قال مصدر إيراني مطلع إن "الرفض الأميركي المستمر لرفع جميع العقوبات التي فرضتها على إيران، سيؤدي حتماً إلى توقف محادثات فيينا الجارية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران".
وأضاف المصدر، بحسب شبكة "برس تي في" الإيرانية، أن طهران "لا تزال تصر على التنفيذ الكامل للمادة 29 من الاتفاق النووي، والإنهاء الكامل لجميع العقوبات المتعلقة بالاتفاق، وتلك التي أعيد فرضها خلال فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب".
وتتعلق المادة 29 بامتناع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن تبني أي سياسات مصممة خصيصاً للتأثير على تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران، انطلاقاً من التزامهم بعدم إضعاف التنفيذ الناجح للاتفاق النووي.
وأكد المصدر أن إصرار الولايات المتحدة على عدم إنهاء هذه العقوبات "سيؤدي إلى وقف مؤكد للمفاوضات" الجارية في فيينا لاستعادة الاتفاق المعروف رسمياً بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة".
ووفقاً للمصدر، فإن فريق التفاوض الإيراني أعلن مراراً خلال محادثات فيينا ضرورة رفع جميع العقوبات التي فرضت على إيران، تحت أي عنوان، بعد الاتفاق النووي، سواء في فترة ترمب، أم في فترة سلفه باراك أوباما، كما أعلن أن جميع مواد الاتفاق النووي يجب أن تُنفَّذ بدقة.
واعتبر المصدر أن "قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات، وقانون العقوبات الإيرانية، ينتهكان المادة 29 من الاتفاق".
تطبيع العلاقات التجارية
وقال المصدر إن واشنطن "يجب أن تزيل جميع العقبات التي تقف في طريق تطبيع العلاقات التجارية بين إيران ودول العالم، وفقاً للمادة 29 من الاتفاق النووي".
وقالت الشبكة إن معلومات حصلت عليها تشير إلى أن الولايات المتحدة لم تقبل حتى الآن "الإصلاحات" المطلوبة للحد من المخاطر التي يتعرض لها كل من يتعاون مع إيران اقتصادياً ومصرفياً.
وأشار المصدر إلى أن إيران تعتقد أن الرفض الأميركي لرفع العقوبات التي أعيد فرضها تحت مسميات جديدة على الأشخاص والمؤسسات الإيرانية ضمن القائمة الأميركية للمواطنين المعينين خصيصاً والأشخاص المحظورين، هو "مراوغة" وتنصل من رفع العقوبات، وهو ما سترفضه طهران.
كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب من الاتفاق عام 2018، وأطلق حملة "الضغط القصوى" لإجبار إيران على إعادة التفاوض من أجل اتفاقية أفضل.
استمرار العقوبات
ونفى البيت الأبيض، مساء الأحد، تقارير نشرتها وسائل إعلام إيرانية رسمية تُفيد بأن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع إيران لرفع العقوبات الاقتصادية، قائلاً إنه "لا يزال هناك الكثير الذي يتعين التفاوض بشأنه خلال الأسابيع المقبلة".
وقال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، لشبكة "إيه بي سي نيوز": "لا توجد صفقة الآن"، مضيفاً أنه "لا تزال هناك مسافة لسد الثغرات المتبقية".
وتابع: "هذه الثغرات تتعلق بالعقوبات التي ستدفعها الولايات المتحدة ودول أخرى. إنهم يبحثون عن القيود النووية التي ستقبلها إيران على برنامجها لضمان عدم حصولها على سلاح نووي"، لافتاً إلى أن الدبلوماسيين الأميركيين سيواصلون العمل "خلال الأسابيع المقبلة لمحاولة التوصل إلى عودة متبادلة للاتفاق النووي على أساس الامتثال".
ممانعة جمهورية
وتواجه محاولات الرئيس الأميركي جو بايدن صعوبات تتعلق بالخلافات مع طهران من ناحية، والمقاومة الداخلية للاتفاق من ناحية أخرى.
وقالت صحيفة "بوليتيكو"، الاثنين، إن محاولة بايدن الجديدة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني والوصول لاتفاق دبلوماسي "أطول أمد وأقوى"، تواجه شكوكاً عميقة وعقبات محتملة في الكونغرس، بما في ذلك الحزب الديمقراطي.
وأوضحت "بوليتيكو" في تقرير أن صقور الحزب الجمهوري "يعملون على تأكيد رأيهم، وربما يستخدمون سلطة الفيتو"، في أي محاولة من قبل إدارة بايدن لإلغاء العقوبات الصارمة التي فرضها ترمب، على طهران بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.
وفي الوقت الذي يجري فيه مسؤولو إدارة بايدن محادثات غير مباشرة مع الإيرانيين في فيينا، يناقش الجمهوريون استراتيجيات تُصعب على بايدن العودة مرة أخرى إلى الاتفاق النووي، إذ من المتوقع أن يستخدم الحزب أدوات تشريعية مرتبطة بالعقوبات التي فرضها ترمب، وفقاً للصحيفة الأميركية.
كان الاتحاد الأوروبي أعلن، الأسبوع الماضي، استئناف المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني في العاصمة النمساوية فيينا، برئاسة المدير السياسي للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا.
وقال الاتحاد في بيان: "سيواصل المشاركون مناقشاتهم لبحث إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، وكيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال للاتفاق".
وتجتمع إيران والقوى العالمية في فيينا، حيث مقر وكالة الطاقة الذرية، منذ أوائل أبريل الماضي، للتفاوض بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها لإعادة طهران وواشنطن إلى الالتزام الكامل بالاتفاق، وتشمل المفاوضات العقوبات الأميركية، وانتهاكات إيران للاتفاق في الآونة الأخيرة.
اقرأ أيضاً: