روسيا إلى أكبر مكاسبها في أوكرانيا منذ 2022.. وكييف تنتظر تدفق أسلحة الغرب

أعضاء من وحدة خاصة بالحرس الوطني الأوكراني يطلقون قذيفة هاون باتجاه القوات الروسية في بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك الأوكرانية. 8 نوفمبر 2023 - Reuters
أعضاء من وحدة خاصة بالحرس الوطني الأوكراني يطلقون قذيفة هاون باتجاه القوات الروسية في بلدة أفدييفكا في منطقة دونيتسك الأوكرانية. 8 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي -الشرق

خلصت شبكة CNN الأميركية في تحليل نشرته، الأربعاء، إلى أن انتظار أوكرانيا لمدة 5 أشهر، قبل موافقة الكونجرس الأميركي على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 61 مليار دولار، ربما تسبب في أضرار دائمة سيكون لها أثر على الخطوط الأمامية في مواجهة القوات الروسية لأشهر مقبلة، خصوصاً مع  استيلاء روسيا على أكبر مساحة من الأراضي الأوكرانية منذ يوليو 2022، وفي ظل هجوم جديد محتمل في أواخر مايو الجاري.

وأوضحت الشبكة أن القوات الروسية استغلت نقص القوات المدفعية، الذي يعيق الدفاعات الأوكرانية منذ ديسمبر الماضي، للتقدم في الجبهة الشرقية بالقرب من مدينة أفدييفكا، محققة أكبر تقدم منذ أشهر الحرب الأولى.

ولفتت إلى أن روسيا دفعت بموارد هائلة لمهاجمة الدفاعات الأوكرانية الضعيفة عبر خطوط الجبهة الشرقية، باتجاه ثلاث نقاط رئيسية: المركز العسكري الحيوي في بوكروفسك، غرب أفدييفكا والمرتفعات الاستراتيجية في شاسيف يار، بالقرب من باخموت، وأخيراً كوراخوف في الجنوب الشرقي.

ومع ذلك، لم يتوقف تقدم موسكو عند هذا الحد، فعلى مدى الأسابيع الـ 10 التالية، استولت القوات الروسية ببطء على قرية تلو الأخرى إلى غرب أفدييفكا، مستفيدة من فشل كييف في بناء التحصينات وترددها في الإعلان علناً عن مدى خسائرها الإقليمية في تلك المنطقة. 

وفي فبراير الماضي، أعلنت أوكرانيا انسحابها من أفدييفكا، وهي بلدة تقاتلت عليها منذ عقد من الزمن، ويبدو أن روسيا ضحت بمئات الجنود للسيطرة عليها. 

وإلى الشمال، تستهدف روسيا بانتظام ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، خاركوف، ولكنها تدفع بقوة على طول الخطوط الأمامية بالقرب من كوبيانسك، لإعادة احتلال الأراضي التي حررتها أوكرانيا في تقدم خاطف في أواخر صيف عام 2022. 

وأظهرت الانسحابات الأوكرانية من تلك البلدات، أن القوات الروسية حققت في أكثر من شهرين، أكبر وأسرع تقدم منذ تقدم يوليو 2022 قرب سيفيرودونيتسك.

وبحسب CNN، قد يؤدي المزيد من التقدم الروسي نحو كوراخوف في الجزء الجنوبي الشرقي من خط المواجهة هذا، إلى تعريض المكاسب التي حققتها أوكرانيا خلال الهجوم المضاد الصيفي للخطر. 

يأتي ذلك، وسط توقعات عن تقدم قبل هجوم روسي محتمل في أواخر مايو الجاري، والذي يمكن أن يهدد وجود أوكرانيا في منطقة دونيتسك والمكاسب التي تم تحقيقها بشق الأنفس، وإن كانت متواضعة، نحو مدينة ماريوبول الساحلية. 

تحذير أوكراني

وقد دفع تقدم موسكو بتحذيرات من كبار المسؤولين العسكريين الأوكرانيين من وجود تهديد محتمل لخطوط إمداد كييف ومراكزها في الشرق، والتي أصبحت الآن على بعد مسافة خطيرة من مدى النيران الروسية الفعالة، فيما اعترف القائد الأعلى للقوات الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، قبل أيام، بسقوط سلسلة من القرى، كانت عدة شخصيات عسكرية أوكرانية زعمت أنها لا تزال محل نزاع.

