البيت الأبيض يحضّ على التزام "الطابع السلمي" بعد اعتقال المئات

مشرعون أميركيون يرفضون استدعاء الحرس الوطني لاحتواء احتجاجات الجامعات

مؤيدة لإسرائيل تمر قرب تظاهرة ضد الحرب على قطاع غزة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا. 28 أبريل 2024 - REUTERS
مؤيدة لإسرائيل تمر قرب تظاهرة ضد الحرب على قطاع غزة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا. 28 أبريل 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

رفض أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي اقتراح رئيس مجلس النواب مايك جونسون استدعاء الحرس الوطني إلى حرم الجامعات، من أجل السيطرة على الاحتجاجات المتزايدة ضد الحرب في غزة، ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل.

وشدّد البيت الأبيض، الأحد، على وجوب أن تحافظ الاحتجاجات المعارضة للحرب على غزة التي تشهدها جامعات أميركية منذ أسابيع على "الطابع السلمي"، في أعقاب اعتقال الشرطة نحو 275 شخصاً في 4 جامعات منفصلة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال السيناتور الجمهوري من ولاية أوهايو جيه دي فانس، وهو وواحد من العديد من المشرعين الذين أعربوا عن تحفظاتهم، لبرنامج Fox News Sunday المذاع على شبكة FOX News: "لا أعرف ما إذا كنتم بحاجة إلى استدعاء الحرس الوطني، ربما تستدعون الشرطة فقط".

وذكر السيناتور تيم كين، وهو ديمقراطي من فيرجينيا، لبرنامج Meet the Press المذاع على شبكة NBC News، أن إرسال الحرس الوطني إلى الحرم الجامعي "من شأنه أن يثير ذكريات مؤلمة للحقبة العنيفة للاحتجاجات في الحرم الجامعي ضد حرب فيتنام، وتحديداً في جامعة كينت".

وفي عام 1970 أطلق الحرس الوطني النار على مجموعة من المتظاهرين في جامعة كينت بولاية أوهايو، ما أودى بحياة 4 طلاب.

وقال كين عن نشر الحرس الوطني: "أعتقد أنها ستكون فكرة سيئة للغاية"، مشيراً إلى أن هناك سبلاً لإدارة الاحتجاجات باستخدام أمن الحرم الجامعي، وأيضاً من خلال "تقديم المزيد من الفرص للطلاب لإجراء حوار مدني وبناء حيث يسمع الناس بعضهم البعض".

وأوضح مشرعون أن السيطرة على المظاهرات يجب أن تبدأ بالشرطة المحلية، أو مسؤولي الجامعات، بينما أشار آخرون إلى أن الجامعات يجب أن تشجع على إجراء "حوار بناء" بين الطلاب.

والأسبوع الماضي، أدان رئيس مجلس النواب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين خلال زيارة إلى جامعة كولومبيا، قائلاً إنه سيكون هناك دور "مناسب" للحرس الوطني، إذا لم يتم احتواء المظاهرات بسرعة.

الاحتجاجات تتزايد

وتصاعدت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين مع تزايد الانتقادات، لدعم الولايات المتحدة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ويتجمع المحتجون عبر الجامعات في جميع أنحاء البلاد، ويقيمون مخيمات على أراضي الكليات، ويطالبون الإدارات بالانسحاب من الجهات التي تدعم إسرائيل والحرب.

وردت بعض الكليات بإحضار الشرطة، مع اعتقال طلاب وأساتذة متظاهرين في بعض الأحيان.

وألغت جامعة جنوب كاليفورنيا حفل تخرجها الرئيسي الأسبوع الماضي، بسبب مخاوف أمنية في ظل التصاعد في الاحتجاجات، واعتقلت الشرطة مرشحة حزب الخضر جيل ستاين أثناء دعمها للاحتجاج في جامعة واشنطن في سانت لويس.

وتظاهر حشد مؤيد للفلسطينيين أمام حفل العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض في واشنطن ليل السبت، وهتفوا ضد المشرعين والصحافيين الذين حضروا الحفل الرسمي.

وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية كونيتيكت كريس ميرفي إن معظم الشباب الذين يحتجون في الجامعات لهم قناعاتهم الرافضة للحرب، وإن الولايات المتحدة يجب أن تحمي حقهم في الاحتجاج السلمي.

وأفاد ميرفي في حديث لبرنامج لبرنامج  Fox News Sunday، بأنه "في بعض هذه الاحتجاجات داخل الحرم الجامعي، كانت هناك تهديدات مشروعة للطلاب في الحرم الجامعي. وأعتقد أنه في هذه الحالات، يمكن لشرطة الحرم الجامعي أو الشرطة المحلية التعامل مع هذه التهديدات، ويجب عليها ذلك".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان سيؤيد إرسال الحرس الوطني، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إنه سيلجأ إلى إدارات الجامعات أولاً.

وقال ماكونيل في حديث لبرنامج  Face the Nation على شبكة CBS News: "دعونا نرى ما إذا كان بإمكان رؤساء الجامعات هؤلاء السيطرة على الوضع. يجب أن يكونوا قادرين على القيام بذلك.. النقاش المدني هو ما يفترض أن يكون عليه التعليم الجامعي".

"الطابع السلمي"

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي لشبكة ABC News التلفزيونية: "نحن بالتأكيد نحترم الحق في الاحتجاج السلمي".

لكنه أضاف: "نحن ندين تماماً لغة معاداة السامية، التي سمعناها مؤخراً، وندين بالتأكيد كل خطاب الكراهية والتهديدات بالعنف هناك".

وانطلقت شرارة التظاهرات من جامعة كولومبيا في نيويورك، قبل أن تنتشر بسرعة في جميع أنحاء البلاد.

ورغم الهدوء الذي خيّم على العديد من حرم الجامعات، فإن عدد المتظاهرين الذين اعتقلوا على يد شرطة مكافحة الشغب يتزايد بسرعة.

واعتقل 100 شخص في جامعة "نورث إيسترن" في بوسطن، و80 في جامعة "واشنطن" في سانت لويس، و72 في جامعة "أريزونا ستايت"، و23 في جامعة "إنديانا".

تصنيفات

قصص قد تهمك