بدأ فريقان من البلدين ترسيم الحدود على أمل إنهاء عقود من نزاعات الأراضي

أذربيجان: السلام مع أرمينيا "أقرب من أي وقت"

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يحضر اجتماع قادة كومنولث الدول المستقلة في سانت بطرسبرغ روسيا. 26 ديسمبر 2022 - REUTERS
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يحضر اجتماع قادة كومنولث الدول المستقلة في سانت بطرسبرغ روسيا. 26 ديسمبر 2022 - REUTERS
باكو-أ ف ب

أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الثلاثاء، أن التوصل إلى اتفاق للسلام مع أرمينيا بات أقرب من أي وقت مضى، فيما بدأ فريقان من البلدين عملية ترسيم الحدود على أمل إنهاء عقود من النزاعات على الأراضي.

يأتي تفاؤل علييف في ظل التقدّم الذي تم تحقيقه بشأن ترسيم الحدود، رغم احتجاجات في أرمينيا لم تتجاوز صدمة سيطرة باكو على إقليم ناجورنو قره باغ، إثر عملية خاطفة العام الماضي.

والثلاثاء، أقام فريقان من البلدين أول علامة حدودية، بعدما اتفق مسؤولون على ترسيم جزء بناءً على خرائط تعود إلى الحقبة السوفياتية.

وقال علييف، الثلاثاء، في إشارة إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام "نقترب من ذلك أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف: "لدينا الآن فهم مشترك للكيفية التي يجب أن يبدو عليها اتفاق السلام. علينا فقط التعامل مع التفاصيل".

وتابع: "يحتاج الطرفان إلى وقت.. لدى كلانا الإرادة السياسية في القيام بذلك".

 

ووافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الشهر الماضي، على إعادة 4 قرى حدودية كانت جزءاً من أذربيجان عندما كان البلدان ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي.

احتجاجات في أرمينيا 

أكد علييف، الثلاثاء، أنه وافق على مقترح قدّمته كازاخستان باستضافة اجتماع لوزراء الخارجية.

وحاولت عدة بلدان في الماضي أداء دور الوسيط، بما فيها روسيا وإيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلا أن سنوات من المحادثات فشلت.

وقلل علييف من أهمية الحاجة إلى تدخل أطراف ثالثة.

وقال: "لا نتحدث عن أي نوع من الوساطة لأن ما يحصل الآن عند حدودنا يظهر أنه عندما نترك وحدنا.. يمكننا الاتفاق في أقرب وقت".

أقام خبراء من البلدين أول علامة حدودية الثلاثاء، وفق ما جاء في بيانين متطابقين.

واندلعت احتجاجات في وقت سابق في أرمينيا، إذ عطّل متظاهرون حركة السير لمدة وجيزة عند عدة نقاط على الطريق السريع الرابط بين أرمينيا وجورجيا، خشية انتهاء العملية بتنازل يريفان عن مزيد من الأراضي.

وأكدت يريفان، الثلاثاء، أنها لن تنقل "الأراضي التابعة لسيادة أرمينيا" إلى جارتها.

انتزعت القوات الأرمينية في التسعينات المناطق المهجورة الأربع التي ستعاد إلى أذربيجان، أسكيابارا السفلى وباجانيس أيروم وخيريملي وجيزيلهاجيلي، ما دفع سكانها المنتمين للعرقية الأذربيجانية إلى الفرار.

لكن سكان القرى المجاورة الأرمن يخشون عزلهم عن باقي البلاد، ومن إمكان انتهاء بعض المنازل ضمن الأراضي الأذربيجانية.

وتحمل المنطقة أهمية استراتيجية بالنسبة لأرمينيا، وقد يتم تسليم عدة أجزاء صغيرة من الطريق السريع المؤدي إلى جورجيا الذي يعد حيوياً بالنسبة للتجارة.

وستمر الحدود التي يتم ترسيمها قرب أنبوب روسي رئيسي للغاز، في منطقة توفر أيضاً مواقع عسكرية متميّزة.

"مؤشر سلام"

شدد باشينيان على ضرورة حل النزاع الحدودي "لتجنّب حرب جديدة".

وقال، السبت، إن الحراس الروس المنتشرين في المنطقة منذ عام 1992 سيُستبدلون، "وسيتعاون حرس الحدود من أرمينيا وأذربيجان لحراسة حدود الدولة بأنفسهم".

وأضاف أن ترسيم الحدود يمثل "تغيراً كبيراً"، مضيفاً أن فصل البلدين بـ"حدود لا خط تماس هو مؤشر الى السلام".

واستعادت القوات الأذربيجانية الخريف الماضي إقليم ناجورنو قره باغ من قبضة الانفصاليين الأرمن، في إطار عملية استغرقت يوماً واحداً، ووضعت حداً لنزاع مستمر منذ عقود على المنطقة.

لكن المطالبات بالأراضي شكلت تهديداً متواصلاً بتصعيد جديد.

وتطالب باكو بـ4 قرى إضافية تقع في جيوب أعمق ضمن الأراضي الأرمينية. كما تطالب بإقامة ممر برّي عبر أرمينيا لربط البر الرئيسي بجيب ناخيتشيفان وصولاً إلى حليفتها تركيا.

وتشير يريفان بدورها إلى جيبها في أذربيجان وإلى الأراضي التي انتزعتها باكو على مدى السنوات الثلاث الأخيرة خارج قره باغ.

تصنيفات

قصص قد تهمك