"بوليتيكو": إدارة بايدن غير مقتنعة بانتصار أوكرانيا رغم المساعدات الجديدة

جنود أوكرانيون يطلقون صواريخ باتجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك. 24 أبريل 2024 - REUTERS
جنود أوكرانيون يطلقون صواريخ باتجاه القوات الروسية في منطقة دونيتسك. 24 أبريل 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

شكك بعض مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في إمكانية أن تكون المساعدات الجديدة المقدمة لأوكرانيا والبالغ قيمتها 60 مليار دولار، كافية لتحقيق كييف الانتصار في حربها ضد روسيا، بحسب مجلة  "بوليتيكو".

وخلال الأشهر الماضية، تغيرت ديناميات ساحة المعركة بشكل كبير، ويرجع ذلك جزئياً لنفاد الأسلحة والذخيرة الأوكرانية، بينما كان الكونجرس يناقش تفويض تقديم مزيد من المساعدات، وفقاً لما نقلته المجلة الأميركية عن 3 مسؤولين بإدارة بايدن طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

وخلال تلك الفترة، واجهت أوكرانيا صعوبة في الحفاظ على الأراضي الواقعة شرق البلاد، على الرغم من أن روسيا لم تحقق مكاسب كبيرة أيضاً.

وتحتفظ روسيا بميزة القوة البشرية والأسلحة، وسيستغرق الأمر الكثير لعكس أشهر وسنوات من الخسائر الإقليمية، كما يطرح المسؤولون الأميركيون أسئلة بشأن تكتيكات كييف وأولوياتها، خاصة بعد فشل هجومها المضاد ما أدى إلى استنزاف عتاد القوات والروح المعنوية.

وقال مسؤول أميركي للمجلة، إن "الهدف المباشر هو وقف خسائر أوكرانيا، ومساعدتها على استعادة الزخم، وقلب المد في ساحة المعركة، وبعد ذلك، تكون المهمة التالية مساعدتها على البدء في استعادة أراضيها".

وأضاف: "هل سيكون لديهم ما يحتاجون إليه للانتصار؟ نعم. لكنه ليس ضماناً بأنهم سيحققونه، فالعمليات العسكرية أكثر تعقيداً من ذلك بكثير".

ويعرب المشرعون الأميركيون، عن مخاوفهم بشأن ما إذا كان تقديم المزيد من الأسلحة الأميركية لأوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى هزيمة روسيا، أو ما إذا كان ذلك كافياً لدرء الغزو مؤقتاً.

واعتبرت "بوليتيكو"، أن الانتصار على روسيا يعني أن أوكرانيا ستستعيد معظم أو كل أراضيها بعد 10 سنوات من الحرب، وآخرها هجوم الرئيس فلاديمير بوتين الشامل على أوكرانيا الذي بدأ عام 2022.

وعلى النقيض من ذلك، فإن عدم الخسارة، يشير إلى إمكانية أن تحافظ أوكرانيا على خطوطها وتتقدم بعض الشيء، لكنها ستفشل في استعادة ما سيطرت عليها روسيا من أراضي.

وشدد بايدن، عند توقيعه على حزمة المساعدات لأوكرانيا، الأربعاء، على أن روسيا تستخدم جيشها لاستهداف البنية التحتية المدنية، مسلطاً الضوء على الحاجة إلى تعزيز قوة كييف النارية. 

وأشار النائب الديمقراطي بيل كيتنج، الذي التقى مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف هذا الأسبوع، إلى المخاوف من إمكانية أن تواجه كييف صعوبة في التقدم ضد روسيا، وقال: "ستكون هناك فترة لا أعتقد أنه ستكون فيها أي تحولات كبيرة".

وألمح منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، الثلاثاء، إلى أن أوكرانيا لا تزال تفتقر إلى "خطة كاملة لهزيمة روسيا"، على الرغم من أن الولايات المتحدة ستجري محادثات للمساعدة في بلورة هذه الخطة.  

وتشدد إدارة بايدن منذ فترة طويلة على أن كييف ستقرر كيفية انتهاء الحرب، سواء بدفع القوات الروسية إلى ما وراء الحدود أو باتفاق مرضٍ على الطاولة التفاوضية، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصر على أن بلاده يجب أن تقاتل حتى تعود شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس الشرقية وأجزاء أخرى من البلاد إلى سيطرته.

وسواء كان ذلك استعراضاً أم لا، فإن هذا الموقف يُلزم الولايات المتحدة بالاستمرار في صراع طويل، دون ضمان أن يحقق زيلينسكي أهدافه، بحسب المجلة. 

وذكرت إدارة بايدن أن شهوراً من مداولات الكونجرس، حرمت أوكرانيا من الأسلحة للرد على روسيا، ما وضعها في حالة تراجع خلال الأشهر الحاسمة من الحرب.

وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأربعاء، إلى "إمكانية أن تحقق روسيا مكاسب تكتيكية إضافية خلال الأسابيع المقبلة. وسيستغرق الأمر بعض الوقت بالنسبة لنا للخروج من الفجوة التي نشأت عن 6 أشهر من التأخير".

والحزمة الأكثر إلحاحاً المتجهة إلى أوكرانيا ستبلغ قيمتها مليار دولار وتشمل أسلحة نظام الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى "أتاكمس" التي تريدها كييف منذ فترة طويلة. 

ويشير الديمقراطيون والجمهوريون، إلى أن مستقبل أوكرانيا يعتمد على ما يقدمه بايدن أكثر بكثير من المبلغ بالدولار.

وقال النائب الجمهوري دون باكون، وهو عضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: "تحتاج الإدارة (الأميركية) إلى إرسال أسلحة عالية الجودة مثل (أتاكمس) حتى تتمكن أوكرانيا من قلب الموازين".

ويتوقع مسؤولو إدارة بايدن أن يكون مبلغ 60 مليار دولار كافياً على الأقل حتى نهاية ولايته الرئاسية الحالية.

وفي حال فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى ضد الرئيس السابق دونالد ترمب، ليس واضحاً ما إذا كان سيحتاج إلى طلب تفويض جديد من الكونجرس، الذي قد يكون خاضعاً لسيطرة الجمهوريين.

تصنيفات

قصص قد تهمك