إسرائيل في حرب غزة.. 33 ألف ضحية واعتذار وحيد

time reading iconدقائق القراءة - 6
جوازات سفر الموظفين العاملين في منظمة وورلد سنترال كيتشن الدولية لإغاثة المتطوعين ومقرها الولايات المتحدة والذين قتلوا بعد هجوم إسرائيلي على مركبة تابعة لـلمنظمة في دير البلح. 1 أبريل 2024 - Reuters
جوازات سفر الموظفين العاملين في منظمة وورلد سنترال كيتشن الدولية لإغاثة المتطوعين ومقرها الولايات المتحدة والذين قتلوا بعد هجوم إسرائيلي على مركبة تابعة لـلمنظمة في دير البلح. 1 أبريل 2024 - Reuters
دبي-الشرق

رغم وصول حصيلة ضحايا الحرب على غزة إلى نحو 33 ألفاً أغلبهم من النساء والأطفال، إلا أن اعتذار إسرائيل الثلاثاء، عن الغارة الجوية التي قتلت 7 من موظفي منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية في غزة، هو الأول منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، رغم زعمها أن القصف "لم يكن مقصوداً"، وقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذه أمور "تحدث في الحرب".

وقتلت إسرائيل الاثنين، في غارة جوية، 7 من موظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي، بعد إفراغهم نحو 100 طن من المساعدات الغذائية في مستودع في دير البلح بوسط غزة، إذ قصفت القافلة المكونة من ثلاث عربات اثنتين منهما كانتا مدرعتين، أكثر من مرة، وفق ما أظهرت بيانات وصور الحادثة.

وقالت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" إن الضحايا هم: سيف الدين عصام عياد أبو طه (25 عاماً) وهو فلسطيني، وزومي فرانكوم (43 عاماً) وهي أسترالية، وداميان سوبول (35 عاماً) وهو بولندي، وجايكوب فليكينجر (33 عاماً) وهو أميركي-كندي، والبريطانيون جون تشابمان (57 عاماً) وجيمس هندرسون (33 عاماً) وجيمس كيربي (47 عاماً).

اعتذار... و"لكن"

وأقر نتنياهو، بأن الجيش الإسرائيلي قتل "عن غير قصد"، 7 من عمال "وورلد سنترال كيتشن"، في غارة جوية على قطاع غزة.

وقال لدى مغادرته المستشفى في القدس، الثلاثاء، بعد أن خضع لعملية "للأسف، وقعت في اليوم الأخير حادثة مأساوية، حين قصفت قواتنا أبرياء في قطاع غزة عن غير قصد". وأضاف "يحدث هذا في الحرب، سنحقق في الأمر بشكل تام، نحن على اتصال مع الحكومات، وسنفعل كل شيء حتى لا يتكرر ذلك"، على حد قوله.

كما أقرّ الجيش الإسرائيلي الأربعاء، بارتكاب "خطأ جسيم" بعد الضربة، وقال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي إن الضربة "خطأ جسيم لم يكن يجب أن يحدث"، متحدثاً عن "خطأ في تحديد الأشخاص" في "ظروف معقدة للغاية".

ومساء الثلاثاء، أعرب الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوج عن "حزنه الكبير واعتذاره الصادق"، إثر قتل عمّال الإغاثة.

سلسلة من النفي والإنكار

ولم تعتذر إسرائيل عن سقوط الضحايا المدنيين في غزة قط، واعتبر قادة عسكريون في إسرائيل ديسمبر الماضي، أن معدل الضحايا بين المدنيين في غزة معدل "إيجابي للغاية"، بالنظر إلى "التحديات القتالية".

ولم تقر إسرائيل بمسؤوليتها أو تقدم اعتذاراً عن قصف مستشفى الأهلي المعمداني في بداية الحرب في 17 أكتوبر، والذي راح ضحيته نحو 471 شخصاً، وأثار تنديداً دولياً.

ونفت إسرائيل مسؤوليتها عن القصف، ورفضت تقديم اعتذار، كما لم تعتذر عن الاقتحامات المتكررة للمستشفيات وتدمير القطاع الطبي، بما في ذلك مستشفى الشفاء الذي اقتحمته مرتين بشكل مطول، وقتلت واعتقلت فيه أطباء ومرضى، ومن زعمت أنهم "مسلحون".

كما لم تعتذر إسرائيل عن اقتحام مستشفى ابن سينا في الضفة الغربية واغتيال 3 مقاتلين فلسطينيين، كان أحدهم يخضع للعلاج داخل المستشفى، رغم كون المستشفيات منشآت محمية يحظر الهجوم عليها بموجب قوانين ومعاهدات دولية.

ورفضت إسرائيل تحمل المسؤولية كذلك، عن مجزرة دوار الكويت، حين فتحت النار في 24 مارس، على فلسطينيين كانوا ينتظرون أكياس الطحين والمساعدات، لتقتل 19 فلسطينياً، وتصيب 23 آخرين.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى، إذ سبق وأن قتلت 20 فلسطينياً منتصف مارس، حين فتحت النار على منتظري المساعدات في نفس النقطة، ونفت إسرائيل مسؤوليتها في كلتا الحالتين، وزعمت أن تلك التقارير "خاطئة".

معدل "إيجابي للغاية" للضحايا المدنيين

وفي تقييم إسرائيلي لعدد الضحايا المدنيين في غزة خلال إيجاز صحافي عسكري، ديسمبر الماضي، رد مسؤول إسرائيلي رفيع على سؤال لأحد المراسلين بأن إسرائيل قتلت 5 آلاف من مقاتلي حركة "حماس" من بين حصيلة ضحايا كانت تبلغ حينها 16 ألفاً، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس" حينها.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في مقابلة مع CNN، التقرير، واعتبر أن معدل مدنيين اثنين إلى مقاتل واحد، على حد زعمه، هو معدل "إيجابي للغاية"، نظراً للقتال في مناطق سكنية كثيفة.

وفيما تصدر حصيلة الضحايا أولاً بأول عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إلا أن الوزارة لا تحدد أعداد المدنيين أو المقاتلين، وتأتي التقديرات لعدد مقاتلي حركة "حماس" الذين سقطوا في الحرب، من إسرائيل فقط.

واعتبر كونريكوس أن رقم الضحايا المدنيين والذي كان يبلغ وفق التقديرات الإسرائيلية نفسها 11 ألفاً، من بين الحصيلة الكلية البالغة 16 ألفاً، "إيجابي للغاية بشكل مذهل" وربما "فريد العالم".

ولكن تلك التقديرات الإسرائيلية نفسها للضحايا المدنيين واصلت الصعود مع بلوغ حصيلة الضحايا نحو 30 ألفاً في مطلع مارس، إذ زعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل نحو 10 آلاف من عناصر "حماس"، وهو ما يترك 20 ألفاً من المدنيين.

وفي نهاية فبراير الماضي، قدم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، حصيلة أكبر للضحايا المدنيين في غزة، إذ قال إن إسرائيل قتلت أكثر من 25 ألف امرأة وطفل منذ السابع من أكتوبر.

وخلال جلسة استماع في الكونجرس، سُئل أوستن عن عدد النساء والأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل، فأجاب: "أكثر من 25 ألفاً".

تصنيفات

قصص قد تهمك