أنور إبراهيم: واشنطن تستطيع إجبار إسرائيل على وقف الحرب.. وحماس "تقاتل من أجل الحرية"

رئيس وزراء ماليزيا: "خطة بايدن" لا تلبي مطالب الفلسطينيين

رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم خلال مؤتمر صحافي في طوكيو. 24 مايو 2024 - AFP
رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم خلال مؤتمر صحافي في طوكيو. 24 مايو 2024 - AFP
دبي -الشرق

قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، إن المقترح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة، يمثل "خطوة جريئة نسبياً"، لكنه في نهاية المطاف لم يرق إلى تلبية مطالب الفلسطينيين التي طال انتظارها، واصفاً حركة "حماس" بأنها "تقاتل من أجل الحرية".

وذكر أنور البالغ من العمر 76 عاماً لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، أن "المشكلة لم تعد مع حماس الآن، إذ إن القوة العظمى هناك هي الولايات المتحدة، من الجنون تماماً أن نتصور أن قتل الأطفال والنساء يمكن أن يستمر وأن هذه القوة العظمى، حليف إسرائيل الرئيسي، غير قادرة على فعل أي شيء. لا أحد يصدق ذلك".

وتابع: "الفظائع مستمرة في قطاع غزة. لقد فعلنا أقصى ما يمكن أن تفعله دولة صغيرة، بينما الدول الإسلامية في العالم لم تتحد بعد كقوة متماسكة لمناصرة قضية فلسطين"، مضيفاً أن "فلسطين قضية قريبة من القلب"، بغض النظر عما تقوله "الدعاية المستمرة" في الغرب.

ويرفض أنور فكرة أن "حماس" وحدها هي المسؤولة عن الصراع، ووصف هذه الادعاءات بأنها "سخيفة". وأشار إلى أن الفلسطينيين عانوا عقوداً من الاحتلال، يعود تاريخها إلى عام 1948 عندما "استولت القوات الصهيونية على جزء كبير من الأراضي المحيطة بغزة والضفة الغربية وأعلنت استقلال إسرائيل".

وأضاف أن رواية الغرب الحالية بشأن "حماس"، "تستحضر كيف تم في السابق التشهير بنيلسون مانديلا والجيش الجمهوري الإيرلندي باعتبارهما إرهابيين، على الرغم من حصولهما لاحقاً على الشرعية، فقد أصبح مانديلا أول رئيس لجنوب إفريقيا بعد الفصل العنصري، وقام الجيش الجمهوري الإيرلندي بتشكيل حكومة في إيرلندا الشمالية من خلال جناحه السياسي بعد إلقاء السلاح".

مشاورات مع "حماس"

وقال أنور إنه لا يتواصل مع الجناح العسكري لحركة "حماس"، لكنه وصفها بأنها "تقاتل من أجل الحرية"، وقال إنه كان على اتصال مع جناحها السياسي "على مدى السنوات العديدة الماضية".

وكشف رئيس الوزراء الماليزي، أنه أجرى مناقشات "صريحة للغاية" بشأن الحرب على غزة مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، مشيراً إلى "فقدان هنية لأبنائه وأحفاده في غارة جوية إسرائيلية خلال احتفالات العيد الماضي الأخيرة".

وقال إن "الاستعمار على مدار السبعين عاماً الماضية، وتصعيد العنف في الضفة الغربية، والقتل ومصادرة أراضي الناس، استمر قبل وقت طويل من ولادة حماس"، مضيفاً: "لماذا تمحون هذا الجزء من التاريخ قبل 7 أكتوبر وبعد 7 أكتوبر؟".

وشدد على أن هناك إجماعاً بين المجموعات والمنظمات التي تمثل الدول الإسلامية، مثل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بشأن مطالب الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان عودة الرهائن الذين احتجزتهم حماس، وإطلاق سراح المعتلقلين السياسيين الفلسطينيين في إسرائيل؛ واحترام ومتابعة حل الدولتين الدائم.

نفوذ واشنطن لدى إسرائيل

وأضاف: "لكن هذا بالطبع مشروط بقبول الإسرائيليين أنه لا ينبغي لهم الاستمرار في القصف والقتل". وتابع: "كيف يمكنك أن تقول: نريد السلام، ونحن نتفق معك، ولكنك تستمر في قتل الناس؟ لا يمكنك أن تفعل ذلك… النية واضحة".

وأدت مواقف أنور بشأن حرب غزة إلى توتر العلاقات بين ماليزيا والولايات المتحدة، الشريك التجاري الأكبر. لكن المحللين يقولون إن ذلك يعكس الدعم الشخصي الطويل الأمد الذي يقدمه أنور لفلسطين، والذي ترسخ خلال أيامه كناشط طلابي في السبعينيات.

ويقول أنور، إن الولايات المتحدة فقط هي التي تمتلك نفوذاً كافياً لمطالبة إسرائيل بوقف الحرب.

وماليزيا هي من بين الدول القليلة التي ترفض الاعتراف رسمياً بإسرائيل، على الرغم من أن الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا أجرت تجارة محدودة مع تل أبيب.

وانخرط الماليزيون بشكل مكثف في حملات المقاطعة للشركات الداعمة لاسرائيل وحربها على غزة، إذ أغقلت شركة "كنتاكي فرايد تشيكن" عشرات الفروع، وخفضت "ستاربكس" عدد موظفيها.

وبفضل المزاج الوطني المؤيد لفلسطين بشكل متحدي، تمكن أنور من حشد الغضب.

وأثناء وجوده في ألمانيا في مارس، أحرج مضيفه المستشار أولاف شولتز عندما وبخ ألمانيا والغرب لدعمهما الصريح للهجوم الإسرائيلي على غزة، قائلاً إنهم غضوا الطرف عن عقود من "الفظائع والنهب وسلب الفلسطينيين".

وقد اجتذبت انتقاداته للزعماء الغربيين دعماً واسعاً، ليس فقط في الدول الإسلامية ولكن أيضاً في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث نظم الطلاب وحركات المجتمع المدني مسيرات حاشدة منتظمة تطالب إسرائيل بإنهاء هجومها على غزة، وتدعو إلى مقاطعة معظم الشركات الأميركية التي تزود إسرائيل بالوقود والأسلحة.

تصنيفات

قصص قد تهمك