وأدى إحجام القادة العسكريين الأوكرانيين عن الاعتراف بهذه الخسائر إلى انتقادات علنية من بعض المدونين والمحللين العسكريين المؤيدين لأوكرانيا، إذ أظهرت مجموعة DeepStateMap، التي تقوم بتحديث الوضع في الخطوط الأمامية يومياً، خسائر كبيرة بالقرب من أفدييفكا. 

وقال رسلان ميكولا، أحد مؤسسي مجموعة DeepStateMap، إن الأوكرانيين "تحدثوا لأنهم شعروا أن المتحدث باسم الجيش لديه الفرصة للتحقق من الوضع الحقيقي، لكنه لا يزال يقدم معلومات غير صحيحة وهذا يقوض مصداقيتنا".

وأضاف ميكولا أن التقدم الروسي بالقرب من أوتشيريتين، وهي قرية استولت عليها روسيا في الأسابيع الماضية غرب أفدييفكا، هو "نجاح تكتيكي حتى الآن"، ولكنه يمكن أن يصبح "نجاحا استراتيجياً". 

وأردف: "في الوضع الحالي، سيكون من الصعب جداً إيقاف العدو، لأنه يدفع إلى الأماكن التي لم يكن الدفاع يولي اهتماماً كافياً بها"، مشيراً إلى نقص في التحصينات الدفاعية على طول أفدييفكا، ما يعني فعلياً أن السهول المفتوحة حتى الطريق السريع الرئيسي الذي يؤدي إلى المركز الأوكراني الاستراتيجي، بوكروفسك، أصبحت الآن معرضة للخطر.

كما حذر المسؤولون الأوكرانيون علناً، من التهديد الذي تتعرض له تشاسيف يار، وهي بلدة صغيرة بالقرب من مدينة باخموت، التي اُنتزعت من السيطرة الأوكرانية في مايو الماضي.

وقال الناطق باسم قيادة خورتيتسيا الأوكرانية، اللفتنانت نزار فولوشين، الثلاثاء الماضي، إن القوات الروسية كانت تهدف إلى الدفع على طول القناة القريبة منها، والاستيلاء عليها للحصول على ميزة استراتيجية على المدن العسكرية الأوكرانية القريبة الحيوية.

وأضاف: "سيكون من المهم جداً بالنسبة لهم أن يأخذوا تشاسيف يار قبل أن نتلقى مساعدات غربية، إذا استولى العدو على المرتفعات المهيمنة واكتسب المحتلون موطئ قدم هناك، فستكون مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، لأن كوستيانتينيفكا وكراماتورسك وسلوفيانسك ودروجكيفكا ستتعرض للهجوم على الفور".

ولفتت الشبكة الأميركية، إلى أنه إذا كانت هذه البلدات الأربع، التي تقع على طول نفس الطريق السريع، في خطر جدي يتعلق بالاستيلاء عليها، فإن هدف روسيا من السيطرة على منطقة دونيتسك سيكون أقرب بكثير للتحقق.

وإثر ذلك، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب، الثلاثاء الماضي، الغرب بـ "الإسراع في توري الأسلحة لتعزيز قدرات جنودنا بشكل كبير"، إذ قال إن الدفاعات في كييف بحاجة إلى "قوة يجب أن تثبت نفسها في اتجاه بوكروفسك، إلى جانب جبهات خطيرة أخرى نحو الجنوب بالقرب من كوراخوف، وأيضاً إلى الشمال الشرقي بالقرب من كوبيانسك". 

يشار إلى أن مجلس النواب الأميركي، أقر في 20 أبريل الماضي، بدعم واسع من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حزمة تشريعية بقيمة 95 مليار دولار تقدم مساعدات أمنية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، وذلك رغم اعتراضات قوية من بعض الجمهوريين المتشددين.

تصنيفات

قصص قد تهمك