعد لشن هجومه البري على مدينة رفح حال انهيار مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين، مشيراً إلى أن نتنياهو أمر بشراء 40 ألف خيمة من الصين لنصبها في غزة تمهيداً للعملية البرية في رفح.

تصنيفات

قصص قد تهمك